أجزم وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أن إدارة أوباما السابقة ارتكبت خطأ كبيراً في التوقيع على الاتفاق النووي مع إيران وتسبب ذلك في فوضى وسلسلة من الأزمات لا تنتهي، علاوة على ذلك فإن طهران مست المصالح الأمريكية بالمنطقة وأضعفت هيمنتها.
وتأتي جولة وزير الخارجية الأمريكي للشرق الأوسط في ظل أزمة أمريكية داخلية تتعلق بتعطيل الحكومة الفيدرالية لرفض مجلس النواب تمويل مشروع جدار فاصل بين أمريكا والمكسيك مما جعل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يستخدم أدواته الدستورية لتعطيل الحكومة أكثر من 22 يوماً، وبالتالي فإن الزيارة في هذا التوقيت يشوبها نوعاً من الغموض حول إدارة الرئيس الحالي للأوضاع بالشرق الأوسط في ظل أزمة داخلية.
ومن النقاط الرئيسة التي تحدث بها وزير الخارجية الأمريكي في جولته الشرق أوسطية هي مسألة انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من سوريا، ولعل تلك الزيارة هي تأتي «لترقيع» ما صرح به الرئيس الأمريكي حول ذلك، حتى صرح بومبيو أن «أمريكا ستخرج من سوريا بعد طرد اخر جندي إيراني»، ومن هنا يتضح أن ترامب تهور عندما أطلق تصريحاته بشأن سوريا، حتى استجمع قواه العقلية وعاد حساباته وحتى لا يخسر اللوبي الصهيوني قد تراجع بخجل عن قراره وبرر ذلك بأنه عازم على طرد الإيرانيين من سوريا ومحاربة بما يسمى تنظيم الدولة «داعش».
غير أن أهم الرسائل التي وصلت لبومبيو في جولته وحسب ما يتضح أن أمريكا فقدت بريقها المعتاد في الدفاع عن مصالحها في الشرق الأوسط «الحلفاء» بعد تنازلها عن نفوذها في سوريا والعراق وجعل إيران تؤسس لها قواعد عسكرية وتسيطر على الحكومات بتلك الدول مما أسهم في خلق ميليشيات إرهابية مؤدلجة تابعة للحرس الثوري الإيراني ونظام الملالي، وجعل هذه الدول معسكرات للإرهابيين وخالقي الأزمات، وتستهدف عن طريق تلك الدول منطقة الخليج العربي لتعبث بأمنه واستقراراه، حتى استفاقت واشنطن من حلمها ومخططها بالنسبة للشرق الأوسط الجديد، لترى الواقع يختلف عما خطط له، وينقلب السحر على الساحر، ويأتي الرئيس الأمريكي ترامب ليصحح الوضع ويحارب إيران المتفرعنة على أسيادها الذين سمحوا لها بذلك النفوذ.
ولكن ليست بالسهولة أن تحارب نظام أسس قواعده أكثر من ربع قرن في يوم واحد، فرؤية دول الخليج العربي واضحة جداً، وهي أن إضعاف إيران وتدخلاتها في الشرق الأوسط لا يأتي سوى عن طريق محاربة أذرعها في المنطقة وهما «حزب اللات» في لبنان والحوثيين باليمن، والعمل على تجفيف منابع تمويل تلك الجماعات المتطرفة، ولكن خطة محاربة إيران عسكرياً بمواجهة مباشرة فهذا يعتبر انتحاراً للمنطقة ولا يولد إلا الفوضى، وأن الحلفاء لا يسعون لخلق دمار جديد في الشرق الأوسط.
كما أن التحالف الذي يبحث عنه وزير الخارجية الأمريكي لا يرغب بخوض حروب لا مبرر لها سوى تقديم خدمة للمصالح الأمريكية وتجعل مصانع الأسلحة التابعة لحزب ترامب الجمهوري، فالتحالف المرجو يجب أن يكون دبلوماسي واقتصادي وليس تحالفاً عسكرياً يدخل المنطقة في نفق مظلم جديد، في المقابل، فأن الخريف العربي كشف للعالم العربي أن أمريكا لا تريد الاستقرار في الشرق الأوسط بل تريد فقط الحفاظ على مصالحها المعتادة وهي حماية إسرائيل والدفاع عنها، وضمان سيطرتها على مخازن الطاقة في العالم، وظنت أن إيران هي من سيضمن لها ذلك، حتى أصبحت طهران تزعج واشنطن كثيراً بمراهقتها لتستنفر الإدارة الأمريكية بخطة جديدة وبرؤية للأسف ضائعة يشوبها الكثير من الثغرات لتفقد بريقها ودورها الريادي السابق في منطقة الشرق الأوسط.
