يقول: اتفقت مع شقيقي يومياً بتخصيص مبلغ وشراء حب الحمام والاتجاه يومياً إلى قبر والدتي رحمها الله لنثر الحب على قبرها حيث قررنا أن نحوله إلى ساحة لتجمع الحمام ليأكلوا الحب فوقه فمن يدري قد تؤدي الحمامات المتجمعة عنده صلاة على روحها وتؤنسها ففي حياتها كانت تحرص على إطعام الحمام وقررنا أن لا نجعلها تفترق عنهم بعد رحيلها رحمها الله.
بهذه الكلمات المؤثرة التي قالها الفنان والشاعر عيسى هجرس خلال احتفالية يوم الأسرة العربية الذي نظمه مجلس خوات دنيا للتنمية المجتمعية مشكوراً بدأ تقديم فقرته الشعرية عن الأم.. مع مرور الذكرى السنوية ليوم الأسرة ويوم الأم العالمي علينا أن نؤكد حقيقة أنه في حياة كل إنسان منا هناك ذكرى فقد وحزن في القلب على أم رحلت.. هناك في القلب مساحة حب للأم التي أنجبتك وربتك وأيضاً الأم الثانية التي قد تكون عكفت على العناية بك ونشأتك.. التي كنت تشتاق لزيارتها في نهاية كل أسبوع وخلال الإجازات فنحن لا نقصد هنا الأم البيولوجية التي أنجبتك فكل إنسان في حياته هناك «الأم الأكبر» أم كما نسميها بالعامة «أمي العودة».
وغالباً ما تكون هذه الأم هي جدتك لأبيك أو لأمك وهذه الأم التي لا ينساها القلب أبداً ومحال أن تمر مثل هذه الأعياد دون المرور على ذكراها فهي بصمة الحب الأولى وأجمل الذكريات في داخلك وهي كانت الملجأ عند قسوة الأهل وهي المهرب لكل الحلويات والنقود عندما يعاقبك والديك وهي أكبر لجوء سياسي عرفته في حياتك عندما تشاغب ويحاول أبواك تأديبك وتقويمك فهي صاحبة الكلمة المسموعة والمؤثرة وكونك حفيدها المدلل في حضورها محال أن يتجرأ أحد عليك أمامها وهي أكثر حناناً وعطفاً لك من أمك البيولوجية حتى..
هذه الأم التي في الغالب وأمام تقدمك في العمر تكون فقدتها ورحلت إلى مثواها لابد لكل إنسان منا أن يخصص لها مساحة ووقت يقوم ببرها حتى وهي في قبرها ولعل ما ذكره الفنان والشاعر عيسى هجرس وطريقتهم في بر والدتهم رحمها الله فرصة ليعاود كل شخص منا نفسه ويبتكر طريقة وبرنامج يومي أو أسبوعي أو حتى شهري يبر فيها أمه الراحلة ودائماً ما يقال أفضل طريقة لبر الميت تواصل من كان يحبهم وتوزع في ثوابه الطعام الذي يحبه وتقوم بما كان يقوم به ويحبه في حياته.
* مساحة خاصة:
كانت رحمها الله أكثر ما تحب القيام به إطعام الناس.. تحرص على الخروج يومياً في كل صباح حتى خلال فترات فصل الصيف الحارق والشتاء القارص على قدمها التي غالباً في المساء تؤلمها وتسهرها وتظل تسير مسافات طويلة حتى تحضر الأكل لكبار في السن لا يستطيعون الخروج من المنزل وكانت اكثر ما تحبه إطعام الطيور والحمام.. كانت خير قدوة لنا في غرس مفاهيم الوطنية فمنزلها مليء بصور قادتنا وبالأخص الأمير خليفة بن سلمان المعروف عشق أهل المحرق له.. كانت دائماً تشجع من حولها على تعليق صور القادة واحترامهم وتقديرهم.. مازلت أذكر أنه عندما قام أحدهم بالتقول بكلام غير محبب عن شخصية قيادية حلفت أن لا تنام ليلتها في الحي الذي تم فيه التطاول عليه.. هكذا كانت رحمها الله معتدة برأيها قوية الشخصية وحساسة جداً.. كانت تشعر بالأمور قبل وقوعها ولها فراسة غريبة محال أن يفهمها من لا يمتلك مثل أحاسيسها ومشاعرها.. في زمن لم يكن هناك هواتف محمولة كانت تعلم قبل قدوم أقاربها من دولة خليجية أنهم قادمون حيث كانت تقول رحمها الله «صاحت أذني!!».
