كل عام عندما تمر هذه الذكرى السنوية أشعر بشيء من الاعتزاز والفخر الممزوج بشيء من كسرة الروح والحزن على فقيدي الذي رحل بلا عودة ومكانه فارغ للأبد لا يعوضه أحد.. مهما كابرنا يبقى ألم الفقد مؤلماً وموجعاً لكن ما يسكن الروح أن فقيدي رحل إلى مكان أفضل.. رحل إلى خالقه الله وهو أرحم وأحن عليه منا كبشر..
قد لا يستوعب أحد معنى التعايش مع الحزن بدلاً من محاولة محو الحزن بالكامل من حياتك فثمة أحزان يقدر الله لك أن تتعايش معها لأن واقعها محال أن يتغير ويستبدل وهناك العديد من المحطات التي تمر عليك في حياتك سواء سعيدة أو حزينة تكتشف خلالها مدى الفراغ الذي أحدثه غياب أحدهم وتظل تفتقده دائماً في تلك المحطات والمناسبات الهامة من سنين عمرك لذا في كثير من الأحيان لا أستطيع أن ألمح بدلة عسكرية دون أن أشعر بغصة في قلبي ودون أن ألمح طيفه وهو يمر علي مع شيء من الفخر بأن فقيدنا رتبته هي الأعلى ليس في هذه الدنيا فحسب إنما أيضاً بدار الآخرة، فرتبة الشهيد من أعلى المراتب لأنه قدم أغلى ما يملك قدم روحه لأجل الدفاع عن الوطن فالله خص الشهداء بمراتب لا يصلها غيرهم ووعدهم بدرجة الفردوس الأعلى في الجنة وكرمهم بموازين أجور عظيمة تشفع لهم وأنهم رفقاء النبي عليه أفضل الصلاة والسلام حينما جعل اسم الشهداء مقرون مع النبيين.
لو بيدي لقلت الكثير ولظللت طويلاً معك يا فقيدي قبل أن تغادرنا في يومك الأخير معنا.. يوم رحيلك لم أكن أدرك أنه يوم الوداع وأن تلك اللحظات كانت اللحظات الأخيرة التي أراك فيها وأنني لن أراك بعدها مرة أخرى للأبد وأن صوتك لن أسمعه وسيغادرنا! مازلت أذكر آخر لقاء وآخر كلام بيننا قبل تلقي خبر استشهادك.. لا أعلم ما قاسيته وأنت تلفظ أنفاسك وحيداً وبعيداً عنا وتغادرنا روحك لكن ما يصبرني ويقوي عزيمتي أنني أدرك أن الله أحن عليك مني وأنه لم يختار رحيلك إلا لأنه أراد أن يكرمك بمكارم السماء لا الأرض كما أن رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام بشرنا بأن الله يسهل ميتة الشهيد ويهون عليه سكراته حينما قال: «ما يجد الشهيد من مس القتل إلا كما يجد أحدكم من مس القرصة».
إنني مؤمنة وإيماني بالله زاد بعد استشهادك وكأن استشهادك قربني إليه أكثر لكنني افتقدك وتلك مشاعر طبيعية يمر بها كل من عايش وضعنا.. أفتقد حسك وتصبيحاتك وروحك التي كانت تملئ البيت علي.. أفتقد سؤالك عني واتصالاتك واهتمامك برضاي وحرصك الدائم على إسعادي.. أردتني دائماً أن أفخر بك وكنت تزهو أمامي كثيراً وأنت تحدثني عن شيء من جهودك في العمل ومساعيك ولم أكن أدرك يوماً أنك ستكون رمزاً كبيراً من رموز الفخر ليس في البحرين فحسب إنما أيضاً في المنطقة وأمام العالم أجمع فشهداء الوطن هم الأسمى والأعلى دائماً في أي دولة بالعالم وأنت شهيد البحرين والخليج العربي والعروبة.
عندما لجئت للقرآن الكريم لأجل أن يجبر الله بخاطري ويمدني بشيء من السكينة والراحة كنت أقف كثيراً عند الآيات التي يذكر فيها مرتبة الشهداء «ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً»، «إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعداً عليه حقاً في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم».. نعم أدرك أن أكبر مراتب الفوز العظيم أن يقدم الإنسان روحه في سبيل الدفاع عن أرضه من بلاد المسلمين ودفاعاً عن كلمة الحق ودين الله الذي أراد أعداء البحرين تحريفه من خلال مشروع صفوي يختطف شرعية وعروبة مملكة البحرين.
إنني أشعر أن الله يخاطبني من خلال كتابه السماوي ويصبرني ويمدني بشيء من القوة والإيمان بأن هذا قضاءه واختياره ولا نملك أمامه إلا الصبر والرضا لذا أحرص دائماً على الرجوع للقرآن عندما يداهمني حزني عليك.. إن الآية الكريمة التي تقول «ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون * فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون * يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين». تحمل شيء من الطمأنينة لي أنك حي ترزق عند الله سبحانه ملك الملوك والسموات والأرض وأن الله لن يضيع أجر استشهادك، كما فعل ملك الأرض ملك البحرين حينما قدر تضحياتكم وبطولاتكم ووجه بتخصيص يوم الشهيد البحريني الذي يتزامن مع عيد جلوس جلالته وذلك أكبر تكريم لكم ورسالة بليغة بأنكم في القلب دائماً ولن ينسى عطاءكم للبحرين وللعروبة أبداً.
