أعلنت الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء عن طرح برنامجها «فريق البحرين للفضاء» وفتح باب التقدم إليه للعمل من الجنسين، وبالطبع سوف يسهم ذلك في بناء القدرات الوطنية في مجال علوم الفضاء، وسيعزز لمواكبة العلوم المختلفة وسيحفز الشباب البحريني في جانبين، الجانب الأول تحقيق طموحاتهم في علوم الفضاء والعمل في مجال يحبونه والجانب الآخر الحث على دراسة علوم الفضاء في المستقبل، فقد آن الأوان لمملكة البحرين أن تسلك هذا المجال وأن تستثمر في العنصر البشري في العلوم المتنوعة، فلا يخلو هذا العلم بالذات عن علوم متعددة مثل الفيزياء الفلكية وعلم الأحياء الفلكي والكيمياء الفلكية وريادة الفضاء وغيرها كثير، والكفاءات البحرينية الموجودة لا ينقصها بأن تتقدم بالمملكة في هذا المجال.
أجدادنا الأولون، اهتماماتهم في علم الفلك كانت تنصب في العلوم البسيطة لتحرك النجوم والشمس والقمر من أجل التقويم الشهري والاستدلال في أوقات الملاحة والزراعة، وهذه بحد ذاتها علوم مهمة للحياة اليومية، ولكننا تجاوزنا هذه المرحلة لسنوات طويلة وأصبح اهتمامنا معرفة ما وراء الفضاء الخارجي، ولا أشك أبداً بأن الأجيال التي سبقتنا بعقود كان لديهم الطموح والشغف نفسه لمعرفة أسرار الفضاء، فالتطور العلمي أصبح مثل الورقة الكاشفة لطموحات الإنسان وصرنا لا نستبعد أي اكتشاف أو اختراع أو معرفة سر من أسرار الكون والطبيعة.
إعلان الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء أسعدني بصفة شخصية ذلك لأن ابني شغوف بعلوم الفضاء ويعشق الفيزياء ويطمح بأن يدرس الفيزياء الفلكية، أذكر عندما التقيت أستاذ في جامعة زويل للعلوم والتكنولوجيا في جمهورية مصر العربية حيث كنت في زيارة لمصر مع ابني -كان ابني حينها في الصف السابع- سأل الدكتور ابني عن طموحه للدراسة بعد تخرجه من المدرسة ورد عليه بأنه يتمنى أن يدرس أحد علوم الفضاء لشغفه لأسرار الكون، وبالطبع الأستاذ شجعه وأثنى على اختياره لمعرفته بأن علوم الفضاء هو المستقبل القادم وشجعه أيضاً بأن يدرس في جامعة زويل، لم تكن فكرة دارسة ابني لعلوم الفضاء فكرة مريحة بالنسبة لأم، لسبب واحد وهو أين سيعمل ابني بعد أن يتخرج من الجامعة؟ بالنسبة لهذه التخصصات الفريدة مجالها الوحيد هو التدريس إما في مدارس البحرين «مدرس علوم» أو في إحدى الجامعات، ومجال التدريس ليس طموح ابني للعمل فيه، للأسف وزارة التربية والتعليم وعلى مدى سنوات كثيرة كانت تخصص بعثات جديدة وجميلة ومطلوبة، ولكن في سوق العمل البحريني ليس لها أبواب مفتوحة «فأسرع وسيلة لتوظيف المبتعثين للتخصصات الفريدة هي التدريس في المدارس»، وهذا ما أخشاه على ابني بأن يهمش طموحة بعد الدراسة لواقع يصغر فيه الحلم الكبير إلا إذا كانت لابني خطة للتغرب في دول تستقطب هذه التخصصات فهذا ممكن أمام حلمه بالرغم من أنه حل صعب بالنسبة له ولي ولأخواته، لذلك كان الإعلان بالنسبة لي سعيداً لأنها بداية موفقة للهيئة الوطنية لعلوم الفضاء بعد الإعلان عن إنشائها في 2014 بمرسوم ملكي، وسوف أعمل بكل طاقتي من أجل أن يدرس ابني التخصص الذي يطمح في دراسته بعد التخرج من المدرسة.
