كعادته، ومثلما فعل قبل نحو عام ونصف، ضارباً عرض الحائط بمشاعر العرب والمسلمين والحلفاء والأصدقاء، وما توافق عليه المجتمع الدولي، وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الإثنين، خلال مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على قرار اعتراف رسمي بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان السورية المحتلة، في خطوة غير محسوبة العواقب، وستؤدي بلا شك إلى تأجيج التوتر في المنطقة، وستكون لها تبعات كارثية. وقبل نحو عام ونصف، تقريباً، وتحديداً في 6 ديسمبر 2017، أعلن الرئيس الأمريكي قراراً مماثلاً باعتراف بلاده بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى المدينة المقدسة، وهو القرار الذي أثار استنكار المجتمع الدولي، وتسبب في تصاعد التوتر في المنطقة، لاسيما بين فصائل المقاومة الفلسطينية والكيان المحتل، وأسفر القرار عن مواجهات دامية بين الطرفين تسببت في استشهاد وإصابة العشرات من الفلسطينيين، جراء القرار غير المدروس.
ويبدو أن التضارب هو سيد الموقف فيما يتعلق بسياسات إدارة الرئيس الأمريكي، لاسيما ما يخص العلاقات مع الحلفاء والأصدقاء، وبينما يسعى ترامب إلى تضييق الخناق على إيران وتحييد الميليشيات المتطرفة، مثل «حزب الله» اللبناني، والمتمردين الحوثيين في اليمن، إلا أنه سرعان ما يوجه ضربات متلاحقة لحلفائه وأصدقائه في المنطقة، خاصة ما يتعلق بانحيازه التام إلى الكيان المحتل، وهو ما برز من خلال قرارات تتخذها الإدارة الأمريكية في صالح إسرائيل على حساب العرب، وليس أدل على ذلك من الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لدولة الكيان الصهيوني، فيما يضغط على السلطة الفلسطينية للقبول بما يعرف بـ «صفقة القرن»، وأخيراً الاعتراف بـ «إسرائيلية الجولان»، بعد ساعات من الإعلان عن القضاء على تنظيم الدولة «داعش» نهائياً في سوريا.
ولذلك سارعت وسائل إعلام أمريكية وبينها صحيفة «واشنطن بوست» إلى التحذير من خطورة قرار ترامب حيث رأت الصحيفة أنه «لا مبرر لاعتراف واشنطن بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان»، متحدثة عن «ضرر سوف يلحق بالدبلوماسية الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط»، لاسيما وأنه ليس القرار الأول لترامب وربما لن يكون الأخير، الذي يضرب به عرض الحائط، علاقاته مع الحلفاء والأصدقاء في المنطقة. وإذا كان ترامب يعتقد أنه بخطوته هذه يخدم رئيس الوزراء الإسرائيلي قبل خوضه الانتخابات الإسرائيلية المرتقبة الشهر المقبل، إلا أنه في الوقت ذاته، يقدم هدية ثمينة لكل من إيران والنظام السوري و«حزب الله» اللبناني، المناهضين لسياسات «الشيطان الأكبر» في المنطقة، وحاملين لواء ما يسمى بـ «معسكر المقاومة»، ومن ثم، يضع «معسكر الاعتدال» في موقع لا يحسد عليه، مثلما فعل مع صدور قرار الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني، لكن في الحقيقة فإن النظام السوري هو المسؤول الأول عن ضياع الجولان، كونه ارتضى أن يكون رهينة لإيران، ولميليشيات «حزب الله»، على حساب شعبه وعروبته.
وتبرز أهمية مرتفعان الجولان أنها أرض زراعية خصبة، وتعد مورداً رئيساً من موارد المياه في المنطقة، واحتلتها إسرائيل مع الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة في حرب 1967، وبعد ذلك ضمت إسرائيل مرتفعات الجولان والقدس الشرقية، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي، حتى الآن. وبسيطرة الكيان الصهيوني عليها يكون على بعد نحو 60 كيلومتراً فقط من العاصمة السورية دمشق. ووفقاً لتقرير قناة «سكاي نيوز عربية»، فإنه «يوجد في الجولان حالياً أكثر من 30 مستوطنة يهودية يقيم فيها 20 ألف مستوطن، إضافة إلى 20 ألف سوري، معظمهم من الطائفة الدرزية، ومتمسكون بالهوية السورية ويرفضون الجنسية الإسرائيلية». وبلاشك فإن البيانات الخجولة الصادرة من هنا وهناك لن تثني ترامب عن قراره، لكن في النهاية ستبقى الجولان عربية، رغم أنف نتنياهو ورغم أنف ترامب.
