لا يبدو أن إيران وميليشياتها في سوريا سوف يستفيدون كثيراً من الإعلان المفاجئ للرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب من سوريا، وهو الإعلان الذي أغضب الحلفاء، قبل أن يسعد الخصوم والأعداء. لذلك لا تتردد إسرائيل بين فترة وأخرى في شن غارات وتوجيه ضربات إلى أهداف إيرانية ومواقع صواريخ تابعة لميليشيات طهران في سوريا، سواء قبل إعلان ترامب أو بعده، لكن أكثر الضربات عنفاً كانت فجر الاثنين، حيث اعتبرها مراقبون ومحللون، رسائل من تل أبيب إلى طهران، مفادها بأن الانسحاب الأمريكي من سوريا لن يعبد الطريق للملالي من أجل السيطرة على المواقع الاستراتيجية في البلاد، لاسيما في الجنوب، لذلك وجهت تل أبيب رسائل شديدة اللهجة عبر ضربات وغارات نوعية استهدفت فيلق القدس الإيراني التابع للحرس الثوري الإيراني. أما ما كان في طي الكتمان لكن سرعان ما بدأ يظهر للعلن هو التفاهم الإسرائيلي الروسي تحت عيون أمريكا حول تقليم تل أبيب لأظافر إيران في الجنوب السوري، ومنع الأخيرة من إقامة أية قواعد عسكرية تقترب من الحدود التي تحتلها إسرائيل. وقد تم الإعلان عن أول قصف إسرائيلي لمواقع إيرانية وميليشيات تابعة لطهران لاسيما في دمشق في 30 يناير 2013، فيما صنفت الغارات التي شنتها تل أبيب على العاصمة السورية في 10 فبراير 2018، الأعنف والأكثر شمولاً وعمقاً مستهدفة مواقع حيوية تشمل مستودعات أسلحة وذخائر وصواريخ تابعة لـ «حزب الله» في دمشق، قبل الإعلان عن الضربات القوية التي وجهت الاثنين الماضي، والتي لم تكن أقل قوة وعنفاً وشمولاً وعمقاً عن ضربات فبراير الماضي، لاسيما وأنه بحسب وسائل إعلام عربية وغربية استمرت الغارات والضربات النوعية الإسرائيلية للمواقع العسكرية الإيرانية في دمشق نحو ساعة كاملة.
ومن هذا المنطلق، فإن إسرائيل اتخذت قرارها بالتحرك ضد إيران في الجنوب السوري، بعدما حصلت على ضوء أخضر من أمريكا التي قررت الانسحاب من سوريا، لكن دون الأخذ في الاعتبار مراعاة المصالح الإسرائيلية، لاسيما ما يتعلق بهضبة الجولان المحتلة. وفي الوقت ذاته، سارعت إسرائيل إلى تأمين خططها من خلال سلسلة تفاهمات مع الجانب الروسي، الحليف الأقوى والأبرز للنظام السوري، ولذلك لم تتردد تل أبيب في شن ضرباتها النوعية في محاولة منها لتفكيك نفوذ طهران وميليشياتها في سوريا، حتى وإن كان ذلك من خلال حرب صغيرة تفرض قواعد جديدة للاشتباك، أبرز معالمها، أنها بعلم ورضا أمريكا، وفي ذات الوقت، بالتنسيق مع موسكو، ودون الإضرار بمصالح الأخيرة في سوريا، بوجه خاص، وفي المنطقة بوجه عام. وليس أدل على ذلك مما رشح من تقارير حول أن الغارات الإسرائيلية العنيفة الأخيرة جاءت بعد اجتماعات عقدت بين ضباط روس وإسرائيليين، على الرغم من إعلان روسيا عزمها نشر منظومة صواريخ «إس 300» في سوريا، وهو الأمر الذي يكشف بوضوح البراغماتية الروسية في التعامل مع الملف السوري، ومدى استفادة موسكو، وتحقيق أغراضها دون المساس بمصالحها، حتى وإن كانت على حساب ما يصنفون أنهم في خانة الحلفاء.
