لم يقف الملف الأسود للمرأة الحديدية، الأمريكية جينا هاسبل، «61 عاماً»، المدون ضمن سيرتها الذاتية، عائقاً أمام تعيينها على رأس وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية «سي آي إيه»، بينما سجلها السيء لا يزال يكشف عن فضائح تتعلق بصلتها ببرنامج الاستجواب العنيف لدى وكالة الاستخبارات الأمريكية، وتورطها في عمليات تعذيب خاصة بالوكالة في مطلع الألفية.
وبالرغم من أن هاسبل ستصبح أول امرأة تتولى إدارة المخابرات الأمريكية، إلا أن مسؤوليتها المباشرة عن السجون السرية الخاضعة لأجهزة الاستخبارات الأمريكية، وتعرض معتقلين للتعذيب تحت إشرافها يضع مستقبل أحد أكبر أجهزة المخابرات في العالم، على المحك، ويعقد مصداقية الإدارة الأمريكية داخلياً وخارجياً.
وقد وافقت لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الأمريكي على ترشيح عميلة الاستخبارات المخضرمة لمنصب مديرة وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية «سي آي إيه». وأيدت لجنة الاستخبارات بأغلبية 10 إلى 5 أصوات رفع ترشيح هاسبل إلى مجلس الشيوخ وهو ما يضمن فعلياً حصولها على موافقة المجلس لتولي المنصب، فيما من المتوقع أن يصدق المجلس بأكمله على تعيينها الأسبوع المقبل.
ومن أبرز المنتقدين لهاسبل، السيناتوران الجمهوريان راند بول وجون ماكين، بينما أعلن اثنان من الأعضاء الديمقراطيين السبعة باللجنة، وهما نائب رئيس اللجنة مارك وارنر والعضو جو مانشين، أنهما سينضمان للأعضاء الجمهوريين الثمانية في تأييد هاسبل. وللتصديق على تعيين الأخيرة، فإنها تحتاج تأييد غالبية الأصوات في مجلس الشيوخ الذي يضم 100 عضو، في حين يسيطر الجمهوريون على 51 مقعداً في المجلس مقابل 49 مقعداً للديمقراطيين.
وعملت المرأة الحديدية «ابنة الاستخبارات الأمريكية»، على مدار أكثر من 3 عقود «33 عاماً»، داخل ذلك الجهاز الأمريكي المعقد، في الظل، ولم يكشف بالكامل عن جبروتها وتورطها في عمليات التعذيب سوى منذ نحو شهرين فقط عندما خلفت مايك بومبيو الذي اختاره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وزيراً للخارجية بعد إقالة ريكس تليرسون، لاسيما وأنها كانت تشغل نائبة بومبيو.
ومنذ أن انضمت هاسبل لوكالة الاستخبارات الأمريكية في عام 1985، وهي تخدم في أماكن مختلفة حول العالم ولديها خبرة واسعة وكبيرة في العمليات السرية المتعلقة بالخطط الأمريكية في دول مختلفة خاصة في لندن، بداية القرن الحالي.
ويكشف رأي رئيسها بومبيو فيها، مدى ما تتمتع به من خبرة طويلة في مجال الاستجواب العنيف، حيث قال عند تعيينها قبل عام المسؤول الثاني في الوكالة «إن جينا جاسوسة مثالية ووطنية مخلصة تملك أكثر من 30 عاماً من الخبرة في الوكالة. وهي أيضاً قيادية محنكة مع قابلية ممتازة للقيام بالمهام ودفع من يحيطون بها».
وتدور في أروقة الكونغرس الأمريكي بمجلسيه النواب والشيوخ تساؤلات بشأن دور هاسبل في استخدام الوكالة الأمريكية أساليب تعذيب عنيفة، مثل التعذيب بمحاكاة الغرق الذي كانت تستخدمه واشنطن على نطاق واسع، قبل أكثر من عقد تقريباً خلال حكم الرئيس السابق جورج دبليو بوش.
ورغم أن هاسبل تعهدت أمام مجلس الشيوخ أنها لن تستأنف قط برنامج الاستجواب الذي تم وضعه بعد هجمات 11 سبتمبر 2001، لكنها لم تتنصل من مسؤوليتها عن عمليات التعذيب كما أنها لم تتحدث عن أن البرنامج ما كان ينبغي أن يطبق، في إشارة إلى اقتناعها بما تقوم به خدمة للأمة الأمريكية!!
ولأن سجلها ملطخ بانتهاكات حقوق الإنسان في الداخل والخارج، تم تعيين بديل لها بعد أسبوع تقريباً من تعيينها على رأس الجهاز الوطني السري لوكالة الاستخبارات المركزية في عام 2013، وذلك بسبب مسؤوليتها عن السجون السرية الأمريكية في الخارج بعد اعتداءات 11 سبتمبر، وفي هذا الصدد، لاحقت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، هاسبل، عندما كشفت أن الأخيرة «أدارت سجناً سرياً في تايلند أخضع فيه معتقلون إلى محاكاة إغراق وأشكال أخرى من سوء المعاملة والتعذيب».