* وقفة:
يترقب العرب والمسلمون قرب نهاية ولاية ترامب في 19 يناير 2021 بشيء من الخوف من قرارات وتداعيات تستبق رحيله عن البيت الأبيض تكون على شاكلة الاعتراف بـ «صهيونية القدس» و«صهيونية الجولان المحتل»!!
ويبدو أن التضارب هو سيد الموقف فيما يتعلق بسياسات إدارة الرئيس الأمريكي، لاسيما ما يخص العلاقات مع الحلفاء والأصدقاء، وبينما يسعى ترامب إلى تضييق الخناق على إيران وتحييد الميليشيات المتطرفة، مثل «حزب الله» اللبناني، والمتمردين الحوثيين في اليمن، إلا أنه سرعان ما يوجه ضربات متلاحقة لحلفائه وأصدقائه في المنطقة، خاصة ما يتعلق بانحيازه التام إلى الكيان المحتل، وهو ما برز من خلال قرارات تتخذها الإدارة الأمريكية في صالح إسرائيل على حساب العرب، وليس أدل على ذلك من الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لدولة الكيان الصهيوني، فيما يضغط على السلطة الفلسطينية للقبول بما يعرف بـ «صفقة القرن»، وأخيراً الاعتراف بـ «إسرائيلية الجولان»، بعد ساعات من الإعلان عن القضاء على تنظيم الدولة «داعش» نهائياً في سوريا.
ولذلك سارعت وسائل إعلام أمريكية وبينها صحيفة «واشنطن بوست» إلى التحذير من خطورة قرار ترامب حيث رأت الصحيفة أنه «لا مبرر لاعتراف واشنطن بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان»، متحدثة عن «ضرر سوف يلحق بالدبلوماسية الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط»، لاسيما وأنه ليس القرار الأول لترامب وربما لن يكون الأخير، الذي يضرب به عرض الحائط، علاقاته مع الحلفاء والأصدقاء في المنطقة. وإذا كان ترامب يعتقد أنه بخطوته هذه يخدم رئيس الوزراء الإسرائيلي قبل خوضه الانتخابات الإسرائيلية المرتقبة الشهر المقبل، إلا أنه في الوقت ذاته، يقدم هدية ثمينة لكل من إيران والنظام السوري و«حزب الله» اللبناني، المناهضين لسياسات «الشيطان الأكبر» في المنطقة، وحاملين لواء ما يسمى بـ «معسكر المقاومة»، ومن ثم، يضع «معسكر الاعتدال» في موقع لا يحسد عليه، مثلما فعل مع صدور قرار الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني، لكن في الحقيقة فإن النظام السوري هو المسؤول الأول عن ضياع الجولان، كونه ارتضى أن يكون رهينة لإيران، ولميليشيات «حزب الله»، على حساب شعبه وعروبته.
وتبرز أهمية مرتفعان الجولان أنها أرض زراعية خصبة، وتعد مورداً رئيساً من موارد المياه في المنطقة، واحتلتها إسرائيل مع الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة في حرب 1967، وبعد ذلك ضمت إسرائيل مرتفعات الجولان والقدس الشرقية، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي، حتى الآن. وبسيطرة الكيان الصهيوني عليها يكون على بعد نحو 60 كيلومتراً فقط من العاصمة السورية دمشق. ووفقاً لتقرير قناة «سكاي نيوز عربية»، فإنه «يوجد في الجولان حالياً أكثر من 30 مستوطنة يهودية يقيم فيها 20 ألف مستوطن، إضافة إلى 20 ألف سوري، معظمهم من الطائفة الدرزية، ومتمسكون بالهوية السورية ويرفضون الجنسية الإسرائيلية». وبلاشك فإن البيانات الخجولة الصادرة من هنا وهناك لن تثني ترامب عن قراره، لكن في النهاية ستبقى الجولان عربية، رغم أنف نتنياهو ورغم أنف ترامب.
* وقفة:
يترقب العرب والمسلمون قرب نهاية ولاية ترامب في 19 يناير 2021 بشيء من الخوف من قرارات وتداعيات تستبق رحيله عن البيت الأبيض تكون على شاكلة الاعتراف بـ «صهيونية القدس» و«صهيونية الجولان المحتل»!!