كبرى شركات النفط الأمريكية والبريطانية كانت في حقبة ما تتحكم مباشرة في جميع حقول نفط الدول المطلة على الخليج. شيفرون وإكسون وبريتيش بتروليم وموبيل وثلاث أخرى كانت لها حق استخراج البترول وبيعه في فترة ما بعد اكتشاف النفط الخليجي في الثلاثينات وحتى بداية السبعينات، وبعضها مازال لديه جزء من هذه الحقوق في دولة أو دولتين.
وتطلق كتب التاريخ الحديث مسمى «الأخوات السبع» على هذه الشركات الضخمة التي كانت تسيطر على 85% من احتياطي النفط العالمي وتعمل فيما بينها بتنسيق محكم على اقتسام كعكة النفط المربحة.
وقد ساهم نفط الخليج العربي مساهمة رئيسة في إعادة إعمار أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، حيث كان الوقود الأنسب والأرخص والأسهل تصديراً مقارنة بالنفط الأمريكي، ولكن دول الخليج لم تستفد مادياً آنذاك من عملية إعادة الإعمار لأن عقودها مع «الأخوات السبع» كانت تعطيها نسبة ضئيلة جداً من الأرباح.
مرت السنين، واستطاع الخليجيون في السبعينات وبعد خروجهم من مظلة الانتداب البريطاني من إعادة صياغة العقود مع «الأخوات السبع»، بحيث تم تأميم أغلب حقول النفط تنفيذاً للعبارة الشهيرة «نفط العرب للعرب» والتي أطلقها الطريقي أول وزير نفط سعودي. وقد ساهمت عملية بسط السيطرة على مورد الدخل الأول والوحيد «تقريباً» في انتعاش هذه الدول ونشر حالة مميزة من الرخاء والرفاهية. اليوم وبعد أربعين عاماً من التخلص من سطوة «الأخوات السبع»، وبعد أن استمتع جيل أو أكثر بما وفرته الثروة النفطية من خير وراحة نعود لضرورة إعادة النظر في تعاملنا مع ملف النفط من جديد. ليس لدينا أخوات سبع أو ثمان تبلع أرباح تصدير النفط وتعطينا الفتات لكن في نفس الوقت أصبحنا كدول مجتمعة نصرف جزءاً ضخماً مما نجنيه على حماية أنفسنا وصد الأخطار عنا.
لسنا دولاً تعداد سكانها خمسين ألفاً أو حتى مئة وخمسين ألفاً كما كان حال أغلب دول الخليج في الخمسينات والستينات، وإنما نحن الآن عشرات الملايين من البشر يشكل نصفهم أو أكثر مهاجرون أجانب يحتاجون الماء والكهرباء والمستشفيات والطرقات. عشرات الملايين يزدادون سنوياً أيضاً وسيكون لنصفهم «الساكت» حالياً مطالبات ومطالبات حسب ما تظهره تصريحات السفارات ومنظمات حقوق الإنسان.
ذهبت «الأخوات السبع» ولكن ظل شبحها يحوم. وعلى ما يبدو في كل زمن يمر على الخليج هناك من يشابه هذه الأخوات. ومع دخولنا عام 2019، نجد أن شبيهات «الأخوات السبع» تضاعفت أعدادهن كثيراً وأصبحن يتشكلن بكل صورة ولون منها الداخلي ومنها الخارجي لذلك علينا أن نقف وقفة صادقة مع أنفسنا لنبحث كيفية التعامل معهن.
لا يجب أن تكون 2019 مثل غيرها من السنوات وإلا سنكون قد أضعنا سنة أخرى من عمر جيل يودع الآن رفاهية الآباء ومضطر أن يتعايش مع تحديات لم يشهدها من قبل. وأتمنى أن لا تكون حلولنا مقتصرة على صرعات اقتصادية مستوردة بل أتمنى أن تكون لدينا حلولاً أخرى أقل «صرعة» وأكثر استدامة أيضاً في جعبتنا. وكل عام وأنتم بخير.
وتطلق كتب التاريخ الحديث مسمى «الأخوات السبع» على هذه الشركات الضخمة التي كانت تسيطر على 85% من احتياطي النفط العالمي وتعمل فيما بينها بتنسيق محكم على اقتسام كعكة النفط المربحة.
وقد ساهم نفط الخليج العربي مساهمة رئيسة في إعادة إعمار أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، حيث كان الوقود الأنسب والأرخص والأسهل تصديراً مقارنة بالنفط الأمريكي، ولكن دول الخليج لم تستفد مادياً آنذاك من عملية إعادة الإعمار لأن عقودها مع «الأخوات السبع» كانت تعطيها نسبة ضئيلة جداً من الأرباح.
مرت السنين، واستطاع الخليجيون في السبعينات وبعد خروجهم من مظلة الانتداب البريطاني من إعادة صياغة العقود مع «الأخوات السبع»، بحيث تم تأميم أغلب حقول النفط تنفيذاً للعبارة الشهيرة «نفط العرب للعرب» والتي أطلقها الطريقي أول وزير نفط سعودي. وقد ساهمت عملية بسط السيطرة على مورد الدخل الأول والوحيد «تقريباً» في انتعاش هذه الدول ونشر حالة مميزة من الرخاء والرفاهية. اليوم وبعد أربعين عاماً من التخلص من سطوة «الأخوات السبع»، وبعد أن استمتع جيل أو أكثر بما وفرته الثروة النفطية من خير وراحة نعود لضرورة إعادة النظر في تعاملنا مع ملف النفط من جديد. ليس لدينا أخوات سبع أو ثمان تبلع أرباح تصدير النفط وتعطينا الفتات لكن في نفس الوقت أصبحنا كدول مجتمعة نصرف جزءاً ضخماً مما نجنيه على حماية أنفسنا وصد الأخطار عنا.
لسنا دولاً تعداد سكانها خمسين ألفاً أو حتى مئة وخمسين ألفاً كما كان حال أغلب دول الخليج في الخمسينات والستينات، وإنما نحن الآن عشرات الملايين من البشر يشكل نصفهم أو أكثر مهاجرون أجانب يحتاجون الماء والكهرباء والمستشفيات والطرقات. عشرات الملايين يزدادون سنوياً أيضاً وسيكون لنصفهم «الساكت» حالياً مطالبات ومطالبات حسب ما تظهره تصريحات السفارات ومنظمات حقوق الإنسان.
ذهبت «الأخوات السبع» ولكن ظل شبحها يحوم. وعلى ما يبدو في كل زمن يمر على الخليج هناك من يشابه هذه الأخوات. ومع دخولنا عام 2019، نجد أن شبيهات «الأخوات السبع» تضاعفت أعدادهن كثيراً وأصبحن يتشكلن بكل صورة ولون منها الداخلي ومنها الخارجي لذلك علينا أن نقف وقفة صادقة مع أنفسنا لنبحث كيفية التعامل معهن.
لا يجب أن تكون 2019 مثل غيرها من السنوات وإلا سنكون قد أضعنا سنة أخرى من عمر جيل يودع الآن رفاهية الآباء ومضطر أن يتعايش مع تحديات لم يشهدها من قبل. وأتمنى أن لا تكون حلولنا مقتصرة على صرعات اقتصادية مستوردة بل أتمنى أن تكون لدينا حلولاً أخرى أقل «صرعة» وأكثر استدامة أيضاً في جعبتنا. وكل عام وأنتم بخير.