كثُرتْ في الآونة الأخيرة المطالبة بالإسراع بتوزيع الوحدات السكنية الجاهزة على المستحقين من المواطنين. فقد تم إعلام بعض المستحقين حصولهم على وحدات سكنية في مختلف مناطق البحرين منذ مدد طويلة جداً ولكن وزارة الإسكان حتى كتابة هذه السطور لم تسلمهم مفاتيح منازلهم. ليست هذه هي المشكلة فقط، إذ تعرضت الكثير من تلكم المنازل الجاهزة للتخريب والتكسير والتشويه على إيدي أناس مجهولين بسبب عدم وجود حراسة عليها، وبالتالي ستحتاج الوزارة لصرف مبالغ كبيرة من ميزانية الدولة لإعادة تأهيل هذه المنازل التي تم تخريبها من جديد بينما كان الحل بسيط جداً وهو أن تقوم الوزارة بتسليمها للمواطنين على وجه السرعة أو أن تقوم بانتداب حرَّاس أمن لحمايتها من أيدي العابثين.

نحن ندرك أن بعض تلكم المنازل جاهزة بالكامل ولكنها تنتظر اكتمال البنية التحتية لها، وعليه لا يمكن تسليمها للمواطنين، ومن هنا يجب الإسراع في إكمال بنيتها التحتية بالكامل لأجل تسليمها للمواطنين على وجه السرعة، لكننا هنا نتحدث عن المنازل التي باتت جاهزة كلها حتى البنية التحتية فيها أضحت كاملة، فلماذا لا يتم تسليمها للمواطنين؟

ما يؤلم في الواقع أن الكثير من المشاريع الحكومية المختلفة التي تعلن الدولة جاهزيتها لا يتم بدء العمل فيها وتنشيطها بصورة مباشرة، فالبعض من هذه المشاريع تظل معلقة حتى إشعار آخر وبطريقة لا يمكن تفسيرها أو بسبب عدم تفرغ المسؤول في الوزارة «الفلانية» لأجل افتتاح المشروع «الفلاني» كما يحدث في تأخير افتتاح الحدائق العامة الجاهزة للجمهور لأشهر ولربما لسنين بسبب عدم تفرّغ المسؤول الفلاني لافتتاحها أو لغيرها من الأسباب. في الفترة التي تكون فيه هذه الحدائق جاهزة مع عدم وجود حارس يقوم بحراستها من الفوضويين والمراهقين في تلكم المناطق، يقوم هؤلاء من جهة أخرى بتخريبها بشكل بشع، فيكون تأخير افتتاحها سبباً مباشراً في إتلافها وتخريبها مما يعني إضافة موازنة جديدة وكبيرة لتأهيلها من جديد، وهكذا دواليك.

نعود لنخاطب الجهات المعنية بوزارة الإسكان على ضرورة استكمال منازل المواطنين الجاهزة عبر تجهيز بنيتها التحتية بالكامل قبل الاتصال بالمواطنين المستحقين لها حتى لا يتذمَّروا من هذا السلوك في حال أيقن المستحق باستحقاق حصوله على وحدة سكــــنية لكنها غير صالحة للتسليم. الأمر الآخر، يجـــــب أن توفر الوزارة مجموعــــــة من حرَّاس الأمن لحماية هذه المنشـــآت الوطنية والخدمية من التخريب ولتوفير مبالغ كبيرة لترميمها وإصلاحها بعد مرحلة «التخريب» وهذا ما يعني إضاعة للمال والوقت والجهد مرة أخرى.