إعلان سمو الشيخ عبدالله بن حمد آل خليفة، الممثل الشخصي لجلالة الملك المفدى، رئيس المجلس الأعلى للبيئة، عن إطلاق مشروع منتزه الغوص، أثلج صدري كثيراً، كوني من هواة الغوص ومن عشاق البحر، وبالتأكيد أسعد الكثيرين من هواة الغوص والمهتمين بالبحر والباحثين، حيث يعد هذا المشروع من أكبر منتزهات الغوص في العالم والذي سيوجد في بحار مملكة البحرين بمساحة تمتد عبر 100.000 متر مربع، بالشراكة بين المجلس الأعلى للبيئة وهيئة البحرين للسياحة والمعارض والقطاع الخاص، حيث سيضم المنتزه كما جاء عن غمر طائرة بوينج 747 ومجسم لبيت النوخذة ومجسمات بحرية مصنوعة من مواد صديقة للبيئة وآمنة من أجل نمو الشعاب المرجانية والحياة الفطرية البحرية، وذلك وفق معايير بيئية عالمية عالية، حيث سيحقق هذا المنتزه إضافة رفيعة للسياحة البيئية ووجهة للغوص. وقد اشتهرت المملكة منذ القدم بالغوص وصيد السمك واشتهرت بصناعة السفن العديدة بأحجامها المختلفة، حيث كانت المملكة مصدراً هاماً لهذه السفن وقد عكفت دولة خليجية على استرداد هذه السفن من الحرفيين البحرينيين والاستعانة بمهاراتهم وخبراتهم في الغوص وصناعة السفن لتكون جزءاً من موروثها الشعبي بخبرات وصناعة بحرينية.مشروع منتزه الغوص سوف يحقق التوازن في السياحة البيئية مع أنواع السياحة الأخرى التي تعتمد عليها المملكة في اقتصادها كأسلوب آخر مبتكر في التنمية المستدامة الشاملة في القطاع السياحي وتنوعه، وصياغة عصرية للتسويق عن المملكة وما تمتلكه من موارد تفتح للمجتمع باباً جديداً لاقتصاد المملكة وتنويع مصادر دخل لها.وبذلك ستكون المملكة نقطة انطلاقة بارزة في العالم لاستقطاب واستقبال المهتمين والهواة والباحثين لهذا المشروع وما سيحقق من أهداف مستقبلية تساهم في التطور والتقدم العلمي فيما يتعلق بالبيئة والحياة الفطرية والحفاظ عليها. إن منتزه الغوص يعد تخطيطاً ناجحاً لتعزيز السياحة البيئية والمحافظة على الحياة الفطرية البحرية وما سيحقق من تنمية تواكب الرؤية الوطنية الاقتصادية 2030.هذا المشروع يجب أن يستثمر بشكل يفوق التصور، ويأتي بنتائج أفضل من المتوقع، ليس كمردود واستثمار اقتصادي يعود بالنفع على المجتمع، وإنما كمشروع آخر حاضن للبيئة البحرية، التي تتميز بها البحرين، من حياة طبيعية في أعماق بحار البحرين، فالمملكة ليست أي بلد، بل هي جزيرة عريقة شهدت مياهها العديد من الحضارات، وكانت بوابة هامة في خارطة العالم للدول الأخرى.ولا شك في أن مياه المملكة تخفي العديد من الأسرار التي لم تكتشف بعد وبداية جديدة لمغامرات الباحثين عن التاريخ في مياه الخليج.إن لمنتزه الغوص دوره جلي في المحافظة على الحياة البيئية البحرية وجذب السياحة العالمية والتسويق عن المملكة بلد الحضارات كرؤية طموحة جديدة للسياحة البيئية. هذه هي المشاريع التنموية التي ننتظرها من جميع القطاعات العامة والخاصة والتعاون المشترك سوف يحقق للمملكة الابتكار في انتقاء المشاريع الجادة والحيوية وستسهم في المستقبل في تنوع في المشاريع التي تحقق العالمية والانطلاقة الفعلية لمشاريع جاذبة تخدم الجميع.