كان من الصعب إخفاء الامور عنها فقد كانت تشعر بما لا يقوله الشخص لا ما يقوله.. كانت تحب المساء أكثر والسهر.. لذا كنت رفيقتها بالسهر حتى ساعات الصباح الأولى وأنا أستمع إلى قصصها وحكاياتها المشوقة.
كانت تحب الاعتزاز بالعادات والتقاليد والحرص على اللباس التقليدي كما كان معروف عنها أنها لا تخلع برقعها أبداً لعادات وتقاليد من بيئة ترى أن المرأة لا تخلع البرقع أبداً طيلة اليوم حيث كانت قبل النوم تخلعه وتغطي وجهها وتحرص أن لا يراه أحد! ليتها تدرك أنه بعد وفاتها رحمها الله كلما رأيت البرقع تذكرتها.. وليتها تدرك أكثر أنها كانت وطن الأمان لي بعد وفاة والدي رحمه الله الذي غادرني وأنني عندما اشتاقها فإنني أتجه إلى «الفريج القديم» وأظل أتجول فيه وكأنني أبحث عن روحها هناك.. وكأنني أتجه إلى المكان الذي من الممكن أن ترفرف روحها الطاهرة فيه.. أمي «حصة» رحمك الله وجعلك من سيدات أهل الجنة كنت أصغر من أفهم حجم ما خسرته بوفاتك ويوماً بعد يوم أكتشف أنه لا أحد مثلك بطيبتك وبنقائك وبحساسيتك.. لا أحد مثل وطنيتك وحبك لقيادتنا واعتزازك بهويتك.. لم أدرك أنني كنت طفلة محظوظة وأكثر الناس حظاً بأنك «أمي العودة» التي ربيت على يدها إلا بعد ما فقدتك.. يقال يوم وفاتك وأثناء حمل نعشك الطاهر حطت حمامة عليه وكأنها تودعك بطريقتها!!
«مشتاق لج يمه شكثر يا روحي يا ضي عيني.. فراقج هدم حيلي ولبس خضار سنيني.. أتمنى أرجع طفلاً وبحضنج تنوميني.. يا يمه حضنج عافية.. طيب وسوالف دافيه.. حنيت لج يمه شكثر حنيت لج».
بهذه الكلمات المؤثرة التي قالها الفنان والشاعر عيسى هجرس خلال احتفالية يوم الأسرة العربية الذي نظمه مجلس خوات دنيا للتنمية المجتمعية مشكوراً بدأ تقديم فقرته الشعرية عن الأم.. مع مرور الذكرى السنوية ليوم الأسرة ويوم الأم العالمي علينا أن نؤكد حقيقة أنه في حياة كل إنسان منا هناك ذكرى فقد وحزن في القلب على أم رحلت.. هناك في القلب مساحة حب للأم التي أنجبتك وربتك وأيضاً الأم الثانية التي قد تكون عكفت على العناية بك ونشأتك.. التي كنت تشتاق لزيارتها في نهاية كل أسبوع وخلال الإجازات فنحن لا نقصد هنا الأم البيولوجية التي أنجبتك فكل إنسان في حياته هناك «الأم الأكبر» أم كما نسميها بالعامة «أمي العودة».
وغالباً ما تكون هذه الأم هي جدتك لأبيك أو لأمك وهذه الأم التي لا ينساها القلب أبداً ومحال أن تمر مثل هذه الأعياد دون المرور على ذكراها فهي بصمة الحب الأولى وأجمل الذكريات في داخلك وهي كانت الملجأ عند قسوة الأهل وهي المهرب لكل الحلويات والنقود عندما يعاقبك والديك وهي أكبر لجوء سياسي عرفته في حياتك عندما تشاغب ويحاول أبواك تأديبك وتقويمك فهي صاحبة الكلمة المسموعة والمؤثرة وكونك حفيدها المدلل في حضورها محال أن يتجرأ أحد عليك أمامها وهي أكثر حناناً وعطفاً لك من أمك البيولوجية حتى..
