«البحرين تمضي دائماً على الطريق الصحيح لتحافظ على استقرارها واستمرارية تطورها وتقدمها». هكذا كان انطباع وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو عن البحرين خلال زيارته الأخيرة إلى المملكة حيث كانت المحطة الأولى في جولته الخليجية، قبل أن «يشيد بما يجمع البلدين الصديقين من علاقات قوية يتواصل نموها في المجالات كافة في ظل الحرص المشترك على تحقيق ذلك»، ويعرب عن «امتنانه للدور الذي تضطلع به مملكة البحرين، وبشكل خاص احتضان الأسطول الأمريكي الخامس ودعم مختلف الأولويات الإقليمية».
وتترقب الدول الحليفة لأمريكا، لاسيما دول الخليج، ومصر، والأردن، نتائج جولة بومبيو في المنطقة، والتي استهلها بزيارة عمَّان وبغداد ثم القاهرة، وكانت المنامة محطته الخليجية الأولى، ثم توجه إلى أبوظبي، والدوحة والرياض، ومن المقرر أن يختتم جولته الشرق أوسطية بزيارة مسقط، فيما قرر تأجيل زيارته إلى الكويت في وقت لاحق، بعد أن قرر قطع جولته في المنطقة من أجل حضور عزاء عائلي، وفقاً لما أعلنته وزارة الخارجية الأمريكية.
وتمثل زيارة بومبيو للبحرين أهمية خاصة، لاسيما مع المتغيرات التي تشهدها المنطقة، وقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المفاجئ بالانسحاب من سوريا وأفغانستان، مع ضرورة الأخذ في الاعتبار التصريحات التي صدرت عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية قبيل توجه بومبيو إلى المنامة، والتي أكد فيها أن «الشراكة مع دول الخليج ضرورية من أجل حماية إمدادات الطاقة العالمية ومحاربة الإرهاب، بالإضافة إلى مواجهة العدوان الإيراني»، متحدثاً عن أن «مجلس تعاون خليجي متحد هو حجر الأساس للسلام الإقليمي والازدهار والأمن والاستقرار، وهو ضروري لمواجهة أكبر تهديد للاستقرار الإقليمي وهو النظام الإيراني». وسبق تلك التصريحات إعلان وزير الخارجية الأمريكي عن قمة دولية منتصف فبراير المقبل في بولندا حول الشرق الأوسط تركز في الأساس على ضمان ألا يكون لإيران تأثير مزعزع للاستقرار الإقليمي، حيث تناقلت وسائل الإعلام الإقليمية والدولية، مقابلة بومبيو مع قناة «فوكس نيوز» الأمريكية، بينما كانت طائرته في طريقها إلى مطار المنامة، قادمة من القاهرة، حيث أعلن عن إقامة «تحالف استراتيجي في المنطقة لمواجهة الأخطار» قبل أن يدعو حلفاء بلاده إلى «مواصلة العمل لاحتواء أنشطة إيران الخبيثة ومنعها من نشر الإرهاب في العالم».
ومن هذا المنطلق كان التصدي للأنشطة الخطيرة التي يمارسها النظام الإيراني، أبرز الملفات التي شهدها اجتماع بومبيو مع حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، في المنامة. ليس هذا فقط، بل إن التصريحات الأبرز لوزير الخارجية الأمريكي في كل محطة من محطاته في جولته الشرق الأوسطية كان التركيز فيها على ضرورة مواجهة خطر «إيران الخبيثة» في الشرق الأوسط.
في الوقت ذاته، وبعد نحو 9 سنوات على كلمة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما في جامعة القاهرة وتحديداً في عام 2009، والتي أكد فيها أن «هجمات 11 سبتمبر دفعت الولايات المتحدة لأن تتخلى عن مصالحها في الشرق الأوسط»، عاد وزير الخارجية الأمريكي من خلال كلمة له في الجامعة الأمريكية في القاهرة، ليشن هجوماً عنيفاً على الرئيس الأمريكي السابق، ويعري سياساته في الشرق الأوسط معترفاً بأن سياسة أمريكا في عهد أوباما ساهمت في انتشار الإرهاب والعنف والفوضى في الشرق الأوسط، ولم يتوقف بومبيو عند ذلك الحد بل إنه نعت عهد أبوما بأنه كان «عهد التقاعس الأمريكي» في المنطقة، مشدداً على أن «هذا العهد انتهى بعد وصول ترامب إلى البيت الأبيض».
