شهدت البحرين خلال الفترة الماضية حدثين مهمين، أولهما الانتخابات النيابية التي أجريت مؤخراً والتي أسفرت نتائجها عن وصول العديد من العناصر الشابة إلى قبة البرلمان، والآخر هو قمة الشباب 2018 والتي عقدت تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ودعم سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الخيرية وشؤون الشباب رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية. ومن الملاحظ أن الحدثين المذكورين يتصلان بشكل أساسي بالشباب البحريني، ويؤكدان على أهمية دور الشباب في النهوض بالبلاد في مختلف الميادين، إلا أن هناك تحديات تحول دون قيام شريحة كبيرة من الشباب بدورهم السامي.
ولكي نضع تعريفاً مناسباً للشباب، يجب أن نطرح التساؤلات التالية: من هم الشباب؟ هل ينتمون إلى فئة عمرية معينة أم أنه يتم تحديدهم بناءً على قدراتهم؟ بالنسبة لي، فأنا أطمئن إلى الرأي الذي يفسر كلمة «شباب» على أنها ترمز إلى القوة والنماء، وأضيف بأن هذه الكلمة تسري على أخوتنا من أصحاب الهمم لأن الإعاقة تعني القوة.
هناك مبادرات كثيرة تطلق بين الحين والآخر بهدف رعاية الشباب، إلا أن تلك المبادرات - وإن وجدت لأغراضٍ سامية - لم تتعرض لمواطن الخلل التي تعيق الحركة الشبابية وتمنعها من أداء رسالتها في المجتمع وفي الحياة عموماً. فمن تلك المعضلات غياب دور المربين بالمدارس والمؤسسات التعليمية في إعداد الشباب للقيام بدورهم التاريخي وتهيئتهم قبل دخولهم معترك الحياة وحثهم على الحفاظ على الهوية واللغة، وكذلك وجود قيادات حكومية تنتهج أفكاراً نخبوية تنعكس سلباً على عملية توظيف الشباب أو ترقيتهم بالوزارات والمؤسسات بحيث تكون عملية انتقائية -أو مزاجية في بعض الأحيان- دون مراعاة أي معيار أو تنوع في القدرات والمهارات والمؤهلات مما يفسد الأجواء التنافسية الحقيقية. فعندما تزول القيم تقل الهمم.
صحيح أن التوظيف ليس الوسيلة الوحيدة لاحتواء الشباب، فهناك وسائل أخرى لاحتوائهم، إلا أنه من المهم أن يتم إشعارهم بقيمتهم ودورهم المهم في المجتمع، وألا يكونوا لقمةً سائغة للقوى المعادية لبلادنا، وكل أب وأم وشخص يتولى رعاية طفل أو قاصر يعتبر شريكاً أساسياً في العملية برمتها.
إن مضامين مقالاتي السابقة المتعلقة بتطوير الذات والتنمية المؤسسية نابعة من تجارب شخصية، فقد كتبت معظم تلك المقالات وأنا في حالة غضب، إلا أنني حرصت على وضعها في قالبٍ إيجابي لكي يستفيد منها أكبر عدد ممكن من القراء. فقد واجهت سلسلة من العقبات في مسيرتي المهنية، وأحسب أن هناك العديد من الشباب يمرون بنفس المعاناة أو بأخرى أكثر سوءاً. وكل مقال من تلك المقالات يعد رسالةً من كل شابٍ بحريني طموح أو مواطن بحريني من ذوي البصيرة إلى أصحاب الشأن، فهل وصلتهم الرسائل؟
وأكرر الكلام الذي وجهته إلى الشباب من أبناء جيلي وغيرهم - في مقالٍ سابق - بأن الأبواب لم تُغلق ولكن الدرب طويلٌ وشاق، ولا مجال للتراجع. نعم، لا مجال للتراجع..
{{ article.visit_count }}
ولكي نضع تعريفاً مناسباً للشباب، يجب أن نطرح التساؤلات التالية: من هم الشباب؟ هل ينتمون إلى فئة عمرية معينة أم أنه يتم تحديدهم بناءً على قدراتهم؟ بالنسبة لي، فأنا أطمئن إلى الرأي الذي يفسر كلمة «شباب» على أنها ترمز إلى القوة والنماء، وأضيف بأن هذه الكلمة تسري على أخوتنا من أصحاب الهمم لأن الإعاقة تعني القوة.
هناك مبادرات كثيرة تطلق بين الحين والآخر بهدف رعاية الشباب، إلا أن تلك المبادرات - وإن وجدت لأغراضٍ سامية - لم تتعرض لمواطن الخلل التي تعيق الحركة الشبابية وتمنعها من أداء رسالتها في المجتمع وفي الحياة عموماً. فمن تلك المعضلات غياب دور المربين بالمدارس والمؤسسات التعليمية في إعداد الشباب للقيام بدورهم التاريخي وتهيئتهم قبل دخولهم معترك الحياة وحثهم على الحفاظ على الهوية واللغة، وكذلك وجود قيادات حكومية تنتهج أفكاراً نخبوية تنعكس سلباً على عملية توظيف الشباب أو ترقيتهم بالوزارات والمؤسسات بحيث تكون عملية انتقائية -أو مزاجية في بعض الأحيان- دون مراعاة أي معيار أو تنوع في القدرات والمهارات والمؤهلات مما يفسد الأجواء التنافسية الحقيقية. فعندما تزول القيم تقل الهمم.
صحيح أن التوظيف ليس الوسيلة الوحيدة لاحتواء الشباب، فهناك وسائل أخرى لاحتوائهم، إلا أنه من المهم أن يتم إشعارهم بقيمتهم ودورهم المهم في المجتمع، وألا يكونوا لقمةً سائغة للقوى المعادية لبلادنا، وكل أب وأم وشخص يتولى رعاية طفل أو قاصر يعتبر شريكاً أساسياً في العملية برمتها.
إن مضامين مقالاتي السابقة المتعلقة بتطوير الذات والتنمية المؤسسية نابعة من تجارب شخصية، فقد كتبت معظم تلك المقالات وأنا في حالة غضب، إلا أنني حرصت على وضعها في قالبٍ إيجابي لكي يستفيد منها أكبر عدد ممكن من القراء. فقد واجهت سلسلة من العقبات في مسيرتي المهنية، وأحسب أن هناك العديد من الشباب يمرون بنفس المعاناة أو بأخرى أكثر سوءاً. وكل مقال من تلك المقالات يعد رسالةً من كل شابٍ بحريني طموح أو مواطن بحريني من ذوي البصيرة إلى أصحاب الشأن، فهل وصلتهم الرسائل؟
وأكرر الكلام الذي وجهته إلى الشباب من أبناء جيلي وغيرهم - في مقالٍ سابق - بأن الأبواب لم تُغلق ولكن الدرب طويلٌ وشاق، ولا مجال للتراجع. نعم، لا مجال للتراجع..