لم يستطيع النظام الإيراني تمالك أعصابه بعد إعلان الولايات المتحدة رعايتها لقمة تضم دولاً من منطقة الشرق الأوسط تستضيفها بولندا خلال منتصف الشهر المقبل من أجل السلام في المنطقة وبحث لجم نفوذ ومطامع النظام الإيراني فيها.
وزير خارجية النظام الإيراني غرد عبر «توتير» مقللاً من أهمية هذه القمة وحاول خلط الحابل بالنابل -كعادة هذا النظام- عندما زعم أن إيران استضافت وأنقذت لاجئين بولنديين فارين من النازية في الحرب العالمية الثانية، وكأنه يذكر بولندا بـ«بفضل» إيران عليها وعلى شعبها، وحقيقة الأمر أن في تلك الفترة فر العديد من الأوروبيين من النازيين ولجأوا إلى دول عربية والتي بدورها أحسنت استقبالهم وتعاملت معهم بكل إنسانية وتسامح وهذا نهج الدول العربية المسلمة.
وحتى إذا فرضنا أن إيران من بين تلك الدول التي استضافت وآوت لاجئين بولنديين، فإن في تلك الفترة لم تكن إيران تحت حكم نظام الولي الفقيه الذي لا يأوي سوى الإرهابيين لتدريبهم على كيفية الغدر وخيانة دولهم تحت ذريعة الطائفة، بمعنى آخر أن النظام الإيراني لن يستضيف لاجئين لأسباب إنسانية، خاصة إذا لم ينتمون ولا يؤمنون بالنظام الإيراني ومعتقداته، وإلا لكان هناك لاجئون سوريون وعراقيون «تستضيفهم» إيران وتؤويهم كما فعلت بعض الدول الأوروبية وكذلك الولايات المتحدة، ولكن ليس ذلك من «شيم» هذا النظام ما لم تكن هناك «مصلحة» من الإيواء واللجوء والتعامل بإنسانية دون أي اعتبارات أخرى.
إن المبادرة الأمريكية التي أعلنها وزير خارجية الولايات المتحدة مايك بومبيو خلال جولته في الشرق الأوسط قبل أيام، هي بلا شك مصدر قلق للنظام الإيراني، ليس لأنها ستعمل على إزاحة هذا النظام أو إسقاطه، ولكن لأن توقيت هذه القمة جاء في أوج ما تشهده إيران بمختلف أقاليمها من ثورات شعبية ضد هذا النظام منذ عام تقريباً، ولم ينجح النظام الإيراني في إخمادها أو قمعها بل هي آخذه في الانتشار، ووجود قمة تضم الولايات المتحدة ودول الشرق الأوسط لبحث السلام والاستقرار ومكافحة الإرهاب الإيراني في المنطقة، من شأنه أن يزيد من فتيل اشتعال الثورة الشعبية الإيرانية، فهذه القمة عامل مشجع ووقود لاستمرار ثورة الشعب الإيراني الذي يعيش في ظروف معيشية هي الأصعب ربما في ظل هذا النظام الضال الذي لم يراع حتى حقوق الشعب الإيراني، فكيف سيراعي حقوق شعوب أخرى؟
بقي هناك ثلاثة أطراف عليها أن تحدد موقفها بشأن قمة بولندا الأمريكية، وهي قطر وتركيا والاتحاد الأوربي، فالأولى أراها مجبرة على الحضور بالرغم من علاقاتها الوطيدة بالنظام الإيراني، ولكن نظامها لن يكون أحمق لتجاهل دعوة من دولة عظمى وحليف رئيس لقطر ولدول الخليج العربي، أما الثانية، فحضورها من عدمه لا يشكل فرقاً، خاصة وأنها خسرت قضية خاشقجي التي تاجرت بها لشهور في محاولتها لابتزاز السعودية ولولي عهدها الشاب الذي أعلنت الولايات المتحدة على لسان وزير خارجيتها دعمها التام له في تلك القضية، أما الاتحاد الأوروبي فإن موقفه من هذه القمة ربما لم يظهر حتى الآن، ولكن الجرأة تكمن في استضافة دولة عضو في هذا الاتحاد لقمة ترعاها الولايات المتحدة لبحث أمور منها ما يتعلق بنظام إرهابي كالنظام الإيراني الذي يمر بفترة زاهية مع الاتحاد الأوربي.
إن الولايات المتحدة ستبحث بالتأكيد عن مصالحها في المنطقة أيضاً، وجولة وزير خارجيتها جاءت من أجل ذلك، حيث تأثرت علاقاتها ومصالحها مع بعض دول المنطقة بسبب الإدارة الأمريكية السابقة التي وصف بومبيو موقفها في المنطقة بـ«العار» الذي لا بد أن يغسل، خاصة وأن الإدارة السابقة قدمت المنطقة على طبق من ذهب لنظام استعماري مثل النظام الإيراني، وهذا ما تحاول الإدارة الأمريكية الحالية إصلاحه، ولكن الإصلاح لابد أن يبدأ من مواجهة إيران فهي الأفعى التي تطل برأسها على المنطقة وتهدد استقرارها وسلامة دولها وشعوبها، وهذا ما ننتظره من قمم مثل قمة وارسو المقبلة.
