ليس هناك أقذر من خيانة الوطن، وإعمال اليد لتعبث في مقدراته، بالإرهاب والفوضى والتدمير.

البحرين غالية علينا، ولا يمكن القبول بأن يدنس ترابها، ولا أن يساء لقيادتها ورموزها حكامنا الكرام.

وبناء على ذلك، كان «الطوفان الوطني» الذي انفجر في وجه خونة الوطن حينما أرادوا اختطافه، وسعوا للتأثير على مجاميع البشر ليركبوا معهم الموجة، تحت مبررات المطالب المعيشية وغيرها.

«إن عدتم عدنا»، جملة قصيرة قالها معالي المشير، لكنها تحمل دلائل ومضامين عديدة، أهمها أن البحرين لا تتحرك قيد أنملة في أي اتجاه رغما عن إرادة قيادتها وشعبها المخلص الذي يواليها ولا ولاء له لغيرها.

حتى وإن هدأت البحرين وهدأ أهلها، لكن مجرد محاولة اختبار هذا الهدوء من قبل مستهدفي هذه الأرض وقيادتها، كفيل بأن يفجر الغضب البحريني المخلص في وجه كل معتد آثم وطامع خائب.

لن تحيد البحرين عن طريق الحق، لسبب بسيط جداً، لأن فيها شعباً مخلصاً لا يقبل ببيعها، ولا يقبل أن يطالها أي سوء، حتى لو كان هذا الشعب يعاني من مشكلاته اليومية وما يقلق راحته، لكن بلاده تبقى عزيزة وغالية، تبقى البحرين قبل كل شيء.

نعم، الأصابع ليست سواء، وهناك من أولوياته تختلف، لكننا حين نتحدث عن الوطن، هم وحدهم المخلصون، هم وحدهم الذين يعشقون ترابه للنخاع، هم وحدهم المبايعون بإخلاص لقيادتها، هم وحدهم الذين يهبون من فورهم للدفاع عنها والذود عن حماها.

والله بتنا نعرف من كثرة التجارب والاختبارات الوطنية، بتنا نعرف أصالة كثيرين من أبناء البحرين، بتنا نعرف تماماً فلاناً لماذا تحرك، وعلاناً لماذا اختبأ وهرب، وغيرهم ممن هرول أمام مكاسبه، وآخرين قدموا أرواحهم ودمائهم لأجل البحرين الغالية.

اختبار الوطنية يحصل هكذا فجأة، حينما يستهدف الوطن، وتجد الوطنيين في الصفوف الأولى بدون دعوة أو طلب، هي في طبيعتهم وفطرتهم، لا توجد دعوة للوطنية حتى تبرز وتطغى، ولا توجد محفزات ومنشطات لتجعل الدم يغلي في العروق لأجل الوطن.

البحرين غالية علينا، ولن تجد وطنيا واحداً يقبل بأن تستهدف بلده ويسكت، أو يقف على الحياد، أو ينتظر ميزان السجالات أين يستقر.

تذكروا صرخات وهتافات أهل الفاتح حينما استهدفت البحرين، تذكروا الزلزال المهيب الذي أرعب قلوب المعتدين، فحاولوا جهدهم الجهيد للتقليل منه، وركزوا على جمعية مدنية يتصيدون عليها أمورها، متناسين بأن وقفة أهل الفاتح لا تختزل في تجمع أو جمعية أو تيار، وقفة أهل الفاتح هي وقفة أهل البحرين المخلصين، باختلاف انتماءاتهم وأفكارهم، باختلاف طبقاتهم وأعمالهم، بينهم قاسم مشترك واحد هي البحرين والثبات والمبايعة لقيادتها الحكيمة.

حمد بن عيسى ملك هذه البلاد العظيم رمزنا الأول، الرجل الذي نبايعه يومياً، ونواليه دوماً، والذي لا نقبل بأن يطال مقامه السامي حرف من فئات عميلة خانت البحرين وباتت أذرعاً لإيران وأي طامع. هذا الرمز الذي تجده ساكناً في قلب كل مخلص، رمزيته تختزل البحرين ككيان، وتمثل النظام الشرعي كأساس للبلاد، وحب الشعب وتلاحمه مع القيادة التي بنت وعمرت ودافعت وحمت هذه الأرض الطيبة.

وعليه، فالكلام لكل معتد وطامع ومستهدف، البحرين أكبر منكم مهما فعلتم، استفزاز أهلها المخلصين لا ينتهي إلا بزلزال وطني يحطم كل إرهابكم ومخططاتكم. من استهدف بلادنا ألا شلت يده، فذرة من تراب البحرين أغلى منكم وممن يقف خلفكم.

إنها البحرين، إنها بلادنا التي دونها دماء وأرواح.