حملت الكلمة التي وجهها وزير الداخلية البحريني، الفريق أول ركن، معالي الشيخ راشد بن عبد الله آل خليفة، في اجتماعات الدورة الـ 36 لمجلس وزراء الداخلية العرب، والتي عقدت مؤخراً في تونس، مجموعة من الدلائل، والمؤشرات، ووجهت مجموعة من الرسائل المهمة والواضحة، للداخل والخارج، ورسمت خارطة طريق لما يتعلق بآلية تطوير الأمن العربي، عبر مجموعة من الاستراتيجيات.
لعل أولى تلك الرسائل، حديث وزير الداخلية البحريني، عن المسؤولية الأمنية العربية، وتشديده على «ضرورة تقديم الملف الأمني على سواه، والعمل فوراً على تصنيف الأخطار الأمنية المشتركة، ووضع الحلول لمعالجتها، وخصوصاً تلك المتعلقة بالتدخلات الخارجية بأمننا الداخلي»، لاسيما في ظل الأخطار المحدقة التي تحيط بالمنطقة العربية ودول الشرق الأوسط، ومن هذا المنطلق لا بد أن يكون للملف الأمني الأولوية فيما يتعلق بخارطة الطريق التي تضعها الدول العربية من أجل التنمية والنهضة والارتقاء بمستوى المواطن العربي، ولن يتم ذلك، إلا باستتباب الأمن أولاً.
الرسالة الثانية التي حملتها كلمة وزير الداخلية البحريني كانت تتعلق بالتدخلات والتهديدات الخارجية، في إشارة واضحة وصريحة إلى الخطر الإيراني المتنامي على المنطقة، من خلال دعم طهران لميليشيات راديكالية مسلحة، مصنفة إرهابياً، سواء في البحرين، أو في دول أخرى. وهنا جاء تنويه الفريق أول ركن، معالي الشيخ راشد بن عبد الله آل خليفة، إلى «الاستهتار بسيادة الدول العربية وهويتها الوطنية من قبل القادة الإيرانيين، في مختلف المناسبات للإعلان عن حدود إيران الفارسية الكبرى، وطبعاً فإن ذلك يشكل انتهاكاً لسيادة دول الجوار بما فيها العربية والإسلامية الشقيقة»، حيث إنه ما بين فترة وأخرى، لا يتوانى قادة النظام الإيراني ورؤوس الحكم في طهران، عن التلويح برسائل التهديد لدول الجوار، ومنها التهديد بإغلاق مضيق هرمز، ووقف تدفق الإمدادات النفطية، إضافة إلى السيطرة على الخليج العربي، وبحر عمان.
ولا يتوقف الأمر عند الخليج العربي، ومضيق هرمز، وبحر عمان، بل تمتد تهديدات طهران الى قطاعات الملاحة الأخرى، لاسيما الأمن في خليج عدن ومضيق باب المندب، عبر دعم ميليشيات المتمردين الحوثيين في اليمن.
لذلك رأى وزير الداخلية في كلمته أن «الحاجة أصبحت ملحة ولا تحتمل التأجيل في ما تتعرض له منطقتنا من تهديدات، فإن إيران ما زالت مستمرة في تعكير صفو استقرار الدول العربية بتدخلاتها في شؤوننا الداخلية، وهي المصدر الرئيسي الذي يدعم المنظمات والجماعات الإرهابية في المنطقة»، حيث تدعم إيران لوجستياً، كل من، «سرايا الأشتر»، و«ائتلاف شباب 14 فبراير»، في البحرين، و«حزب الله» اللبناني - المصنف إرهابياً بحرينياً وخليجياً وعربياً وبريطانياً وأمريكياً - ذراع إيران الإرهابية في المنطقة، وميليشيات «الحشد الشعبي» في العراق، وميليشيات المتمردين الحوثيين في اليمن، لاسيما وأن الدعم يتم من خلال الحرس الثوري الايراني وفيلق القدس بقيادة الجنرال قاسم سليماني.
وفي الوقت ذاته، لا يمكن تجاهل الدراسات والتقارير والأبحاث الإقليمية والدولية التي تتحدث بين فترة وأخرى، عن التعاون القائم بين طهران وتنظيم «القاعدة»، من أجل شن عمليات إرهابية.
من هذا المنطق كانت الدعوة الصريحة من وزير الداخلية البحريني لنظرائه العرب، «بضرورة اتخاذ موقف عربي وإجراءات واضحة لوقف هذه التدخلات، لوضع حد لمثل هذه التجاوزات ووقف الأطماع التوسعية».
