الدنيا ملأى بالتناقضات، ملأى بأفعال تكذب الأقوال!

كثيرون ممن يدعون المثالية بالكلام، تثبت أفعالهم بأنهم محترفو كذب وأساتذة في تضليل البشر.

الغربيون يقولون "ديمقراطية" وهم أنفسهم من يدرسوننا في جامعاتهم بأنه لا شيء حقيقياً اسمه "ديمقراطية"! بل هي مسألة نسبية في نهايتها تخدم أهدافاً معينة وأجندات محددة.

الولايات المتحدة التي تقول بأنها "عرابة" السلام العالمي هي أول دولة في العالم ألقت بقنابل ذرية على بلد لتدمره وتسحق شعبه! هي اليوم من تشن حرباً شعواء على كل دولة تفكر فقط بامتلاك سلاح نووي!

"البيت الأبيض" الذي كان في عهد أوباما يطالب الآخرين بالحوار مع إرهابيين أو عصابات أو أي فصيل كان، هو نفسه لم يتحاور مع أسامة بن لادن، بل كان حواره عبارة عن رصاصة في الرأس!

إيران ومسؤولوها يخرجون لينصحوا البحرين باحترام الشعب ومراعاة حقوق الإنسان، بينما إيران هي الدولة الوحيدة التي تشنق معارضيها من مواطنيها على أعمدة الإنارة دون محاكمات، الدولة التي حين غيرت نظامها الحاكم قام هذا النظام بسجن وقتل أكثر من 30 ألف شخص في السجون فقط لاختلاف المذهب أو معارضتهم لسياساتها!

هذه أمثلة سياسية عالمية، أما مجتمعياً فكثير من الشعارات الإصلاحية الجميلة تطبق بالمقلوب على أرض الواقع، الشخص المناسب لا يوضع في المكان المناسب، الكفاءات مغيبة، والواسطات والمحسوبيات والترضيات موجودة، نرفع شعارات لمحاربة الفساد فيزيد الفساد، نقول المواطن محور كل العمليات فيتضح أن المواطن هو المتضرر وفي آخر الأولويات! الأخطاء واضحة وبينة لكن المعالجات خجولة، بل الكوارث تتكرر والمحاسبة شبه غائبة.

من يريد السير في الطريق الصحيح، من يبحث بصدق عن المثالية ويسعى لتطبيقها في هذا العالم، هو من قد يُحارب، هو من قد يطاله الضرر، وهو من قد يتهم بالخيانة والعمالة والسعي لإشعال الفتن والفوضى.

تبحثون عن العدالة؟!

لستم وحدكم من يبحث، العالم كله يبحث عنها، وأعني الشعوب والبسطاء والمهمشين، قليل من يجدونها بعد عناء ومشقة، لكن في المقابل، كثيرون بعد أن يضنيهم البحث ويتعبهم الحفر في الصخر يشيرون بأصابعهم للسماء، فالخلاصة تقول بأن العدالة فقط هناك في السماء، هناك عند من لا يضيع حق أمامه، وعند من يمهل ولا يهمل.