«شكري الجزيل لكل من قال كلمة تقدير في حقي بمناسبة مرور 50 عاماً على تولي أول منصب لي في خدمة وطني.. وأعدكم أن الأيام لن تزيدنا إلا إصراراً على الخدمة.. وإبداعا في العمل.. وتسارعا في المنجزات.. الإخوة والأخوات.. خمسون عاماً وهبتها لبلادي أعطتني خبرة، وشيئاً من حكمة وكثيراً من محبة.. أضع اليوم بين أيديكم ثمانية مبادئ للحكم والحكومة في دبي.. نوصي جميع من يتولى مسؤولية في هذه الإمارة أن يلتزم بها مهما كانت الظروف، أو تبدلت الأحوال، أو تغيرت الوجوه».

هذا ما قاله سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي مع بداية هذا العام الجديد، ويعلن عن 8 مبادىء للحكم في دبي خلال الخمسين عاماً القادمة يجب أن تتحقق مهما كانت الظروف والمعوقات.

لم يقل خطة خمسية أو حتى عشرية. هذه المدد قصيرة للغاية في عرف سموه حيث اعتبرها فترة وجيزة لمن أراد أن يبني دولة قوية مستمرة متحدية لكل الصعوبات والمواجهات والتحديات، ولهذا أطلق خطة «خمسينية» لم يطرحها أحد من قبل.

نعود ونؤكد بأن المبادئ التي طرحها سمو الشيخ محمد بن راشد تعتبر من أهم المبادئ الرصينة والقوية لبناء الدولة الحديثة، وهذه المبادئ هي: الإتحاد هو الأساس. لا أحد فوق القانون. نحن عاصمة الإقتصاد. النمو له محركات ثلاثة. مجتمعنا له شخصية متفردة. لا نعتمد على مصدر واحد للحياة. أرض المواهب. نفكر بالأجيال.

هذه المبادئ الكبيرة لها تفاصيل جميلة وواسعة لا يسع المجال لذكرها هنا، لكنها في الحقيقة تعتبر من أرقى المبادئ السياسية والإقتصادية والتنموية والإنسانية والوطنية التي يمكن للإمارات العربية المتحدة أو أية دولة أخرى تريد أن تشق طريقها نحو النمو والإزدهار بطريقة ثابتة وراسخة ومنظَّمَة أن تعمل بها فقط. فدبي أعطتنا أجمل الصور الرائعة والفعلية في مجال النمو السريع وتطوير الحكومة ومساندة الشعب كما عودتنا من قبل، ولهذا فالعقلية التي تتبنى نظرية المستقبل تختلف عن العقلية التي تستسلم لنظرية المؤامرة.

في دبي، ومع حاكمها المتحفِّز للتغيير والبناء يمكن أن تكون مختلفة كلية على الرغم من انتشارها وتطورها إلى إمارة بمقاسات عالمية، وستكون المبادئ الثمانية التي طرحها سمو الشيخ محمد بن راشد هي عمودها الفقري الدائم لمستقبل أكثر إشراقاً.