وبالتزامن مع ذلك، كشفت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية عن طلب مستشار الأمن الأمن القومي الأمريكي، جون بولتون، من وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون» خطة لهجوم عسكري ضد إيران، إثر الهجوم الذي تعرضت له السفارة الأمريكية في بغداد في سبتمبر الماضي، من قبل ميليشيات موالية لطهران، حيث وصف نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي ميرا ريكارديل الهجوم بأنه «عمل حربي»، وأنه «يتوجب على أمريكا الرد عليه».
ومن المعلوم أن بولتون يمثل تيار الصقور داخل إدارة ترامب، لاسيما وأنه قد دعا في وقت سابق إلى توجيه ضربات استباقية إلى إيران كوسيلة لمنع تطوير القنبلة النووية، قبل وصوله إلى منصب مستشار الأمن القومي الأمريكي في أبريل الماضي، فيما يرى مراقبون ومحللون أن بولتون وبومبيو يمثلان ثنائياً قوياً ومؤثراً لتيار الصقور داخل إدارة ترامب عبر تبني سياسة أكثر تشدداً تجاه إيران. ولا يمكن تجاهل أن الثنائي المتشدد حيال إيران ساند بقوة موقف الرئيس الأمريكي في الانسحاب من الاتفاق النووي مع طهران في مايو الماضي، وكان وراء فرض عقوبات اقتصادية قاسية على النظام الإيراني، ودائماً ما يتوعد الثنائي، إيران، من «عواقب مواجهة الجحيم»، إذا هددت الأخيرة أمريكا وحلفاءها لاسيما في منطقة الشرق الأوسط. وتتزامن تلك التطورات مع تحرك الاتحاد الأوروبي لفرض بعض العقوبات على إيران، بعد اتهامها بالتخطيط لاغتيال معارضين إيرانيين على الأراضي الأوروبية، وفقاً لما أعلنه وزير خارجية الدنمارك، أندرس سامويلسن.
من هذا المنطلق يمكن تحليل زيارة بومبيو، في أنها تشتمل على 3 أهداف أساسية، الأول، مضاعفة أمريكا لجهودها من أجل احتواء أنشطة إيران الخبيثة، تجاه أمريكا وحلفائها، لاسيما الحلفاء في دول المنطقة، والثاني، حرص واشنطن على رأب الصدع في البيت الخليجي لكي يكون عاملاً رئيساً وسبباً مباشراً في تحقيق الهدف الأول، والثالث، التزام واشنطن بمحاربة تنظيم الدولة «داعش» على الرغم من قرار ترامب سحب القوات الأمريكية من سوريا.
* وقفة:
جولة بومبيو في المنطقة وجهت تحذيرات قوية ورسائل شديدة اللهجة لـ «إيران الخبيثة» بينما في المقابل ركزت على دور «البحرين المتقدمة المتطورة» والموقف الذي تضطلع به إقليمياً ودولياً!!
وتترقب الدول الحليفة لأمريكا، لاسيما دول الخليج، ومصر، والأردن، نتائج جولة بومبيو في المنطقة، والتي استهلها بزيارة عمَّان وبغداد ثم القاهرة، وكانت المنامة محطته الخليجية الأولى، ثم توجه إلى أبوظبي، والدوحة والرياض، ومن المقرر أن يختتم جولته الشرق أوسطية بزيارة مسقط، فيما قرر تأجيل زيارته إلى الكويت في وقت لاحق، بعد أن قرر قطع جولته في المنطقة من أجل حضور عزاء عائلي، وفقاً لما أعلنته وزارة الخارجية الأمريكية.
وتمثل زيارة بومبيو للبحرين أهمية خاصة، لاسيما مع المتغيرات التي تشهدها المنطقة، وقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المفاجئ بالانسحاب من سوريا وأفغانستان، مع ضرورة الأخذ في الاعتبار التصريحات التي صدرت عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية قبيل توجه بومبيو إلى المنامة، والتي أكد فيها أن «الشراكة مع دول الخليج ضرورية من أجل حماية إمدادات الطاقة العالمية ومحاربة الإرهاب، بالإضافة إلى مواجهة العدوان الإيراني»، متحدثاً عن أن «مجلس تعاون خليجي متحد هو حجر الأساس للسلام الإقليمي والازدهار والأمن والاستقرار، وهو ضروري لمواجهة أكبر تهديد للاستقرار الإقليمي وهو النظام الإيراني». وسبق تلك التصريحات إعلان وزير الخارجية الأمريكي عن قمة دولية منتصف فبراير المقبل في بولندا حول الشرق الأوسط تركز في الأساس على ضمان ألا يكون لإيران تأثير مزعزع للاستقرار الإقليمي، حيث تناقلت وسائل الإعلام الإقليمية والدولية، مقابلة بومبيو مع قناة «فوكس نيوز» الأمريكية، بينما كانت طائرته في طريقها إلى مطار المنامة، قادمة من القاهرة، حيث أعلن عن إقامة «تحالف استراتيجي في المنطقة لمواجهة الأخطار» قبل أن يدعو حلفاء بلاده إلى «مواصلة العمل لاحتواء أنشطة إيران الخبيثة ومنعها من نشر الإرهاب في العالم».