عندما ألمح أبناءك وهم حولي أراك في كل واحد منهم.. أرى جزءاً من روحك وملامحك فيهم.. وإن رحلت عنهم وهم في سن أصغر من أن يستوعبوا يتمهم منك لا تزال ساكناً فيهم.. عندما أرى أبناءك يرتدون الزي العسكري ويستعدون للقاء جلالة الملك حفظه الله ورعاه ورموز الدولة وللاحتفاء مع البحرين وأهلها بذكرى يوم الشهيد البحريني وكم هم فرحين بهذا التقدير المجتمعي والمكانة أفتخر أن أبناءك هم أبناء شخص مميز وشخص لا ينساه التاريخ البحريني ومحال أن تمر مناسبتنا الوطنية السعيدة دون المرور على ذكرى عطائه وبطولاته للبحرين.. أنت في تاريخ البحرين بطل كما كنت دائماً بطلي الصغير في المنزل.. كما رفعت اسم عائلتنا وشرفته وجعلتنا مفخرة أمام الناس وأصبحت أمام الكل ادعى أم الشهيد!!
عندما استشهدت فأنت لم تدافع عن البحرين فحسب إنما أيضاً عن عروبة هذه الأرض وامتدادها الخليجي وعمقها الأمني الاستراتيجي لذا أنا فخورة أنني أم الشهيد البحريني الذي أدرج في تاريخ المنطقة كأحد أبطال العرب والعروبة.
جل ما أتمناه أن يرعى الله بحفظه أبناءك الأيتام وأن ييسر لهم دروب الخير وأن يسخر لهم التوفيق والصلاح والهداية لتكون ذكرى استشهادك قدوة وحافزاً لهم للعطاء للبحرين وقيادتها وشعبها وأن تكون هناك تشريعات وقوانين تساندهم وتكون لهم الأولوية في عدد من خدمات الدولة وبعثاتها الدراسية والمنح والهبات وأن يأتي يوم نشهد فيه تطبيق القصاص بحق من قتلك وتسبب لنا بفقدك لنسترد حق دمك منهم ولتحيا العدالة وشريعة الله في الأرض.
هذه الكلمات مجموعة خواطر مما لامسناه من مشاعر ونحن نلتقي بعض أمهات الشهداء رحمهم الله.. رحم الله شهداءنا الأبطال من وزارة الداخلية وقوة دفاع البحرين والحرس الوطني.. أنتم منارات الفخر ورموز الوفاء وأبطال الحق.
قد لا يستوعب أحد معنى التعايش مع الحزن بدلاً من محاولة محو الحزن بالكامل من حياتك فثمة أحزان يقدر الله لك أن تتعايش معها لأن واقعها محال أن يتغير ويستبدل وهناك العديد من المحطات التي تمر عليك في حياتك سواء سعيدة أو حزينة تكتشف خلالها مدى الفراغ الذي أحدثه غياب أحدهم وتظل تفتقده دائماً في تلك المحطات والمناسبات الهامة من سنين عمرك لذا في كثير من الأحيان لا أستطيع أن ألمح بدلة عسكرية دون أن أشعر بغصة في قلبي ودون أن ألمح طيفه وهو يمر علي مع شيء من الفخر بأن فقيدنا رتبته هي الأعلى ليس في هذه الدنيا فحسب إنما أيضاً بدار الآخرة، فرتبة الشهيد من أعلى المراتب لأنه قدم أغلى ما يملك قدم روحه لأجل الدفاع عن الوطن فالله خص الشهداء بمراتب لا يصلها غيرهم ووعدهم بدرجة الفردوس الأعلى في الجنة وكرمهم بموازين أجور عظيمة تشفع لهم وأنهم رفقاء النبي عليه أفضل الصلاة والسلام حينما جعل اسم الشهداء مقرون مع النبيين.
لو بيدي لقلت الكثير ولظللت طويلاً معك يا فقيدي قبل أن تغادرنا في يومك الأخير معنا.. يوم رحيلك لم أكن أدرك أنه يوم الوداع وأن تلك اللحظات كانت اللحظات الأخيرة التي أراك فيها وأنني لن أراك بعدها مرة أخرى للأبد وأن صوتك لن أسمعه وسيغادرنا! مازلت أذكر آخر لقاء وآخر كلام بيننا قبل تلقي خبر استشهادك.. لا أعلم ما قاسيته وأنت تلفظ أنفاسك وحيداً وبعيداً عنا وتغادرنا روحك لكن ما يصبرني ويقوي عزيمتي أنني أدرك أن الله أحن عليك مني وأنه لم يختار رحيلك إلا لأنه أراد أن يكرمك بمكارم السماء لا الأرض كما أن رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام بشرنا بأن الله يسهل ميتة الشهيد ويهون عليه سكراته حينما قال: «ما يجد الشهيد من مس القتل إلا كما يجد أحدكم من مس القرصة».
