«اليوم تحاول أمريكا وإسرائيل وأدوات أمريكا وإسرائيل أن تحاصر مخيمنا، وإمام هذا المخيم هو الإمام خامنئي دام ظله الشريف، ومركز هذا المخيم هو الجمهورية الإسلامية في إيران»، «المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي هو حسين هذا الزمان»، «هذا مخيمنا وهذا إمامنا وهذا قائدنا وهذا حسيننا. في هذه المعركة لا مكان للحياد إما أن تكون مع الحسين أو تكون مع يزيد، المعركة تتجدد والمواجهة تتجدد من جديد»، «سنقول لنتنياهو والصهاينة وكل المتآمرين علينا: نحن قوم لا يمكن أن يُمس بإرادتنا وبعزمنا وبيقيننا وإيماننا، لا حصار ولا تجويع ولا عطش ولا خوف ولا حرب»، «إذا وقف قائدنا الحسيني في هذا الزمن ليقول لنا: هذا الليل قد غشيكم، سنقول له: والله يا سيدنا ويا إمامنا لو نُقتل جميعا لو أننا نعلم أننا نُقتل ثم نُحرق ثم نُنشر في الهواء ثم نُحيا ثم يُفعل بنا ذلك ألف مرة ما تركناك يا ابن الحسين»، «أنا ذراع آية الله خامنئي في لبنان، ونجدد الولاء لمرشد إيران خامنئي وقراراته».
هكذا تحدث الأمين العام لـ»حزب الله» اللبناني، حسن نصرالله، في كلمته التي ألقاها مساء الإثنين الماضي، بمناسبة ذكرى عاشوراء، ليكشف عن سوءاته، ويعلن انتماءه لـ «ولاية الفقيه»، وخامنئي، وفقاً لما بثته قناة «المنار» التابعة للحزب اللبناني.
إن حسن نصرالله، بإعلانه لتلك التصريحات في ذلك التوقيت، يؤكد انقلابه الكامل والتام على الدولة اللبنانية، ولذلك كان من المنطقي أن يقابل هذا الخطاب بالنقد والشجب والاستنكار والتنديد، لاسيما وأن التصعيد الذي حمله خطاب نصرالله، يأتي في وقت تشهد فيه المنطقة توتراً غير مسبوق، خاصة مع نذر الحرب الثالثة، بين الحزب اللبناني وإسرائيل، لاسيما مع استهداف الأخيرة، لوكلاء إيران في المنطقة، وفي 3 بلدان تحديداً، مؤخراً، حيث استهدفت إسرائيل بالقصف، ميليشيات «الحشد الشعبي» في العراق، وميليشيات «حزب الله» في لبنان، وقواعد ومناطق لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني و»حزب الله» في سوريا.
هذا الانتقاد والتنديد لم يقف عند حدود السياسيين والمراقبين والمحللين حيث امتد أيضاً إلى الإعلام، وتمثل في توجيه صحيفة «نداء الوطن» اللبنانية، انتقاداً حاداً، لخطاب وتصريحات نصرالله، في تقرير بليغ، نشرته الصحيفة اللبنانية في صدر صفحتها الأولى، الخميس الماضي، وحمل «المانشيت» القوي، عنواناً جريئاً هو «سفراء جدد في بعبدا... أهلاً بكم في جمهورية خامنئي»، وكتبت في التقرير «من «دويلة داخل الدولة» إلى «دولة داخل الدويلة»... هكذا أضحت الصورة باختصار في لبنان، بعدما أسقطه الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله بالضربة القاضية في قبضة الوليّ الفقيه، مطوّباً إياه ولياً آمراً ناهياً على جمهورية الأرز ومنصّباً إياه قائداً أعلى على حرب اللبنانيين وسلمهم، حيث لا طاعة ولا إمرة لـ»فخامة الرئيس» إنما لـ»سماحة آية الله العظمى إمامنا وقائدنا وسيّدنا السيّد علي الحسيني الخامنئي». فأهلاً وسهلاً بكم سعادة السفراء السبعة الجدد الذين قدمتم أوراق اعتمادكم بالأمس في قصر بعبدا، لتكونوا سفراء بلادكم في «جمهورية الخامنئي» الحاكمة بقوة الأمر الواقع، سيما وأنّ نصرالله قدّم أوراق اعتماد البلد برمّته إلى المرشد الإيراني، بينما «صمت القبور» يكاد يضجّ من صمت أركان الدولة، ولم يُسمع في أرجائها، أقلّه، أي حسّ مسؤول رافض للدخول في كنف المرشد... اللهم إلا من تصريحين اثنين للتاريخ، الأول وضع من خلاله رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع هذا الكلام بحرفيته برسم رئيس الجمهورية، والثاني حذر بموجبه النائب نهاد المشنوق من مغبة «تعريض الشرعية الدولية للبنان لمخاطر كبيرة سياسياً واقتصادياً»، جراء كلام نصرالله.
