أكثر ما يوجع الأسرة ويجعلها في قلق مستمر وفي حيرة وفي دوامة مغلقة هو أن يكون أحد أبنائها معوقاً جسدياً أو ذهنياً، ويكون أكثر إيلاماً عندما يوجد العلاج المناسب لحالة المريض في مكان ما ولكن «اليد قصيرة» تحول دون علاجه أو تحسين حالته المرضية.
مرض التوحد كما يعرفه الجميع هو أحد الاضطرابات في التطور ويؤثر في نمو وتطور الطفل، حيث يعاني المصاب بهذا المرض من صعوبة في العلاقات الاجتماعية واللغة والسلوك، لا يتوفر علاج مناسب للمصابين به ككثير من الأمراض ولكن يمكن للطبيب المختص والمعالج بهذا المرض أن يطور من تحسن مريض التوحد من خلال علاجات متعددة للنطق والعلاج السلوكي والتربوي والتعليمي مدعماً بالعلاج الدوائي. فدور المعالج المختص مهم جداً حتى وإن كانت نسبة الشفاء قليلة جداً يبقى تحسنه في النطق وتغيير السلوك للأفضل عوامل مبشرة للخير خصوصاً لذوي المريض وأسرته.
خالد شاب يبلغ من العمر 20 عاماً مريض بالتوحد، التحق في مركز الأكاديمية الأردنية للتوحد بالمملكة الأردنية الهاشمية، بدعم شامل من وزارة الصحة بمملكة البحرين، تحسنت حالته سلوكياً ونفسياً وصحياً، ولكن لم يستمر علاجه وتم إرجاعه إلى المملكة سنة 2015، وذلك بسبب ميزانية وزارة الصحة، ومنذ ذلك الحين وهو في تخبط نفسي وعلاجي وحالته انتكست ورجعت إلى الوراء بعد أن كان يتمتع بسلوك وصحة مستقرين عندما كان يعالج في الأردن.
والدة المريض أصبحت تناشد الجميع لمساعدتها في علاج ابنها، الذي أصبح كما تقول «يشكل خطورة على نفسه وعلى المحيطين به»، وتوضح أنه «يقوم بسلوكيات عدوانية من ضرب وتكسير ما حوله من أشياء، وأصبح يزيل الأسلاك الكهربائية ولا ينام»، وتضيف أنه «حالياً يعالج خالد في مستشفى الطب النفسي في البحرين ويمكث هناك إلا أن حالته أصبحت أسوأ بسبب عدم توفر الأدوية وبعضها لا تتناسب مع حالته».
وبحسرة ومرارة «قلة الحيلة» تقول والدة المريض«
أنا المعيل له ولا أقوى على تحمل كل هذه المصاعب لوحدي ولا أستطيع علاجه حيث إن حالتي المادية لا تسمح بتكفل علاجه»، وتناشد الجميع لمساعدتها والاهتمام بمشكلتها حتى تحصل على حل يتناسب مع حالة ابنها خالد المريض بمرض التوحد، شافاه الله وعافاه.