وتأتي جولة وزير الخارجية الأمريكي للشرق الأوسط في ظل أزمة أمريكية داخلية تتعلق بتعطيل الحكومة الفيدرالية لرفض مجلس النواب تمويل مشروع جدار فاصل بين أمريكا والمكسيك مما جعل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يستخدم أدواته الدستورية لتعطيل الحكومة أكثر من 22 يوماً، وبالتالي فإن الزيارة في هذا التوقيت يشوبها نوعاً من الغموض حول إدارة الرئيس الحالي للأوضاع بالشرق الأوسط في ظل أزمة داخلية.
ومن النقاط الرئيسة التي تحدث بها وزير الخارجية الأمريكي في جولته الشرق أوسطية هي مسألة انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من سوريا، ولعل تلك الزيارة هي تأتي «لترقيع» ما صرح به الرئيس الأمريكي حول ذلك، حتى صرح بومبيو أن «أمريكا ستخرج من سوريا بعد طرد اخر جندي إيراني»، ومن هنا يتضح أن ترامب تهور عندما أطلق تصريحاته بشأن سوريا، حتى استجمع قواه العقلية وعاد حساباته وحتى لا يخسر اللوبي الصهيوني قد تراجع بخجل عن قراره وبرر ذلك بأنه عازم على طرد الإيرانيين من سوريا ومحاربة بما يسمى تنظيم الدولة «داعش».
غير أن أهم الرسائل التي وصلت لبومبيو في جولته وحسب ما يتضح أن أمريكا فقدت بريقها المعتاد في الدفاع عن مصالحها في الشرق الأوسط «الحلفاء» بعد تنازلها عن نفوذها في سوريا والعراق وجعل إيران تؤسس لها قواعد عسكرية وتسيطر على الحكومات بتلك الدول مما أسهم في خلق ميليشيات إرهابية مؤدلجة تابعة للحرس الثوري الإيراني ونظام الملالي، وجعل هذه الدول معسكرات للإرهابيين وخالقي الأزمات، وتستهدف عن طريق تلك الدول منطقة الخليج العربي لتعبث بأمنه واستقراراه، حتى استفاقت واشنطن من حلمها ومخططها بالنسبة للشرق الأوسط الجديد، لترى الواقع يختلف عما خطط له، وينقلب السحر على الساحر، ويأتي الرئيس الأمريكي ترامب ليصحح الوضع ويحارب إيران المتفرعنة على أسيادها الذين سمحوا لها بذلك النفوذ.
ولكن ليست بالسهولة أن تحارب نظام أسس قواعده أكثر من ربع قرن في يوم واحد، فرؤية دول الخليج العربي واضحة جداً، وهي أن إضعاف إيران وتدخلاتها في الشرق الأوسط لا يأتي سوى عن طريق محاربة أذرعها في المنطقة وهما «حزب اللات» في لبنان والحوثيين باليمن، والعمل على تجفيف منابع تمويل تلك الجماعات المتطرفة، ولكن خطة محاربة إيران عسكرياً بمواجهة مباشرة فهذا يعتبر انتحاراً للمنطقة ولا يولد إلا الفوضى، وأن الحلفاء لا يسعون لخلق دمار جديد في الشرق الأوسط.
كما أن التحالف الذي يبحث عنه وزير الخارجية الأمريكي لا يرغب بخوض حروب لا مبرر لها سوى تقديم خدمة للمصالح الأمريكية وتجعل مصانع الأسلحة التابعة لحزب ترامب الجمهوري، فالتحالف المرجو يجب أن يكون دبلوماسي واقتصادي وليس تحالفاً عسكرياً يدخل المنطقة في نفق مظلم جديد، في المقابل، فأن الخريف العربي كشف للعالم العربي أن أمريكا لا تريد الاستقرار في الشرق الأوسط بل تريد فقط الحفاظ على مصالحها المعتادة وهي حماية إسرائيل والدفاع عنها، وضمان سيطرتها على مخازن الطاقة في العالم، وظنت أن إيران هي من سيضمن لها ذلك، حتى أصبحت طهران تزعج واشنطن كثيراً بمراهقتها لتستنفر الإدارة الأمريكية بخطة جديدة وبرؤية للأسف ضائعة يشوبها الكثير من الثغرات لتفقد بريقها ودورها الريادي السابق في منطقة الشرق الأوسط.