تحدثت في مقال يوم أمس عن ممارسات غير مقبولة من العمال العزاب في الأحياء السكنية، واليوم سألقي الضوء على ممارسة غريبة ودخيلة على مجتمعنا البحريني العزيز القائم على أساس التكافل المجتمعي وهي ممارسة التسول!! ولكنه ليس التسول التقليدي، بل يمكنني أن أطلق عليه بأنه تسول مبتكر قائم على دراسة سيكولوجية محنكة، حيث إن أكثر من شخص حدثني مؤخراً عن تعرضه لأساليب جديدة في التسول كان آخرها هو أن تدخل فتاة حلاقاً رجالياً لطلب المساعدة!! تخيل بأنك جالس لتحلق، أو تتنظر دورك للحلاقة، وإذا بباب الحلاق الرجالي يفتح لتدخل امرأة هذا المكان المخصص للرجال فقط؟! تدخل هذه المرأة مرتدية عباءة، وفي مظهر مرتب ونظيف، وتطلب منك مبلغاً من المال كنوع من المساعدة. يقول لي الشخص الذي نقل لي هذا الموقف، أنها تتعمد وتتقصد أن تحرج الرجال لكي يقدموا لها المساعدة!!

ويؤكد آخر بأنه تعرض لنفس الموقف بالضبط، حيث إنه كان جالساً في الحلاق الرجالي والمخصص للرجال فقط، فتفاجأ بدخول فتاة عشرينية ترتدي العباءة وتحاول أن تتحدث باللهجة البحرينية وتطلب مبلغ دينار واحد فقط!! يقول إنها تتعمد عدم طلب مبلغ كبير لكي يتجاوب معها رواد «الحلاق الرجالي»، يقول شكلها لا يوحي مطلقاً بالفقر والعوز!!

أهي الحاجة؟ أم مآرب أخرى من وراء هذه الممارسات الدخيلة على مجتمعنا البحريني المحافظ؟

هذه الممارسات الدخيلة على مجتمعنا البحريني «العزيز» تجعلنا نلقي الضوء على من تسول له نفسه العبث بسمعة المرأة البحرينية التي تتميز بالاحترام والتعفف. يقول لي ناقل القصة، إنني سمعت أحد رواد الحلاق الرجالي يتساءل «أهي بحرينية»؟!، يقول إنه مع أنه لم يوجه السؤال لي إلا أنني ومن دافع الغيرة التي أحملها كمواطن بحريني، أجبته بالنفي القاطع، مؤكداً بأن «عزة» المرأة البحريِنية وتعففها واحترامها لا يجعلها تقوم بهذه الممارسات الدخيلة علينا مطلقاً، فالمرأة البحرينية لا تدخل مكاناً مخصصاً للرجال، ولا تطلب الدعم بهذا المستوى الدنيء حتى لو كانت في قمة الحاجة المادية.

بالفعل، ممارسات دخيلة تحاول العبث بسمعة البحرين، وبسمعة المرأة البحرينية التي تميزت على مر التاريخ بتعففها، وأعتقد أننا بحاجة إلى التوعية بظاهرة التسول لا سيما قبل دخول شهر رمضان الكريم حيث من المتوقع ظهور ابتكارات جديدة في مجال التسول!