* كلمة من القلب:
صحيح إن ميزانية الدولة تمر بعجز ولكن يجب ألا نتأثر في قطاعين مهمين، هما التعليم والصحة، وبالرغم من أن وزارة الصحة بحسب تقرير ديوان الرقابة المالية والإدارية لديها الكثير من التجاوزات والفساد ومنها تكدس الأدوية وانتهاء صلاحيتها وغيرها كثير - وكله من المال العام يعني من مال هذا الشاب المريض ووالدته - فلماذا يحرم هذا المريض من العلاج بالخارج بينما هناك في وزارة الصحة من يتلاعب بالمال العام؟ أقصى ما استطاعت الوزارة فعله هو قطع علاج المريض بينما المفسدون في الوزارة يتمتعون بكامل الحرية ولم يعاقبوا على فسادهم؟ ماذا يفعل أولياء أمور هذه الفئة من المرضى؟ أين يذهبون بهم إن لم توفر الدولة - ووزارة الصحة - هي المعنية في إنشاء وحدة خاصة تتناسب مع حالة مرضى التوحد بدلاً من المستشفى النفسي الذي لا يتناسب مع حالتهم بل تزيدهم انتكاساً؟ أقولها بصراحة لأن أم خالد «ليس لديها ظهر» يساندها فهي في دوامة مع ابنها المريض الذي انتكست حالته بسبب مفسدين لم يهتموا بحالة المريض، فهل يشكل خالد عبئاً على ميزانية الوزارة أو لأنه ليس «ابن فلان أو علان». ارحموا الأمهات أمثال أم خالد هذه الأم الشابة التي تعيل ابنها لوحدها، تعيله وكأن راتبها الشهري يفوق الخمسة آلاف دينار وليس بضعة دنانير في زمن ارتفعت فيه كل الأسعار إلا راتب المواطن. الاهتمام بالصحة والعلاج هو الاهتمام بالعنصر البشري، وصحة الفرد هي جودة الحياة التي يجب أن يتمتع بها المواطن، لماذا تلجأ أم خالد للإعلاميين والصحافيين والمغردين لينقلوا رسالتها، وينكسر ما بداخلها، لأنها شعرت بأن ليس هناك من ينصفها ويساعدها، لماذا يلجأ المواطن إلى نشر مشكلته، بينما الحكومة هي المسؤولة عن سد حاجات المواطن. أين حقوق المواطن في جودة الحياة وجودة الصحة والعلاج؟ لا نريدها شعارات بل نريدها حقيقة ملموسة نستشعر بالفعل أن هناك من يهتم بنا كمواطنين مثلما عليهم واجبات لهم حقوق في الوقت نفسه. خالد مواطن بحريني له حقوق كثيرة وبما أنه لا يرتاد مدارس الحكومة ولا يشكل عبئاً على ميزانية وزارة التعليم عليه حق في تلقي العلاج المناسب به. ونناشد الجميع وأصحاب الأيادي البيضاء والقلوب الرحيمة أن يكونوا حلقة خير حتى يعود خالد إلى الأردن لتلقي العلاج المناسب، وأملنا بالله، ثم في طيبة أهل البحرين، كبير.
{{ article.visit_count }}
مرض التوحد كما يعرفه الجميع هو أحد الاضطرابات في التطور ويؤثر في نمو وتطور الطفل، حيث يعاني المصاب بهذا المرض من صعوبة في العلاقات الاجتماعية واللغة والسلوك، لا يتوفر علاج مناسب للمصابين به ككثير من الأمراض ولكن يمكن للطبيب المختص والمعالج بهذا المرض أن يطور من تحسن مريض التوحد من خلال علاجات متعددة للنطق والعلاج السلوكي والتربوي والتعليمي مدعماً بالعلاج الدوائي. فدور المعالج المختص مهم جداً حتى وإن كانت نسبة الشفاء قليلة جداً يبقى تحسنه في النطق وتغيير السلوك للأفضل عوامل مبشرة للخير خصوصاً لذوي المريض وأسرته.
خالد شاب يبلغ من العمر 20 عاماً مريض بالتوحد، التحق في مركز الأكاديمية الأردنية للتوحد بالمملكة الأردنية الهاشمية، بدعم شامل من وزارة الصحة بمملكة البحرين، تحسنت حالته سلوكياً ونفسياً وصحياً، ولكن لم يستمر علاجه وتم إرجاعه إلى المملكة سنة 2015، وذلك بسبب ميزانية وزارة الصحة، ومنذ ذلك الحين وهو في تخبط نفسي وعلاجي وحالته انتكست ورجعت إلى الوراء بعد أن كان يتمتع بسلوك وصحة مستقرين عندما كان يعالج في الأردن.