وكان لافتاً، حديث وزير الداخلية البحريني، عن «سوء استخدام تقنية الاتصالات الحديثة، التي فرضت نفسها على الساحة الأمنية»، والذي وصفه بأنه «عبء أمني جديد»، يضاف إلى التحديات الأمنية التي تواجهها الدول العربية، لاسيما وأنه «تم استغلال تلك التقنية من قبل الجماعات الإرهابية بشكل مؤثر مّكنها من تنفيذ العمليات الإرهابية في مناطق ومدن متقدمة أمنياً وحضارياً»، حيث يعد سوء استخدام تقنية الاتصالات الحديثة آفة جديدة وتحدياً خطيراً، يستلزم استنفاراً أمنياً كبيراً في الدول العربية من أجل تحييده ودرء خطره، لذلك جاءت الرسالة الثالثة من وزير الداخلية البحريني لتطالب «بضرورة التنسيق مع دول العالم للحد من سوء استخدام هذه التقنيات من قبل الجماعات والمنظمات الإرهابية، والعمل على توحيد الإجراءات بين الأجهزة المعنية بالاتصالات وتقنية المعلومات لوضع التشريعات المناسبة التي تواكب التطور المتنامي والسريع في مجال الاتصالات».
في الوقت ذاته، حرص وزير الداخلية البحريني في كلمته على التطرق إلى خطر آفة المخدرات، حيث استطاعت مملكة البحرين عبر تجربة وطنية رائدة، في الحد من خطر تلك الآفة اللعينة، عبر برنامج «معا» لمكافحة العنف والإدمان، بإشراف وزارة الداخلية البحرينية، من خلال تثقيف طلبة المدارس في كافة المراحل وتحصينهم من مخاطر الإدمان بأسلوب وقائي، وتوعيتهم بمخاطر المخدرات وما تسببه من آثار نفسية وجسدية سيئة.
لذلك كانت الرسالة الرابعة من الفريق أول ركن، معالي الشيخ راشد بن عبد الله آل خليفة واضحة ومباشرة بالتنويه الى «ضرورة تطوير أجهزتنا الأمنية المعنية بمكافحة المخدرات، ضمن منظومة أمنية متجانسة تعمل على سرعة تبادل المعلومات فيما بينها، من أجل الحد من انتشار المخدرات في مجتمعاتنا، مع التأكيد على أهمية نشر ثقافة القناعة الذاتية ووضع البرامج التوعوية، الهادفة إلى تحصين مجتمعاتنا من المخدرات وآثارها السلبية للوصول إلى قناعة الامتناع عنها».
* وقفة:
4 رسائل استراتيجية من وزير الداخلية البحريني حملتها كلمته في اجتماعه مع نظرائه العرب رسمت خارطة طريق لتطوير الأمن العربي ووضعت آليات محكمة بشأن كيفية مواجهة التحديات الأمنية في الداخل والخارج.
{{ article.visit_count }}
لعل أولى تلك الرسائل، حديث وزير الداخلية البحريني، عن المسؤولية الأمنية العربية، وتشديده على «ضرورة تقديم الملف الأمني على سواه، والعمل فوراً على تصنيف الأخطار الأمنية المشتركة، ووضع الحلول لمعالجتها، وخصوصاً تلك المتعلقة بالتدخلات الخارجية بأمننا الداخلي»، لاسيما في ظل الأخطار المحدقة التي تحيط بالمنطقة العربية ودول الشرق الأوسط، ومن هذا المنطلق لا بد أن يكون للملف الأمني الأولوية فيما يتعلق بخارطة الطريق التي تضعها الدول العربية من أجل التنمية والنهضة والارتقاء بمستوى المواطن العربي، ولن يتم ذلك، إلا باستتباب الأمن أولاً.
الرسالة الثانية التي حملتها كلمة وزير الداخلية البحريني كانت تتعلق بالتدخلات والتهديدات الخارجية، في إشارة واضحة وصريحة إلى الخطر الإيراني المتنامي على المنطقة، من خلال دعم طهران لميليشيات راديكالية مسلحة، مصنفة إرهابياً، سواء في البحرين، أو في دول أخرى. وهنا جاء تنويه الفريق أول ركن، معالي الشيخ راشد بن عبد الله آل خليفة، إلى «الاستهتار بسيادة الدول العربية وهويتها الوطنية من قبل القادة الإيرانيين، في مختلف المناسبات للإعلان عن حدود إيران الفارسية الكبرى، وطبعاً فإن ذلك يشكل انتهاكاً لسيادة دول الجوار بما فيها العربية والإسلامية الشقيقة»، حيث إنه ما بين فترة وأخرى، لا يتوانى قادة النظام الإيراني ورؤوس الحكم في طهران، عن التلويح برسائل التهديد لدول الجوار، ومنها التهديد بإغلاق مضيق هرمز، ووقف تدفق الإمدادات النفطية، إضافة إلى السيطرة على الخليج العربي، وبحر عمان.