جميل بأن تعكف الهيئة من الآن للمراحل القادمة في تعزيز دراسة علوم الفضاء لدى الأطفال والشباب للأعمار التي تتراوح ما بين 11 إلى 18 سنة أي قبل الدراسة الجامعية من خلال برامج متخصصة ومتقدمة لعلوم الفضاء وورش عمل بعيدة عن العلوم البسيطة التي تدرس في المدارس، حتى يتسنى لمحبي الفضاء، التبحر في علومه وتهيئهم فيما بعد للدراسة في تخصصات الفضاء العديدة لمستقبل واعد ومشرق لمملكة البحرين.
{{ article.visit_count }}
أجدادنا الأولون، اهتماماتهم في علم الفلك كانت تنصب في العلوم البسيطة لتحرك النجوم والشمس والقمر من أجل التقويم الشهري والاستدلال في أوقات الملاحة والزراعة، وهذه بحد ذاتها علوم مهمة للحياة اليومية، ولكننا تجاوزنا هذه المرحلة لسنوات طويلة وأصبح اهتمامنا معرفة ما وراء الفضاء الخارجي، ولا أشك أبداً بأن الأجيال التي سبقتنا بعقود كان لديهم الطموح والشغف نفسه لمعرفة أسرار الفضاء، فالتطور العلمي أصبح مثل الورقة الكاشفة لطموحات الإنسان وصرنا لا نستبعد أي اكتشاف أو اختراع أو معرفة سر من أسرار الكون والطبيعة.
إعلان الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء أسعدني بصفة شخصية ذلك لأن ابني شغوف بعلوم الفضاء ويعشق الفيزياء ويطمح بأن يدرس الفيزياء الفلكية، أذكر عندما التقيت أستاذ في جامعة زويل للعلوم والتكنولوجيا في جمهورية مصر العربية حيث كنت في زيارة لمصر مع ابني -كان ابني حينها في الصف السابع- سأل الدكتور ابني عن طموحه للدراسة بعد تخرجه من المدرسة ورد عليه بأنه يتمنى أن يدرس أحد علوم الفضاء لشغفه لأسرار الكون، وبالطبع الأستاذ شجعه وأثنى على اختياره لمعرفته بأن علوم الفضاء هو المستقبل القادم وشجعه أيضاً بأن يدرس في جامعة زويل، لم تكن فكرة دارسة ابني لعلوم الفضاء فكرة مريحة بالنسبة لأم، لسبب واحد وهو أين سيعمل ابني بعد أن يتخرج من الجامعة؟ بالنسبة لهذه التخصصات الفريدة مجالها الوحيد هو التدريس إما في مدارس البحرين «مدرس علوم» أو في إحدى الجامعات، ومجال التدريس ليس طموح ابني للعمل فيه، للأسف وزارة التربية والتعليم وعلى مدى سنوات كثيرة كانت تخصص بعثات جديدة وجميلة ومطلوبة، ولكن في سوق العمل البحريني ليس لها أبواب مفتوحة «فأسرع وسيلة لتوظيف المبتعثين للتخصصات الفريدة هي التدريس في المدارس»، وهذا ما أخشاه على ابني بأن يهمش طموحة بعد الدراسة لواقع يصغر فيه الحلم الكبير إلا إذا كانت لابني خطة للتغرب في دول تستقطب هذه التخصصات فهذا ممكن أمام حلمه بالرغم من أنه حل صعب بالنسبة له ولي ولأخواته، لذلك كان الإعلان بالنسبة لي سعيداً لأنها بداية موفقة للهيئة الوطنية لعلوم الفضاء بعد الإعلان عن إنشائها في 2014 بمرسوم ملكي، وسوف أعمل بكل طاقتي من أجل أن يدرس ابني التخصص الذي يطمح في دراسته بعد التخرج من المدرسة.
جميل بأن تعكف الهيئة من الآن للمراحل القادمة في تعزيز دراسة علوم الفضاء لدى الأطفال والشباب للأعمار التي تتراوح ما بين 11 إلى 18 سنة أي قبل الدراسة الجامعية من خلال برامج متخصصة ومتقدمة لعلوم الفضاء وورش عمل بعيدة عن العلوم البسيطة التي تدرس في المدارس، حتى يتسنى لمحبي الفضاء، التبحر في علومه وتهيئهم فيما بعد للدراسة في تخصصات الفضاء العديدة لمستقبل واعد ومشرق لمملكة البحرين.