وتستمر الانتهاكات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني، ولأن كل العالم بدا مشغولاً بقضاياه فلا أحد يعرف ماذا يجري في فلسطين المحتلة. في الوقت الذي يُلهي الكيان المحتل العالم بالإفراج عن الأسيرة الفلسطينية "عهد التميمي"، يقوم من الباب الخلفي باعتقال المئات دون أن يعلم بذلك أي أحد من العرب والعجم. هذه هي سياسة الكيان الغاصب للقدس التي لم ولن تتغير.
قبل أربعة أيام فقط وفي الوقت الذي يُزيِّن فيه الفلسطينيون جدران فلسطين بصورة "التميمي" احتفاء بموعد إطلاق سراحها وانشغال الصحف العربية بهذا الحدث قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي باعتقال نحو 20 فلسطينياً في الضفة الغربية المحتلة بينهم أربعة صحافيين. "وذكر نادي الأسير الفلسطيني أن حملة الاعتقالات شملت العديد من المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية بعد مداهمة عدد من المنازل. وأفادت مصادر أمنية أن قوات الاحتلال اعتقلت فلسطينيين من بيت لحم، ومن بلدة دير سامت جنوب الخليل، وقلقيلية، وطوباس، كما اعتقلت 4 صحافيين من مدينة رام الله".
هذا الكيان لا يتلفت لفرحكم ولا يهتم لعهد التميمي ولا لغيرها، فهو ماضٍ في سياسته تجاه تغيير خارطة فلسطين المحتلة وإهانة الشعب الفلسطيني بنسق واحد منذ ما يربو على 70 عاماً، فإن أطلق سراح أحدهم قام باعتقال العشرات غيره دون تنديد من دولة عظمى أو منظمة دولية أو حقوقية، لأنه يدرك تماماً ألا أحد يستطيع إيقاف تمدده وتوسعاته ومشاريعه وتصفياته واعتقالاته وإهاناته للشعب الفلسطيني.
اليوم الجمعة، ونحن على يقين أنهم سوف يَمْنَعون صلاة الجمعة في الأقصى المبارك وربما يقومون بإهانة المصلين هناك وضربهم أمام مرأى من كاميرات أكبر وكالات الأنباء العالمية دون أن تتحرك شعرة واحدة في جسد المحتل. في الجهة المقابلة وعند انتفاضة خط العودة قد يتعرض بقية الشباب الفلسطيني للرصاص الحي فيخترق صدورهم لأنهم آمنوا أن من حقهم العودة إلى ديارهم ومنازلهم المغتصبة. هؤلاء لا يريدون أن يتعاطف معهم أي أحد، فهم يريدون فقط أن يعلن "العالم" عن حقهم المشروع للعودة أو يكرمهم بسكوته.
في اعتقادي القاصر أن كل يوم جمعة هو يوم الإنسان الفلسطيني ويوم المناضل الفلسطيني ويوم الأسير الفلسطيني ويوم المرأة الفلسطينية وهو يوم الأقصى. فلا تحلو صلاة الجمعة إلا هناك أمام قبته وفي وجوه جنود العدو الغاصب. يوم الجمعة هو يوم فلسطين ولا شيء سواها. يوم العزة والدم والكرامة.