هذا المشروع الذي بدأته مملكة البحرين كمبادرة ذكية تستهدف الشباب، حصد جوائز هامة على رأسها الجائزة العربية لأفضل مشروع شبابي في وطننا العربي، وسعت دول شقيقة على رأسها الإمارات العربية المتحدة للاطلاع على التجربة، لتصنع بدورها مدينة شباب إماراتية مميزة

- - - - -- - - - -- - - - -- -

بالأمس قمت بزيارة لمدينة الشباب ٢٠٣٠، وذلك بهدف الاطلاع عن قرب على هذه التجربة البحرينية الرائدة، والتي تدخل في عامها العاشر، وتقوم عليها مشكورة وزارة شؤون الشباب والرياضة.

في السنوات السابقة كان تعاملي مع المدينة من منطلق كونها فعالية مميزة تقام في الصيف وتهدف لإشراك الشباب البحريني في جوانب مفيدة، وبحكم مشاركة أبنائي فيها، لكن بالأمس زرتها بقبعة الساعي لمعرفة التفاصيل، وطريقة العمل، وكيفية بناء المنظومة الكاملة لهذه المدينة، وما هي جوانب القوة وفرص التحسين، وكذلك لمراقبة انطباعات الشباب وتعاطيهم معها، والأهم مدى تأثيرها عليهم.

هذا المشروع رائع بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، اهتمام وزارة الشباب بها مميز فعلاً، وتجسيد رؤية سمو الشيخ ناصر بن حمد متحقق من خلال فتح المجالات الواسعة أمام الشباب، وجعلهم يخوضون تحديات ليتفوقوا عليها تراه جليا أمام عيناك.

المميز يتمثل في مساهمة جهات بحرينية عديدة عامة وخاصة في المشروع، فمن دعم ”تمكين“ وعديد من القطاعات الرسمية كالوزرات والهيئات، إلى مشاركة القطاع الخاص، وحتى منح الفرصة للشباب البحريني أصحاب المشاريع، كلها تخرج لك مدينة متكاملة فيها كافة الجوانب التي يستثمر فيها الشباب وقته، والأهم يصقل مهاراته ويتحول لشاب منتج يخدم مجتمعه وأيضاً يخدم نفسه.

أركان المدينة مثالية جداً، وتركز على جوانب مختلفة تتنوع بين المجالات المهنية والترفيه وتنمية المواهب، الإقبال كبير جداً على جناح الإنتاج الإعلامي والإلكتروني، وكيفية صناعة البرمجيات والأفلام، وكذلك جانب الميكانيكا والهندسة، مروراً بجناح الإبداع الجميل المتمثل بالفن المعماري والديكور والرسوم الجميلة، دون نسيان الجوانب الرياضية، وحتى جانب الصناعات الغذائية ومهارات وفنون الطبخ والتسويق. ناهيكم عن أن المدينة تستقطب على فترتين مرحلتين عمريتين تمثلان فئة الشباب، الأولى من سن التاسعة إلى الخامسة عشر في الفترة الصباحية، والثانية من السادسة عشر إلى الخامسة والثلاثين عاماً.

هذا المشروع الذي بدأته مملكة البحرين كمبادرة ذكية تستهدف الشباب، حصد جوائز هامة على رأسها الجائزة العربية لأفضل مشروع شبابي في وطننا العربي، وسعت دول شقيقة على رأسها الإمارات العربية المتحدة للاطلاع على التجربة، لتصنع بدورها مدينة شباب إماراتية مميزة، وحتى بالأمس لاحظت وجود وفد شبابي إماراتي منخرط في البرامج المتنوعة للمدينة.

وأنا في نهاية زيارتي تمنيت أن أرى هذه التجربة تقوى وتكبر وتتطور، بحيث يخصص لها مكان دائم كمدينة قائمة يمكن استخدامها ليس في الصيف فقط، بل على مدار العام تقام فيها أنشطة وفعاليات عديدة، ويتطور فيها المحاضرون والمدربون والذين بعض منهم هم أصلا من خريجي مدينة الشباب في نسخها السابقة، مع تمنياتي بأن يزيد الدعم الموجه لهذا المشروع من قبل الجهات الرسمية والخاصة، إذ في النهاية مدينة الشباب ٢٠٣٠ ليست مدينة وزارة شئون الشباب والرياضة فقط، بل هي مدينتنا جميعنا في البحرين.

بالتوفيق لكل الجهود المخلصة المبذولة في هذا المشروع المميز، وبالتوفيق لأبنائنا المبدعين، هم عماد مستقبل هذا الوطن الغالي، وبهم نتطور بإذن الله.