ولم تكتف الصحيفة بذلك فقط بل أكدت أن «هاسبل تورطت عام 2015 في تدمير أشرطة فيديو حول تقنيات «استجواب مفرط» مع العديد من المعتقلين في تايلند».
وبين المعتقلين الذين مورست عليهم وسائل الاستجواب العنيفة تحت مسؤولية هاسبل، السعوديان عبد الرحيم الناشري العقل المدبر للاعتداء على ناقلة النفط ليمبورغ عام 2002 والهجوم على المدمرة الأمريكية كول عام 2000، وأبو زبيدة أول مسؤول مهم في شبكة تنظيم «القاعدة» تلقي واشنطن القبض عليه بعد اعتداءات 11 سبتمبر.
وقبل أيام، نشرت مؤسسة المحفوظات الوطنية الأمريكية وثائق أكدت أن هاسبل كانت قد أشرفت شخصياً على عمليات تعذيب أحد المشتبه بهم في عام 2002، وشملت 3 حالات تعذيب باستخدام المياه، حينما ترأست قاعدة الـ «CIA Detention Site Green» السرية في تايلاند. وأشارت المحفوظات الوطنية الأمريكية إلى أنه تم توجيه أمر بإتلاف شريط الفيديو، الذي وثق استخدام هاسبل للتعذيب.
ويبقى رأي السيناتور الجمهوري جون ماكين، المناهض بشدة لاستخدام التعذيب، في سجل هاسبل، شهادة تاريخية أمام الأمريكيين، حيث قال إن «تعذيب المعتقلين في الاحتجاز الأمريكي خلال العقد الماضي من أسود فصول التاريخ الأمريكي، ويتعين على السيدة هاسبل أن توضح طبيعة وحجم تورطها في برنامج «سي آي إيه» للاستجواب خلال عملية تأكيد ترشيحها»، لاسيما وأن ماكين تعرض نفسه للتعذيب كأسير حرب شمال فيتنام، وكان دوماً على رأس المنددين لأساليب الاستجواب العنيفة التي استخدمتها إدارة جورج دبليو بوش لانتزاع إفادات المعتقلين في إطار الحرب على الإرهاب التي أعلنها الرئيس السابق إثر اعتداءات 11 سبتمبر.
* وقفة:
تعيين جينا هاسبل على رأس أحد أكبر أجهزة الاستخبارات في العالم رغم إدارتها المباشرة لعمليات التعذيب السرية في السجون الأمريكية يكشف بوضوح انتهاكات «أيقونة الديمقراطية» لحقوق الإنسان في الداخل والخارج!!
وبالرغم من أن هاسبل ستصبح أول امرأة تتولى إدارة المخابرات الأمريكية، إلا أن مسؤوليتها المباشرة عن السجون السرية الخاضعة لأجهزة الاستخبارات الأمريكية، وتعرض معتقلين للتعذيب تحت إشرافها يضع مستقبل أحد أكبر أجهزة المخابرات في العالم، على المحك، ويعقد مصداقية الإدارة الأمريكية داخلياً وخارجياً.
وقد وافقت لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الأمريكي على ترشيح عميلة الاستخبارات المخضرمة لمنصب مديرة وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية «سي آي إيه». وأيدت لجنة الاستخبارات بأغلبية 10 إلى 5 أصوات رفع ترشيح هاسبل إلى مجلس الشيوخ وهو ما يضمن فعلياً حصولها على موافقة المجلس لتولي المنصب، فيما من المتوقع أن يصدق المجلس بأكمله على تعيينها الأسبوع المقبل.
ومن أبرز المنتقدين لهاسبل، السيناتوران الجمهوريان راند بول وجون ماكين، بينما أعلن اثنان من الأعضاء الديمقراطيين السبعة باللجنة، وهما نائب رئيس اللجنة مارك وارنر والعضو جو مانشين، أنهما سينضمان للأعضاء الجمهوريين الثمانية في تأييد هاسبل. وللتصديق على تعيين الأخيرة، فإنها تحتاج تأييد غالبية الأصوات في مجلس الشيوخ الذي يضم 100 عضو، في حين يسيطر الجمهوريون على 51 مقعداً في المجلس مقابل 49 مقعداً للديمقراطيين.
وعملت المرأة الحديدية «ابنة الاستخبارات الأمريكية»، على مدار أكثر من 3 عقود «33 عاماً»، داخل ذلك الجهاز الأمريكي المعقد، في الظل، ولم يكشف بالكامل عن جبروتها وتورطها في عمليات التعذيب سوى منذ نحو شهرين فقط عندما خلفت مايك بومبيو الذي اختاره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وزيراً للخارجية بعد إقالة ريكس تليرسون، لاسيما وأنها كانت تشغل نائبة بومبيو.