وزير خارجية النظام الإيراني غرد عبر «توتير» مقللاً من أهمية هذه القمة وحاول خلط الحابل بالنابل -كعادة هذا النظام- عندما زعم أن إيران استضافت وأنقذت لاجئين بولنديين فارين من النازية في الحرب العالمية الثانية، وكأنه يذكر بولندا بـ«بفضل» إيران عليها وعلى شعبها، وحقيقة الأمر أن في تلك الفترة فر العديد من الأوروبيين من النازيين ولجأوا إلى دول عربية والتي بدورها أحسنت استقبالهم وتعاملت معهم بكل إنسانية وتسامح وهذا نهج الدول العربية المسلمة.
وحتى إذا فرضنا أن إيران من بين تلك الدول التي استضافت وآوت لاجئين بولنديين، فإن في تلك الفترة لم تكن إيران تحت حكم نظام الولي الفقيه الذي لا يأوي سوى الإرهابيين لتدريبهم على كيفية الغدر وخيانة دولهم تحت ذريعة الطائفة، بمعنى آخر أن النظام الإيراني لن يستضيف لاجئين لأسباب إنسانية، خاصة إذا لم ينتمون ولا يؤمنون بالنظام الإيراني ومعتقداته، وإلا لكان هناك لاجئون سوريون وعراقيون «تستضيفهم» إيران وتؤويهم كما فعلت بعض الدول الأوروبية وكذلك الولايات المتحدة، ولكن ليس ذلك من «شيم» هذا النظام ما لم تكن هناك «مصلحة» من الإيواء واللجوء والتعامل بإنسانية دون أي اعتبارات أخرى.
إن المبادرة الأمريكية التي أعلنها وزير خارجية الولايات المتحدة مايك بومبيو خلال جولته في الشرق الأوسط قبل أيام، هي بلا شك مصدر قلق للنظام الإيراني، ليس لأنها ستعمل على إزاحة هذا النظام أو إسقاطه، ولكن لأن توقيت هذه القمة جاء في أوج ما تشهده إيران بمختلف أقاليمها من ثورات شعبية ضد هذا النظام منذ عام تقريباً، ولم ينجح النظام الإيراني في إخمادها أو قمعها بل هي آخذه في الانتشار، ووجود قمة تضم الولايات المتحدة ودول الشرق الأوسط لبحث السلام والاستقرار ومكافحة الإرهاب الإيراني في المنطقة، من شأنه أن يزيد من فتيل اشتعال الثورة الشعبية الإيرانية، فهذه القمة عامل مشجع ووقود لاستمرار ثورة الشعب الإيراني الذي يعيش في ظروف معيشية هي الأصعب ربما في ظل هذا النظام الضال الذي لم يراع حتى حقوق الشعب الإيراني، فكيف سيراعي حقوق شعوب أخرى؟
بقي هناك ثلاثة أطراف عليها أن تحدد موقفها بشأن قمة بولندا الأمريكية، وهي قطر وتركيا والاتحاد الأوربي، فالأولى أراها مجبرة على الحضور بالرغم من علاقاتها الوطيدة بالنظام الإيراني، ولكن نظامها لن يكون أحمق لتجاهل دعوة من دولة عظمى وحليف رئيس لقطر ولدول الخليج العربي، أما الثانية، فحضورها من عدمه لا يشكل فرقاً، خاصة وأنها خسرت قضية خاشقجي التي تاجرت بها لشهور في محاولتها لابتزاز السعودية ولولي عهدها الشاب الذي أعلنت الولايات المتحدة على لسان وزير خارجيتها دعمها التام له في تلك القضية، أما الاتحاد الأوروبي فإن موقفه من هذه القمة ربما لم يظهر حتى الآن، ولكن الجرأة تكمن في استضافة دولة عضو في هذا الاتحاد لقمة ترعاها الولايات المتحدة لبحث أمور منها ما يتعلق بنظام إرهابي كالنظام الإيراني الذي يمر بفترة زاهية مع الاتحاد الأوربي.
إن الولايات المتحدة ستبحث بالتأكيد عن مصالحها في المنطقة أيضاً، وجولة وزير خارجيتها جاءت من أجل ذلك، حيث تأثرت علاقاتها ومصالحها مع بعض دول المنطقة بسبب الإدارة الأمريكية السابقة التي وصف بومبيو موقفها في المنطقة بـ«العار» الذي لا بد أن يغسل، خاصة وأن الإدارة السابقة قدمت المنطقة على طبق من ذهب لنظام استعماري مثل النظام الإيراني، وهذا ما تحاول الإدارة الأمريكية الحالية إصلاحه، ولكن الإصلاح لابد أن يبدأ من مواجهة إيران فهي الأفعى التي تطل برأسها على المنطقة وتهدد استقرارها وسلامة دولها وشعوبها، وهذا ما ننتظره من قمم مثل قمة وارسو المقبلة.