عن عائشة ـ رضي الله عنهاـ قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه». حديث شريف يختزل فيه العلاقات والروابط بين الجار وجاره، ويوحي بالحقوق والواجبات فيما بينهم. أحاديث كثيرة للرسول صلى الله عليه وسلم، ركزت على العلاقة بين الجيران، كقوانين وشرائع بين الناس، علاقة الجار بجاره المسلم أو غير المسلم، وهي قوانين إنسانية في المقام الأول، تدعو للتسامح والتعايش السلمي بين المكون الصغير المتمثل في الحي الذي يرتبط بالمكون الأكبر، وهو المجتمع، وكأنها قاعدة في غاية الأهمية، بأنه متى ما أحسن الجار لجاره، أحسن بذلك إلى مجتمعه وتحقق السلام والاستقرار في المجتمعات وسائر البلدان.
تفاعل المجتمع البحريني مع واقعة محزنة جداً بين جارين أدت إلى الشروع بالقتل، جار في حالة حرجة يتعالج في المستشفى وجار آخر محبوس على ذمة التحقيق والسبب مواقف سيارات في الفريج. لن أتكلم عن حيثيات القضية لأنها أمام القضاء ونحن نحترم القانون ونحترم القضاء وعدالته واستقلاليته، ولكني أود أن أرجع إلى الوراء لأتذكر كيف كان المجتمع البحريني في السابق وواقعه الآن في جانب مهم ألا وهو علاقة الجار بجاره الذي أوصنا به رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم. نظرة سريعة ومقارنة بين حق الجيرة في السابق وما يمثله الجار لمجتمعنا اليوم. المجتمع البحريني كان في السابق منطقة تتعدد فيها الفرجان البحرينية العريقة، تترابط الأسر بروابط أكبر من كونها روابط جيرة، فـ«الفريج» الواحد يمثل الأسرة الواحدة في ترابطهم وتعاونهم وتعاضدهم، الجار كان يأخذ على عاتقه مسؤوليته المجتمعية والذي يغلبه احترامه لدينه ووصايا الرسول صلى الله عليه وسلم للجار، المحبة والاحترام والغيرة الإيجابية لأهل «الفريج» كانت الدعائم القوية لبقاء الأسر متماسكة ومتعاونة، بل كان المجتمع تغلبه روح التسامح وتقبل الديانات والطوائف المتعددة في المجتمع وتقبل الثقافات الأخرى، مع الحرص على التمسك بالهوية البحرينية والاعتزاز بها لما تمثل من جذور باقية في أعماق هذا الوطن الجميل.
اليوم، جارة سرقت شقتها بالكامل وهي في رحلة علاج وجيرانها لم ينتبهوا لذلك، ربما شاهدوا عمالاً ينقلون أغراض الشقة -أقول ربما- ولكن لم يسأل أحد من صاحب هذه الأغراض ومن هو المغادر من العمارة. اليوم جار يتعارك من أجل موقف سيارة وجار آخر لا يعلم من هو جاره، وجار ربما جائع أو لا يملك ثمن فاتورة الكهرباء ويعيش في ظلام دامس وجاره لا يكترث بذلك تماماً كما بعض الشعوب الغربية في المدن الكبرى التي لا تهتم بالجار أو حتى بالأسرة.
ثقافة «خليك في حالك» كان البعض يفخر بها عندما يلتمسها في بعض المجتمعات، عدم التدخل في شؤون الجار بمعنى عدم الاهتمام، وعدم السؤال عنه، وعدم المشاركة في الأفراح والأتراح، حتى باتت هذه المجتمعات لا تكترث لشخص يموت أمامها -طبعاً أقول البعض- تأثرت مجتمعاتنا بهذه الثقافة وقدسها البعض ولكنها للأسف ابتعدت عن وصايا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم عن الجار وابتعدت عن «أحب لأخيك ما تحب لنفسك»، ووصلنا إلى عراك دامٍ بسبب مواقف سيارات. نسأل الله العافية بعد ذلك على الجيرة الطيبة التي كانت تجمعنا مع أسر البحرين العريقة، صحيح «لين قالوا الجار قبل الدار».
تفاعل المجتمع البحريني مع واقعة محزنة جداً بين جارين أدت إلى الشروع بالقتل، جار في حالة حرجة يتعالج في المستشفى وجار آخر محبوس على ذمة التحقيق والسبب مواقف سيارات في الفريج. لن أتكلم عن حيثيات القضية لأنها أمام القضاء ونحن نحترم القانون ونحترم القضاء وعدالته واستقلاليته، ولكني أود أن أرجع إلى الوراء لأتذكر كيف كان المجتمع البحريني في السابق وواقعه الآن في جانب مهم ألا وهو علاقة الجار بجاره الذي أوصنا به رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم. نظرة سريعة ومقارنة بين حق الجيرة في السابق وما يمثله الجار لمجتمعنا اليوم. المجتمع البحريني كان في السابق منطقة تتعدد فيها الفرجان البحرينية العريقة، تترابط الأسر بروابط أكبر من كونها روابط جيرة، فـ«الفريج» الواحد يمثل الأسرة الواحدة في ترابطهم وتعاونهم وتعاضدهم، الجار كان يأخذ على عاتقه مسؤوليته المجتمعية والذي يغلبه احترامه لدينه ووصايا الرسول صلى الله عليه وسلم للجار، المحبة والاحترام والغيرة الإيجابية لأهل «الفريج» كانت الدعائم القوية لبقاء الأسر متماسكة ومتعاونة، بل كان المجتمع تغلبه روح التسامح وتقبل الديانات والطوائف المتعددة في المجتمع وتقبل الثقافات الأخرى، مع الحرص على التمسك بالهوية البحرينية والاعتزاز بها لما تمثل من جذور باقية في أعماق هذا الوطن الجميل.
اليوم، جارة سرقت شقتها بالكامل وهي في رحلة علاج وجيرانها لم ينتبهوا لذلك، ربما شاهدوا عمالاً ينقلون أغراض الشقة -أقول ربما- ولكن لم يسأل أحد من صاحب هذه الأغراض ومن هو المغادر من العمارة. اليوم جار يتعارك من أجل موقف سيارة وجار آخر لا يعلم من هو جاره، وجار ربما جائع أو لا يملك ثمن فاتورة الكهرباء ويعيش في ظلام دامس وجاره لا يكترث بذلك تماماً كما بعض الشعوب الغربية في المدن الكبرى التي لا تهتم بالجار أو حتى بالأسرة.
ثقافة «خليك في حالك» كان البعض يفخر بها عندما يلتمسها في بعض المجتمعات، عدم التدخل في شؤون الجار بمعنى عدم الاهتمام، وعدم السؤال عنه، وعدم المشاركة في الأفراح والأتراح، حتى باتت هذه المجتمعات لا تكترث لشخص يموت أمامها -طبعاً أقول البعض- تأثرت مجتمعاتنا بهذه الثقافة وقدسها البعض ولكنها للأسف ابتعدت عن وصايا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم عن الجار وابتعدت عن «أحب لأخيك ما تحب لنفسك»، ووصلنا إلى عراك دامٍ بسبب مواقف سيارات. نسأل الله العافية بعد ذلك على الجيرة الطيبة التي كانت تجمعنا مع أسر البحرين العريقة، صحيح «لين قالوا الجار قبل الدار».