والدة المريض أصبحت تناشد الجميع لمساعدتها في علاج ابنها، الذي أصبح كما تقول «يشكل خطورة على نفسه وعلى المحيطين به»، وتوضح أنه «يقوم بسلوكيات عدوانية من ضرب وتكسير ما حوله من أشياء، وأصبح يزيل الأسلاك الكهربائية ولا ينام»، وتضيف أنه «حالياً يعالج خالد في مستشفى الطب النفسي في البحرين ويمكث هناك إلا أن حالته أصبحت أسوأ بسبب عدم توفر الأدوية وبعضها لا تتناسب مع حالته».
وبحسرة ومرارة «قلة الحيلة» تقول والدة المريض«
أنا المعيل له ولا أقوى على تحمل كل هذه المصاعب لوحدي ولا أستطيع علاجه حيث إن حالتي المادية لا تسمح بتكفل علاجه»، وتناشد الجميع لمساعدتها والاهتمام بمشكلتها حتى تحصل على حل يتناسب مع حالة ابنها خالد المريض بمرض التوحد، شافاه الله وعافاه.
* كلمة من القلب:
صحيح إن ميزانية الدولة تمر بعجز ولكن يجب ألا نتأثر في قطاعين مهمين، هما التعليم والصحة، وبالرغم من أن وزارة الصحة بحسب تقرير ديوان الرقابة المالية والإدارية لديها الكثير من التجاوزات والفساد ومنها تكدس الأدوية وانتهاء صلاحيتها وغيرها كثير - وكله من المال العام يعني من مال هذا الشاب المريض ووالدته - فلماذا يحرم هذا المريض من العلاج بالخارج بينما هناك في وزارة الصحة من يتلاعب بالمال العام؟ أقصى ما استطاعت الوزارة فعله هو قطع علاج المريض بينما المفسدون في الوزارة يتمتعون بكامل الحرية ولم يعاقبوا على فسادهم؟ ماذا يفعل أولياء أمور هذه الفئة من المرضى؟ أين يذهبون بهم إن لم توفر الدولة - ووزارة الصحة - هي المعنية في إنشاء وحدة خاصة تتناسب مع حالة مرضى التوحد بدلاً من المستشفى النفسي الذي لا يتناسب مع حالتهم بل تزيدهم انتكاساً؟ أقولها بصراحة لأن أم خالد «ليس لديها ظهر» يساندها فهي في دوامة مع ابنها المريض الذي انتكست حالته بسبب مفسدين لم يهتموا بحالة المريض، فهل يشكل خالد عبئاً على ميزانية الوزارة أو لأنه ليس «ابن فلان أو علان». ارحموا الأمهات أمثال أم خالد هذه الأم الشابة التي تعيل ابنها لوحدها، تعيله وكأن راتبها الشهري يفوق الخمسة آلاف دينار وليس بضعة دنانير في زمن ارتفعت فيه كل الأسعار إلا راتب المواطن. الاهتمام بالصحة والعلاج هو الاهتمام بالعنصر البشري، وصحة الفرد هي جودة الحياة التي يجب أن يتمتع بها المواطن، لماذا تلجأ أم خالد للإعلاميين والصحافيين والمغردين لينقلوا رسالتها، وينكسر ما بداخلها، لأنها شعرت بأن ليس هناك من ينصفها ويساعدها، لماذا يلجأ المواطن إلى نشر مشكلته، بينما الحكومة هي المسؤولة عن سد حاجات المواطن. أين حقوق المواطن في جودة الحياة وجودة الصحة والعلاج؟ لا نريدها شعارات بل نريدها حقيقة ملموسة نستشعر بالفعل أن هناك من يهتم بنا كمواطنين مثلما عليهم واجبات لهم حقوق في الوقت نفسه. خالد مواطن بحريني له حقوق كثيرة وبما أنه لا يرتاد مدارس الحكومة ولا يشكل عبئاً على ميزانية وزارة التعليم عليه حق في تلقي العلاج المناسب به. ونناشد الجميع وأصحاب الأيادي البيضاء والقلوب الرحيمة أن يكونوا حلقة خير حتى يعود خالد إلى الأردن لتلقي العلاج المناسب، وأملنا بالله، ثم في طيبة أهل البحرين، كبير.