وهذا ما كشفه المتحدث الرسمي للجيش الإسرائيلي جوناثان كونريكس حينما ذكر أن «الجيش الإسرائيلي استخدم خط الاتصال مع الزملاء من العسكريين الروس خلال القصف الليلي لسوريا»، موضحا أن «آلية منع الصدامات تعمل ويستخدمها الجانبان، وقد عملت بشكل روتيني الليلة «قبل» الماضية»، في إشارة إلى القصف الإسرائيلي على المواقع الإيرانية في سوريا فجر الاثنين الماضي، وفقا لما نقلته وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء.
وفي وقت سابق، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن «الغارات الجوية الإسرائيلية على سوريا الاثنين استهدفت في الأساس مواقع عسكرية أنشأتها إيران»، قبل أن يحذر الأخيرة من «مواجهة عواقب تهديدها بتدمير إسرائيل».
بدوره، أعلن الجيش الإسرائيلي أن مقاتلاته هاجمت أهدافا لفيلق القدس الإيراني، فجر الاثنين، منها مخازن ذخيرة وموقع بمطار دمشق الدولي وآخر للمخابرات ومعسكر للتدريب العسكري، مستهدفاً أيضاً بطاريات دفاع سورية.
وقد كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «القصف الإسرائيلي الذي استهدف مواقع عسكرية تابعة للنظام السوري ولإيران قرب دمشق وجنوبها أدى إلى مقتل 21 شخصاً، معظمهم من الإيرانيين»، في حصيلة جديدة، عما أعلنه مركز التحكم العسكري الروسي في سوريا، والذي أوضح في وقت سابق، أن «الضربات الإسرائيلية فوق دمشق فجر الاثنين أسفرت عن مقتل 4 جنود سوريين، فيما أسقطت الدفاعات الجوية السورية أكثر من 30 صاروخ كروز وقنبلة موجهة أطلقتها إسرائيل».
وكان التفسير الإسرائيلي لما حدث أنه جاء في أعقاب ليلة شهدت إطلاق نار عبر الحدود بدأ حسبما ذكرت إسرائيل بإطلاق قوات إيرانية صاروخ أرض- أرض إيراني الصنع من منطقة قرب دمشق على منتجع للتزلج في مرتفعات الجولان المحتلة، فيما كشف مسؤولون إسرائيليون أن «الصاروخ استهدف منطقة تلقينا وعداً بألا يوجد فيها إيرانيون»، على حد زعمهم.
لذلك تبدو قواعد الاشتباك الجديدة بين إسرائيل وإيران فوق الأراضي السورية تحمل مضمونا جديدا لاسيما وأن تلك العمليات تخص 5 عواصم حيوية سواء على صلة بالصراع السوري أو هي متداخلة فيه بشكل أو بآخر، وهي بطبيعة الحال، دمشق، وواشنطن، وموسكو، وتل أبيب، وطهران.
* وقفة:
يبدو أن واشنطن أعطت الضوء الأخضر لإسرائيل بقصف المواقع العسكرية لإيران وميليشياتها في دمشق لمنع اقترابها من الجنوب السوري على وقع تنسيق كامل مع «روسيا البراغماتية» حليفة النظام السوري!!
{{ article.visit_count }}
ومن هذا المنطلق، فإن إسرائيل اتخذت قرارها بالتحرك ضد إيران في الجنوب السوري، بعدما حصلت على ضوء أخضر من أمريكا التي قررت الانسحاب من سوريا، لكن دون الأخذ في الاعتبار مراعاة المصالح الإسرائيلية، لاسيما ما يتعلق بهضبة الجولان المحتلة. وفي الوقت ذاته، سارعت إسرائيل إلى تأمين خططها من خلال سلسلة تفاهمات مع الجانب الروسي، الحليف الأقوى والأبرز للنظام السوري، ولذلك لم تتردد تل أبيب في شن ضرباتها النوعية في محاولة منها لتفكيك نفوذ طهران وميليشياتها في سوريا، حتى وإن كان ذلك من خلال حرب صغيرة تفرض قواعد جديدة للاشتباك، أبرز معالمها، أنها بعلم ورضا أمريكا، وفي ذات الوقت، بالتنسيق مع موسكو، ودون الإضرار بمصالح الأخيرة في سوريا، بوجه خاص، وفي المنطقة بوجه عام. وليس أدل على ذلك مما رشح من تقارير حول أن الغارات الإسرائيلية العنيفة الأخيرة جاءت بعد اجتماعات عقدت بين ضباط روس وإسرائيليين، على الرغم من إعلان روسيا عزمها نشر منظومة صواريخ «إس 300» في سوريا، وهو الأمر الذي يكشف بوضوح البراغماتية الروسية في التعامل مع الملف السوري، ومدى استفادة موسكو، وتحقيق أغراضها دون المساس بمصالحها، حتى وإن كانت على حساب ما يصنفون أنهم في خانة الحلفاء.