ومن هذا المنطلق كان التصدي للأنشطة الخطيرة التي يمارسها النظام الإيراني، أبرز الملفات التي شهدها اجتماع بومبيو مع حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، في المنامة. ليس هذا فقط، بل إن التصريحات الأبرز لوزير الخارجية الأمريكي في كل محطة من محطاته في جولته الشرق الأوسطية كان التركيز فيها على ضرورة مواجهة خطر «إيران الخبيثة» في الشرق الأوسط.
في الوقت ذاته، وبعد نحو 9 سنوات على كلمة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما في جامعة القاهرة وتحديداً في عام 2009، والتي أكد فيها أن «هجمات 11 سبتمبر دفعت الولايات المتحدة لأن تتخلى عن مصالحها في الشرق الأوسط»، عاد وزير الخارجية الأمريكي من خلال كلمة له في الجامعة الأمريكية في القاهرة، ليشن هجوماً عنيفاً على الرئيس الأمريكي السابق، ويعري سياساته في الشرق الأوسط معترفاً بأن سياسة أمريكا في عهد أوباما ساهمت في انتشار الإرهاب والعنف والفوضى في الشرق الأوسط، ولم يتوقف بومبيو عند ذلك الحد بل إنه نعت عهد أبوما بأنه كان «عهد التقاعس الأمريكي» في المنطقة، مشدداً على أن «هذا العهد انتهى بعد وصول ترامب إلى البيت الأبيض».
وبالتزامن مع ذلك، كشفت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية عن طلب مستشار الأمن الأمن القومي الأمريكي، جون بولتون، من وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون» خطة لهجوم عسكري ضد إيران، إثر الهجوم الذي تعرضت له السفارة الأمريكية في بغداد في سبتمبر الماضي، من قبل ميليشيات موالية لطهران، حيث وصف نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي ميرا ريكارديل الهجوم بأنه «عمل حربي»، وأنه «يتوجب على أمريكا الرد عليه».
ومن المعلوم أن بولتون يمثل تيار الصقور داخل إدارة ترامب، لاسيما وأنه قد دعا في وقت سابق إلى توجيه ضربات استباقية إلى إيران كوسيلة لمنع تطوير القنبلة النووية، قبل وصوله إلى منصب مستشار الأمن القومي الأمريكي في أبريل الماضي، فيما يرى مراقبون ومحللون أن بولتون وبومبيو يمثلان ثنائياً قوياً ومؤثراً لتيار الصقور داخل إدارة ترامب عبر تبني سياسة أكثر تشدداً تجاه إيران. ولا يمكن تجاهل أن الثنائي المتشدد حيال إيران ساند بقوة موقف الرئيس الأمريكي في الانسحاب من الاتفاق النووي مع طهران في مايو الماضي، وكان وراء فرض عقوبات اقتصادية قاسية على النظام الإيراني، ودائماً ما يتوعد الثنائي، إيران، من «عواقب مواجهة الجحيم»، إذا هددت الأخيرة أمريكا وحلفاءها لاسيما في منطقة الشرق الأوسط. وتتزامن تلك التطورات مع تحرك الاتحاد الأوروبي لفرض بعض العقوبات على إيران، بعد اتهامها بالتخطيط لاغتيال معارضين إيرانيين على الأراضي الأوروبية، وفقاً لما أعلنه وزير خارجية الدنمارك، أندرس سامويلسن.
من هذا المنطلق يمكن تحليل زيارة بومبيو، في أنها تشتمل على 3 أهداف أساسية، الأول، مضاعفة أمريكا لجهودها من أجل احتواء أنشطة إيران الخبيثة، تجاه أمريكا وحلفائها، لاسيما الحلفاء في دول المنطقة، والثاني، حرص واشنطن على رأب الصدع في البيت الخليجي لكي يكون عاملاً رئيساً وسبباً مباشراً في تحقيق الهدف الأول، والثالث، التزام واشنطن بمحاربة تنظيم الدولة «داعش» على الرغم من قرار ترامب سحب القوات الأمريكية من سوريا.
* وقفة:
جولة بومبيو في المنطقة وجهت تحذيرات قوية ورسائل شديدة اللهجة لـ «إيران الخبيثة» بينما في المقابل ركزت على دور «البحرين المتقدمة المتطورة» والموقف الذي تضطلع به إقليمياً ودولياً!!