إنني مؤمنة وإيماني بالله زاد بعد استشهادك وكأن استشهادك قربني إليه أكثر لكنني افتقدك وتلك مشاعر طبيعية يمر بها كل من عايش وضعنا.. أفتقد حسك وتصبيحاتك وروحك التي كانت تملئ البيت علي.. أفتقد سؤالك عني واتصالاتك واهتمامك برضاي وحرصك الدائم على إسعادي.. أردتني دائماً أن أفخر بك وكنت تزهو أمامي كثيراً وأنت تحدثني عن شيء من جهودك في العمل ومساعيك ولم أكن أدرك يوماً أنك ستكون رمزاً كبيراً من رموز الفخر ليس في البحرين فحسب إنما أيضاً في المنطقة وأمام العالم أجمع فشهداء الوطن هم الأسمى والأعلى دائماً في أي دولة بالعالم وأنت شهيد البحرين والخليج العربي والعروبة.
عندما لجئت للقرآن الكريم لأجل أن يجبر الله بخاطري ويمدني بشيء من السكينة والراحة كنت أقف كثيراً عند الآيات التي يذكر فيها مرتبة الشهداء «ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً»، «إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعداً عليه حقاً في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم».. نعم أدرك أن أكبر مراتب الفوز العظيم أن يقدم الإنسان روحه في سبيل الدفاع عن أرضه من بلاد المسلمين ودفاعاً عن كلمة الحق ودين الله الذي أراد أعداء البحرين تحريفه من خلال مشروع صفوي يختطف شرعية وعروبة مملكة البحرين.
إنني أشعر أن الله يخاطبني من خلال كتابه السماوي ويصبرني ويمدني بشيء من القوة والإيمان بأن هذا قضاءه واختياره ولا نملك أمامه إلا الصبر والرضا لذا أحرص دائماً على الرجوع للقرآن عندما يداهمني حزني عليك.. إن الآية الكريمة التي تقول «ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون * فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون * يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين». تحمل شيء من الطمأنينة لي أنك حي ترزق عند الله سبحانه ملك الملوك والسموات والأرض وأن الله لن يضيع أجر استشهادك، كما فعل ملك الأرض ملك البحرين حينما قدر تضحياتكم وبطولاتكم ووجه بتخصيص يوم الشهيد البحريني الذي يتزامن مع عيد جلوس جلالته وذلك أكبر تكريم لكم ورسالة بليغة بأنكم في القلب دائماً ولن ينسى عطاءكم للبحرين وللعروبة أبداً.
عندما ألمح أبناءك وهم حولي أراك في كل واحد منهم.. أرى جزءاً من روحك وملامحك فيهم.. وإن رحلت عنهم وهم في سن أصغر من أن يستوعبوا يتمهم منك لا تزال ساكناً فيهم.. عندما أرى أبناءك يرتدون الزي العسكري ويستعدون للقاء جلالة الملك حفظه الله ورعاه ورموز الدولة وللاحتفاء مع البحرين وأهلها بذكرى يوم الشهيد البحريني وكم هم فرحين بهذا التقدير المجتمعي والمكانة أفتخر أن أبناءك هم أبناء شخص مميز وشخص لا ينساه التاريخ البحريني ومحال أن تمر مناسبتنا الوطنية السعيدة دون المرور على ذكرى عطائه وبطولاته للبحرين.. أنت في تاريخ البحرين بطل كما كنت دائماً بطلي الصغير في المنزل.. كما رفعت اسم عائلتنا وشرفته وجعلتنا مفخرة أمام الناس وأصبحت أمام الكل ادعى أم الشهيد!!
عندما استشهدت فأنت لم تدافع عن البحرين فحسب إنما أيضاً عن عروبة هذه الأرض وامتدادها الخليجي وعمقها الأمني الاستراتيجي لذا أنا فخورة أنني أم الشهيد البحريني الذي أدرج في تاريخ المنطقة كأحد أبطال العرب والعروبة.
جل ما أتمناه أن يرعى الله بحفظه أبناءك الأيتام وأن ييسر لهم دروب الخير وأن يسخر لهم التوفيق والصلاح والهداية لتكون ذكرى استشهادك قدوة وحافزاً لهم للعطاء للبحرين وقيادتها وشعبها وأن تكون هناك تشريعات وقوانين تساندهم وتكون لهم الأولوية في عدد من خدمات الدولة وبعثاتها الدراسية والمنح والهبات وأن يأتي يوم نشهد فيه تطبيق القصاص بحق من قتلك وتسبب لنا بفقدك لنسترد حق دمك منهم ولتحيا العدالة وشريعة الله في الأرض.
هذه الكلمات مجموعة خواطر مما لامسناه من مشاعر ونحن نلتقي بعض أمهات الشهداء رحمهم الله.. رحم الله شهداءنا الأبطال من وزارة الداخلية وقوة دفاع البحرين والحرس الوطني.. أنتم منارات الفخر ورموز الوفاء وأبطال الحق.