ولا يتوقف الأمر عند الخليج العربي، ومضيق هرمز، وبحر عمان، بل تمتد تهديدات طهران الى قطاعات الملاحة الأخرى، لاسيما الأمن في خليج عدن ومضيق باب المندب، عبر دعم ميليشيات المتمردين الحوثيين في اليمن.
لذلك رأى وزير الداخلية في كلمته أن «الحاجة أصبحت ملحة ولا تحتمل التأجيل في ما تتعرض له منطقتنا من تهديدات، فإن إيران ما زالت مستمرة في تعكير صفو استقرار الدول العربية بتدخلاتها في شؤوننا الداخلية، وهي المصدر الرئيسي الذي يدعم المنظمات والجماعات الإرهابية في المنطقة»، حيث تدعم إيران لوجستياً، كل من، «سرايا الأشتر»، و«ائتلاف شباب 14 فبراير»، في البحرين، و«حزب الله» اللبناني - المصنف إرهابياً بحرينياً وخليجياً وعربياً وبريطانياً وأمريكياً - ذراع إيران الإرهابية في المنطقة، وميليشيات «الحشد الشعبي» في العراق، وميليشيات المتمردين الحوثيين في اليمن، لاسيما وأن الدعم يتم من خلال الحرس الثوري الايراني وفيلق القدس بقيادة الجنرال قاسم سليماني.
وفي الوقت ذاته، لا يمكن تجاهل الدراسات والتقارير والأبحاث الإقليمية والدولية التي تتحدث بين فترة وأخرى، عن التعاون القائم بين طهران وتنظيم «القاعدة»، من أجل شن عمليات إرهابية.
من هذا المنطق كانت الدعوة الصريحة من وزير الداخلية البحريني لنظرائه العرب، «بضرورة اتخاذ موقف عربي وإجراءات واضحة لوقف هذه التدخلات، لوضع حد لمثل هذه التجاوزات ووقف الأطماع التوسعية».
وكان لافتاً، حديث وزير الداخلية البحريني، عن «سوء استخدام تقنية الاتصالات الحديثة، التي فرضت نفسها على الساحة الأمنية»، والذي وصفه بأنه «عبء أمني جديد»، يضاف إلى التحديات الأمنية التي تواجهها الدول العربية، لاسيما وأنه «تم استغلال تلك التقنية من قبل الجماعات الإرهابية بشكل مؤثر مّكنها من تنفيذ العمليات الإرهابية في مناطق ومدن متقدمة أمنياً وحضارياً»، حيث يعد سوء استخدام تقنية الاتصالات الحديثة آفة جديدة وتحدياً خطيراً، يستلزم استنفاراً أمنياً كبيراً في الدول العربية من أجل تحييده ودرء خطره، لذلك جاءت الرسالة الثالثة من وزير الداخلية البحريني لتطالب «بضرورة التنسيق مع دول العالم للحد من سوء استخدام هذه التقنيات من قبل الجماعات والمنظمات الإرهابية، والعمل على توحيد الإجراءات بين الأجهزة المعنية بالاتصالات وتقنية المعلومات لوضع التشريعات المناسبة التي تواكب التطور المتنامي والسريع في مجال الاتصالات».
في الوقت ذاته، حرص وزير الداخلية البحريني في كلمته على التطرق إلى خطر آفة المخدرات، حيث استطاعت مملكة البحرين عبر تجربة وطنية رائدة، في الحد من خطر تلك الآفة اللعينة، عبر برنامج «معا» لمكافحة العنف والإدمان، بإشراف وزارة الداخلية البحرينية، من خلال تثقيف طلبة المدارس في كافة المراحل وتحصينهم من مخاطر الإدمان بأسلوب وقائي، وتوعيتهم بمخاطر المخدرات وما تسببه من آثار نفسية وجسدية سيئة.
لذلك كانت الرسالة الرابعة من الفريق أول ركن، معالي الشيخ راشد بن عبد الله آل خليفة واضحة ومباشرة بالتنويه الى «ضرورة تطوير أجهزتنا الأمنية المعنية بمكافحة المخدرات، ضمن منظومة أمنية متجانسة تعمل على سرعة تبادل المعلومات فيما بينها، من أجل الحد من انتشار المخدرات في مجتمعاتنا، مع التأكيد على أهمية نشر ثقافة القناعة الذاتية ووضع البرامج التوعوية، الهادفة إلى تحصين مجتمعاتنا من المخدرات وآثارها السلبية للوصول إلى قناعة الامتناع عنها».
* وقفة:
4 رسائل استراتيجية من وزير الداخلية البحريني حملتها كلمته في اجتماعه مع نظرائه العرب رسمت خارطة طريق لتطوير الأمن العربي ووضعت آليات محكمة بشأن كيفية مواجهة التحديات الأمنية في الداخل والخارج.