هذه الأم التي في الغالب وأمام تقدمك في العمر تكون فقدتها ورحلت إلى مثواها لابد لكل إنسان منا أن يخصص لها مساحة ووقت يقوم ببرها حتى وهي في قبرها ولعل ما ذكره الفنان والشاعر عيسى هجرس وطريقتهم في بر والدتهم رحمها الله فرصة ليعاود كل شخص منا نفسه ويبتكر طريقة وبرنامج يومي أو أسبوعي أو حتى شهري يبر فيها أمه الراحلة ودائماً ما يقال أفضل طريقة لبر الميت تواصل من كان يحبهم وتوزع في ثوابه الطعام الذي يحبه وتقوم بما كان يقوم به ويحبه في حياته.
* مساحة خاصة:
كانت رحمها الله أكثر ما تحب القيام به إطعام الناس.. تحرص على الخروج يومياً في كل صباح حتى خلال فترات فصل الصيف الحارق والشتاء القارص على قدمها التي غالباً في المساء تؤلمها وتسهرها وتظل تسير مسافات طويلة حتى تحضر الأكل لكبار في السن لا يستطيعون الخروج من المنزل وكانت اكثر ما تحبه إطعام الطيور والحمام.. كانت خير قدوة لنا في غرس مفاهيم الوطنية فمنزلها مليء بصور قادتنا وبالأخص الأمير خليفة بن سلمان المعروف عشق أهل المحرق له.. كانت دائماً تشجع من حولها على تعليق صور القادة واحترامهم وتقديرهم.. مازلت أذكر أنه عندما قام أحدهم بالتقول بكلام غير محبب عن شخصية قيادية حلفت أن لا تنام ليلتها في الحي الذي تم فيه التطاول عليه.. هكذا كانت رحمها الله معتدة برأيها قوية الشخصية وحساسة جداً.. كانت تشعر بالأمور قبل وقوعها ولها فراسة غريبة محال أن يفهمها من لا يمتلك مثل أحاسيسها ومشاعرها.. في زمن لم يكن هناك هواتف محمولة كانت تعلم قبل قدوم أقاربها من دولة خليجية أنهم قادمون حيث كانت تقول رحمها الله «صاحت أذني!!».
كان من الصعب إخفاء الامور عنها فقد كانت تشعر بما لا يقوله الشخص لا ما يقوله.. كانت تحب المساء أكثر والسهر.. لذا كنت رفيقتها بالسهر حتى ساعات الصباح الأولى وأنا أستمع إلى قصصها وحكاياتها المشوقة.
كانت تحب الاعتزاز بالعادات والتقاليد والحرص على اللباس التقليدي كما كان معروف عنها أنها لا تخلع برقعها أبداً لعادات وتقاليد من بيئة ترى أن المرأة لا تخلع البرقع أبداً طيلة اليوم حيث كانت قبل النوم تخلعه وتغطي وجهها وتحرص أن لا يراه أحد! ليتها تدرك أنه بعد وفاتها رحمها الله كلما رأيت البرقع تذكرتها.. وليتها تدرك أكثر أنها كانت وطن الأمان لي بعد وفاة والدي رحمه الله الذي غادرني وأنني عندما اشتاقها فإنني أتجه إلى «الفريج القديم» وأظل أتجول فيه وكأنني أبحث عن روحها هناك.. وكأنني أتجه إلى المكان الذي من الممكن أن ترفرف روحها الطاهرة فيه.. أمي «حصة» رحمك الله وجعلك من سيدات أهل الجنة كنت أصغر من أفهم حجم ما خسرته بوفاتك ويوماً بعد يوم أكتشف أنه لا أحد مثلك بطيبتك وبنقائك وبحساسيتك.. لا أحد مثل وطنيتك وحبك لقيادتنا واعتزازك بهويتك.. لم أدرك أنني كنت طفلة محظوظة وأكثر الناس حظاً بأنك «أمي العودة» التي ربيت على يدها إلا بعد ما فقدتك.. يقال يوم وفاتك وأثناء حمل نعشك الطاهر حطت حمامة عليه وكأنها تودعك بطريقتها!!
«مشتاق لج يمه شكثر يا روحي يا ضي عيني.. فراقج هدم حيلي ولبس خضار سنيني.. أتمنى أرجع طفلاً وبحضنج تنوميني.. يا يمه حضنج عافية.. طيب وسوالف دافيه.. حنيت لج يمه شكثر حنيت لج».