إن من أهم الخطوات المهمة القادمة التي يجب أن تقوم بها وزارة التربية والتعليم بعد خطوة إلغاء الواجبات المنزلية للطلبة بداية من الفصل الدراسي الثاني، هو تصحيح المناهج الحالية المشحونة بالأوراق والصور والمعلومات غير المهمة على الإطلاق. فالكثير من المناهج الدراسية -المرحلة الابتدائية تحديداً- تحتاج إلى تجديد وإعادة نظر في صياغتها من خلال طرحها على طاولة النقد العلمي والتعليمي والتربوي للخروج بصيغة أفضل بكثير مما هي عليه الآن.
إن الكثير الكثير مما تعلمناه، سواء من أفكار أو أحداث تاريخية وغير تاريخية أيام صبانا في المدارس الحكومية لم نستفد منها اليوم أي شيء، وهذا يرشدنا إلى أمرٍ في غاية الأهمية وهو أن ليس كل ما جاءت به مناهجنا ومقرراتنا الدراسية السابقة مفيدة لنا ولحياتنا العملية. أنا وغيري الكثير من أقراني لم نستفد كثيراً من كتب الغزوات والمعارك التفصيلية التي خاضها الأجداد، ولم نحتج في حياتنا العملية لتفاصيل الدولة العثمانية ولا حتى لأنواع النباتات والجذور بتفاصيلها المملة مذ كنَّا في المرحلة الابتدائية وبقية المراحل الأخرى. كل هذه المعلومات الكثيفة رميناها وراء ظهورنا لأنها كانت السبب الرئيس وراء تدني درجاتنا في المدرسة والسبب الآخر لملء وحشو أذهاننا بمعلومات تسبق أعمارنا بمراحل.
مع الأسف ومنذ ذلك الوقت وحتى اليوم لم تُراجَع مناهجنا بطريقة شاملة ولم ينلها القدر الكافي من النقد والتنقيح والاختصار المفيد. فمازال الطلبة الصغار اليوم يجرُّون خلفهم «شنطاً» تفوق قدرتهم الجسدية، وهي الشنط المشحونة بالكتب المحشوة بالمعلومات التي تفوق قدرتهم العقلية بمراحل، «ويا ليت» أنهم يستفيدون منها شيئاً!
شابة بحرينية جامعية متميزة، لديها طفل في الصف الخامس الابتدائي، تقول بأن طفلها يجب عليه أن يحفظ كمَّاً هائلاً من المعلومات الدراسية المكثفة للامتحانات المملة الرتيبة الحالية. تؤكد هذه الشابة بأنها لا تستطيع حفظ كل تلكم الدروس لما تحمله من معلومات دراسية معقَّدة لا تنسجم وعمر طفلها الذكي أصلاً. بمعنى، إن إصرار وزارة التربية على إعطاء الطفل الصغير مثل هذه المناهج «الثقيلة» وكأنهم يريدون أن يُنتجوا طفلاً مُلقناً ساذجاً لا طفلاً متعلماً واعياً، وهذا أخطر ما في العملية التعليمية برمتها.
نحن اليوم وكل أولياء الأمور في البحرين يعوِّلون على سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الخيرية وشؤون الشباب رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية لتبنِّيه الملف التعليمي الذي سيقفز بالبحرين لمراحل متقدمة ومتطورة حين طالب سموه بإحداث تغييرات شاملة للمناهج التعليمية عندنا لتتفق -كما ذكر سموه- ورؤية 2030. كما أننا مؤخراً استبشرنا الكثير من الأمل والرضا بتلميحات صدرت من معالي وزير التربية والتعليم حول أهمية مراجعة حجم المناهج الدراسية للفصل القادم وإحلال مناهج أخرى حديثة وعملية تتسق والعملية التعليمية المعاصرة لتتناغم مع استراتيجيات التدريس، دون أن ترهق الطالب الصغير.
{{ article.visit_count }}
إن الكثير الكثير مما تعلمناه، سواء من أفكار أو أحداث تاريخية وغير تاريخية أيام صبانا في المدارس الحكومية لم نستفد منها اليوم أي شيء، وهذا يرشدنا إلى أمرٍ في غاية الأهمية وهو أن ليس كل ما جاءت به مناهجنا ومقرراتنا الدراسية السابقة مفيدة لنا ولحياتنا العملية. أنا وغيري الكثير من أقراني لم نستفد كثيراً من كتب الغزوات والمعارك التفصيلية التي خاضها الأجداد، ولم نحتج في حياتنا العملية لتفاصيل الدولة العثمانية ولا حتى لأنواع النباتات والجذور بتفاصيلها المملة مذ كنَّا في المرحلة الابتدائية وبقية المراحل الأخرى. كل هذه المعلومات الكثيفة رميناها وراء ظهورنا لأنها كانت السبب الرئيس وراء تدني درجاتنا في المدرسة والسبب الآخر لملء وحشو أذهاننا بمعلومات تسبق أعمارنا بمراحل.
مع الأسف ومنذ ذلك الوقت وحتى اليوم لم تُراجَع مناهجنا بطريقة شاملة ولم ينلها القدر الكافي من النقد والتنقيح والاختصار المفيد. فمازال الطلبة الصغار اليوم يجرُّون خلفهم «شنطاً» تفوق قدرتهم الجسدية، وهي الشنط المشحونة بالكتب المحشوة بالمعلومات التي تفوق قدرتهم العقلية بمراحل، «ويا ليت» أنهم يستفيدون منها شيئاً!
شابة بحرينية جامعية متميزة، لديها طفل في الصف الخامس الابتدائي، تقول بأن طفلها يجب عليه أن يحفظ كمَّاً هائلاً من المعلومات الدراسية المكثفة للامتحانات المملة الرتيبة الحالية. تؤكد هذه الشابة بأنها لا تستطيع حفظ كل تلكم الدروس لما تحمله من معلومات دراسية معقَّدة لا تنسجم وعمر طفلها الذكي أصلاً. بمعنى، إن إصرار وزارة التربية على إعطاء الطفل الصغير مثل هذه المناهج «الثقيلة» وكأنهم يريدون أن يُنتجوا طفلاً مُلقناً ساذجاً لا طفلاً متعلماً واعياً، وهذا أخطر ما في العملية التعليمية برمتها.
نحن اليوم وكل أولياء الأمور في البحرين يعوِّلون على سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الخيرية وشؤون الشباب رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية لتبنِّيه الملف التعليمي الذي سيقفز بالبحرين لمراحل متقدمة ومتطورة حين طالب سموه بإحداث تغييرات شاملة للمناهج التعليمية عندنا لتتفق -كما ذكر سموه- ورؤية 2030. كما أننا مؤخراً استبشرنا الكثير من الأمل والرضا بتلميحات صدرت من معالي وزير التربية والتعليم حول أهمية مراجعة حجم المناهج الدراسية للفصل القادم وإحلال مناهج أخرى حديثة وعملية تتسق والعملية التعليمية المعاصرة لتتناغم مع استراتيجيات التدريس، دون أن ترهق الطالب الصغير.