وهذا ما كشفه المتحدث الرسمي للجيش الإسرائيلي جوناثان كونريكس حينما ذكر أن «الجيش الإسرائيلي استخدم خط الاتصال مع الزملاء من العسكريين الروس خلال القصف الليلي لسوريا»، موضحا أن «آلية منع الصدامات تعمل ويستخدمها الجانبان، وقد عملت بشكل روتيني الليلة «قبل» الماضية»، في إشارة إلى القصف الإسرائيلي على المواقع الإيرانية في سوريا فجر الاثنين الماضي، وفقا لما نقلته وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء.
وفي وقت سابق، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن «الغارات الجوية الإسرائيلية على سوريا الاثنين استهدفت في الأساس مواقع عسكرية أنشأتها إيران»، قبل أن يحذر الأخيرة من «مواجهة عواقب تهديدها بتدمير إسرائيل».
بدوره، أعلن الجيش الإسرائيلي أن مقاتلاته هاجمت أهدافا لفيلق القدس الإيراني، فجر الاثنين، منها مخازن ذخيرة وموقع بمطار دمشق الدولي وآخر للمخابرات ومعسكر للتدريب العسكري، مستهدفاً أيضاً بطاريات دفاع سورية.
وقد كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «القصف الإسرائيلي الذي استهدف مواقع عسكرية تابعة للنظام السوري ولإيران قرب دمشق وجنوبها أدى إلى مقتل 21 شخصاً، معظمهم من الإيرانيين»، في حصيلة جديدة، عما أعلنه مركز التحكم العسكري الروسي في سوريا، والذي أوضح في وقت سابق، أن «الضربات الإسرائيلية فوق دمشق فجر الاثنين أسفرت عن مقتل 4 جنود سوريين، فيما أسقطت الدفاعات الجوية السورية أكثر من 30 صاروخ كروز وقنبلة موجهة أطلقتها إسرائيل».
وكان التفسير الإسرائيلي لما حدث أنه جاء في أعقاب ليلة شهدت إطلاق نار عبر الحدود بدأ حسبما ذكرت إسرائيل بإطلاق قوات إيرانية صاروخ أرض- أرض إيراني الصنع من منطقة قرب دمشق على منتجع للتزلج في مرتفعات الجولان المحتلة، فيما كشف مسؤولون إسرائيليون أن «الصاروخ استهدف منطقة تلقينا وعداً بألا يوجد فيها إيرانيون»، على حد زعمهم.
لذلك تبدو قواعد الاشتباك الجديدة بين إسرائيل وإيران فوق الأراضي السورية تحمل مضمونا جديدا لاسيما وأن تلك العمليات تخص 5 عواصم حيوية سواء على صلة بالصراع السوري أو هي متداخلة فيه بشكل أو بآخر، وهي بطبيعة الحال، دمشق، وواشنطن، وموسكو، وتل أبيب، وطهران.
* وقفة:
يبدو أن واشنطن أعطت الضوء الأخضر لإسرائيل بقصف المواقع العسكرية لإيران وميليشياتها في دمشق لمنع اقترابها من الجنوب السوري على وقع تنسيق كامل مع «روسيا البراغماتية» حليفة النظام السوري!!