المجتمع البحريني مجتمع منفتح، يتقبل العديد من الثقافات، قادر على توظيف هذه الثقافات لتنمية الوطن لحرصه على التطور والتقدم في إطارها الصحيح ووفق المساحة التي أعطيت لتبني ونشر هذه الثقافات. المجتمع البحريني يعيش اليوم قصص نجاح في التعايش السلمي والتسامح والتمتع بكافة الحقوق المدنية والسياسية وممارسة الحريات والكثير من الجوانب التي تعد بصمة واضحة للمملكة في الديمقراطية والتقدم والتنمية.

ممارسة الدراجات الهوائية جانب بسيط من الحقوق والحريات ولكن يعني الكثير بالنسبة إلى بعض النساء والفتيات، فمنذ فترة طويلة كسرت المرأة البحرينية القيود في ممارستها للدراجة الهوائية وتقبل المجتمع لهذه الثقافة بات من المسلمات، وقد تمثل الدراجة الهوائية اليوم بالنسبة إلى المرأة نوعاً من الهواية أو التسلية، ولكن لربما تكون في المستقبل وسيلة للمواصلات بديلاً عن السيارات خصوصاً للمسافات القصيرة أسوة بالرجال الذين يتخذون من الدراجات الهوائية وسيلة تنقل من مكان إلى آخر.

الكثير منا زار الدول الغربية وتحديداً أوروبا ووجد أن الكثير من هذه الشعوب تستخدم الدراجة الهوائية كوسيلة للتنقل وللرياضة والتسلية، وبالتأكيد التمس من هذه الحكومات حرصهم على سلامة مستخدمي الدرجات الهوائية، من وسائل المواصلات الأخرى، مثل السيارات والقطارات والحافلات، وذلك من خلال تخصيص شارع وإشارة مرور خاصة لسائقي الدرجات الهوائية اسوة بالوسائل الأخرى. بل وضعت إدارة المرور في هذه الدول قوانين خاصة للسلامة العامة، وأنا أتوقع أن مملكة البحرين ستحرص في المستقبل على تذليل المعوقات أمام راكبي هذه الدراجات من أجل سلامة الجميع، فالجميع يشارك الشارع في منظومة واحدة تحرص كل الحرص على السلامة من حوادث الطرقات، فالمجتمع البحريني يتقبل قيادة الدرجات الهوائية للجنسين خصوصاً حرص مجموعة كبيرة من النساء البحرينيات والمقيمات على المشاركة في سباقات عالمية، مثل سباق الرجل الحديدي، وأيضاً في مشاركات رسمية دولية.

عدم وجود الشارع المخصص لمستخدمي الدرجات الهوائية في البحرين وعدم وجود إشارة مرورية لا يعني أن المملكة لا تهتم بشؤونهم وسلامتهم ولا يعني أن المجتمع غير واعي في الحفاظ على سلامة مستخدمي الطرق، بل بالعكس، نستشف أن المجتمع على قدر من المسؤولية في مشاركة الطريق، وأن أرواح راكبي الدراجات ليست في دائرة الإهمال واللامبالاة، وعدم الاكتراث بسلامتهم، ذلك لأن المجتمع البحريني مجتمع واع ومنفتح ومطلع، وتقبل المجتمع للثقافات المتعددة ليس وليد اليوم بل هي رسالة يحملها لكل الأجيال المقبلة بأن المملكة بلد متفرد في التسامح وتقبل الثقافات الأخرى وممارسة المرأة للدراجة الهوائية هو نوع من التفرد كثقافة من الثقافات.