ومنذ أن انضمت هاسبل لوكالة الاستخبارات الأمريكية في عام 1985، وهي تخدم في أماكن مختلفة حول العالم ولديها خبرة واسعة وكبيرة في العمليات السرية المتعلقة بالخطط الأمريكية في دول مختلفة خاصة في لندن، بداية القرن الحالي.
ويكشف رأي رئيسها بومبيو فيها، مدى ما تتمتع به من خبرة طويلة في مجال الاستجواب العنيف، حيث قال عند تعيينها قبل عام المسؤول الثاني في الوكالة «إن جينا جاسوسة مثالية ووطنية مخلصة تملك أكثر من 30 عاماً من الخبرة في الوكالة. وهي أيضاً قيادية محنكة مع قابلية ممتازة للقيام بالمهام ودفع من يحيطون بها».
وتدور في أروقة الكونغرس الأمريكي بمجلسيه النواب والشيوخ تساؤلات بشأن دور هاسبل في استخدام الوكالة الأمريكية أساليب تعذيب عنيفة، مثل التعذيب بمحاكاة الغرق الذي كانت تستخدمه واشنطن على نطاق واسع، قبل أكثر من عقد تقريباً خلال حكم الرئيس السابق جورج دبليو بوش.
ورغم أن هاسبل تعهدت أمام مجلس الشيوخ أنها لن تستأنف قط برنامج الاستجواب الذي تم وضعه بعد هجمات 11 سبتمبر 2001، لكنها لم تتنصل من مسؤوليتها عن عمليات التعذيب كما أنها لم تتحدث عن أن البرنامج ما كان ينبغي أن يطبق، في إشارة إلى اقتناعها بما تقوم به خدمة للأمة الأمريكية!!
ولأن سجلها ملطخ بانتهاكات حقوق الإنسان في الداخل والخارج، تم تعيين بديل لها بعد أسبوع تقريباً من تعيينها على رأس الجهاز الوطني السري لوكالة الاستخبارات المركزية في عام 2013، وذلك بسبب مسؤوليتها عن السجون السرية الأمريكية في الخارج بعد اعتداءات 11 سبتمبر، وفي هذا الصدد، لاحقت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، هاسبل، عندما كشفت أن الأخيرة «أدارت سجناً سرياً في تايلند أخضع فيه معتقلون إلى محاكاة إغراق وأشكال أخرى من سوء المعاملة والتعذيب».
ولم تكتف الصحيفة بذلك فقط بل أكدت أن «هاسبل تورطت عام 2015 في تدمير أشرطة فيديو حول تقنيات «استجواب مفرط» مع العديد من المعتقلين في تايلند».
وبين المعتقلين الذين مورست عليهم وسائل الاستجواب العنيفة تحت مسؤولية هاسبل، السعوديان عبد الرحيم الناشري العقل المدبر للاعتداء على ناقلة النفط ليمبورغ عام 2002 والهجوم على المدمرة الأمريكية كول عام 2000، وأبو زبيدة أول مسؤول مهم في شبكة تنظيم «القاعدة» تلقي واشنطن القبض عليه بعد اعتداءات 11 سبتمبر.
وقبل أيام، نشرت مؤسسة المحفوظات الوطنية الأمريكية وثائق أكدت أن هاسبل كانت قد أشرفت شخصياً على عمليات تعذيب أحد المشتبه بهم في عام 2002، وشملت 3 حالات تعذيب باستخدام المياه، حينما ترأست قاعدة الـ «CIA Detention Site Green» السرية في تايلاند. وأشارت المحفوظات الوطنية الأمريكية إلى أنه تم توجيه أمر بإتلاف شريط الفيديو، الذي وثق استخدام هاسبل للتعذيب.
ويبقى رأي السيناتور الجمهوري جون ماكين، المناهض بشدة لاستخدام التعذيب، في سجل هاسبل، شهادة تاريخية أمام الأمريكيين، حيث قال إن «تعذيب المعتقلين في الاحتجاز الأمريكي خلال العقد الماضي من أسود فصول التاريخ الأمريكي، ويتعين على السيدة هاسبل أن توضح طبيعة وحجم تورطها في برنامج «سي آي إيه» للاستجواب خلال عملية تأكيد ترشيحها»، لاسيما وأن ماكين تعرض نفسه للتعذيب كأسير حرب شمال فيتنام، وكان دوماً على رأس المنددين لأساليب الاستجواب العنيفة التي استخدمتها إدارة جورج دبليو بوش لانتزاع إفادات المعتقلين في إطار الحرب على الإرهاب التي أعلنها الرئيس السابق إثر اعتداءات 11 سبتمبر.
* وقفة:
تعيين جينا هاسبل على رأس أحد أكبر أجهزة الاستخبارات في العالم رغم إدارتها المباشرة لعمليات التعذيب السرية في السجون الأمريكية يكشف بوضوح انتهاكات «أيقونة الديمقراطية» لحقوق الإنسان في الداخل والخارج!!