وبطبيعة الحال، وكما يحدث في لبنان، لم يصدر أي بيان من قصر بعبدا، أو من الحكومة، أو من مجلس النواب، ليدين ويشجب ويستنكر على الأقل ما فضح به نصرالله ولاءه وانتماءه إلى إيران وليس إلى لبنان.
لكن في المقابل، فتحت «نداء الوطن» على نفسها «أبواب جهنم» أنصار إيران، و»حزب الله»، و»ولاية الفقيه»، حيث وجّهت النيابة العامة لدى محكمة التمييز في بيروت كتاباً إلى رئيس قسم المباحث الجنائية المركزية طلبت فيه استدعاء رئيس تحرير صحيفة «نداء الوطن» بشارة شربل والمدير المسؤول عن الصحيفة جورج برباري للحضور إلى جلسة تعقد في قصر عدل بيروت الساعة 9:30 من يوم الأربعاء 18 سبتمبر الحالي، على خلفية العنوان الذي نشرته الصحيفة على صفحتها الأولى الخميس الماضي، وكأن العدالة في لبنان تطبق «قانون ساكسونيا» حرفياً، وبدلاً من اتخاذ موقف حاسم وحازم ضد الأمين العام لـ»حزب الله»، سارع القضاء إلى التحقيق مع الصحافة الوطنية التي استنكرت تصريحات نصرالله، بانقلابه على عروبة لبنان وكيان الدولة. وقد قوبل القرار القضائي باستياء من قبل سياسيين سابقين ونواب في البرلمان وإعلاميين، حيث اعتبر قرار الاستدعاء، مساساً بحرية التعبير، وانتهاكاً صارخاً لحرية الصحافة والإعلام في لبنان، وكان أبرز المنتقدين للقرار، رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة، ووزير العدل السابق أشرف ريفي، والنائبة بولا يعقوبيان، والنائب السابق جواد بولس، والإعلامية ديانا مقلد وغيرهم.
وردت الصحيفة على قرار النيابة العامة في لبنان بافتتاحية الجمعة الماضي، حملت عنوان «العهد أساس الملك»، قالت فيها، «لا يجرؤون على مجرد التعليق على إعلان نصرالله أن لبنان بلد يأتمر بحربه وسلمه بأوامر مرشد إيران، ويشربون «حليب السباع» في مواجهة الصحافة»، فيما وصفت الاستدعاء بأنه «انتقاص فاضح من سيادة الدولة»، محذرة من «تحويل مطرقة القضاء إلى أداة ترويض للصحافة وتطويع لأقلامها».
* وقفة:
أليس من حق «نداء الوطن» أن تستغرب مواقف الذين شربوا حليب السباع ليحققوا مع الصحافة والسلطة الرابعة في انتهاك فاضح للحريات بدلاً من أن يوجهوا سهام نقدهم لمن انقلب على العروبة والدولة اللبنانية لصالح «إمامه وقائده ومرشده خامنئي»؟!
هكذا تحدث الأمين العام لـ»حزب الله» اللبناني، حسن نصرالله، في كلمته التي ألقاها مساء الإثنين الماضي، بمناسبة ذكرى عاشوراء، ليكشف عن سوءاته، ويعلن انتماءه لـ «ولاية الفقيه»، وخامنئي، وفقاً لما بثته قناة «المنار» التابعة للحزب اللبناني.
إن حسن نصرالله، بإعلانه لتلك التصريحات في ذلك التوقيت، يؤكد انقلابه الكامل والتام على الدولة اللبنانية، ولذلك كان من المنطقي أن يقابل هذا الخطاب بالنقد والشجب والاستنكار والتنديد، لاسيما وأن التصعيد الذي حمله خطاب نصرالله، يأتي في وقت تشهد فيه المنطقة توتراً غير مسبوق، خاصة مع نذر الحرب الثالثة، بين الحزب اللبناني وإسرائيل، لاسيما مع استهداف الأخيرة، لوكلاء إيران في المنطقة، وفي 3 بلدان تحديداً، مؤخراً، حيث استهدفت إسرائيل بالقصف، ميليشيات «الحشد الشعبي» في العراق، وميليشيات «حزب الله» في لبنان، وقواعد ومناطق لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني و»حزب الله» في سوريا.
هذا الانتقاد والتنديد لم يقف عند حدود السياسيين والمراقبين والمحللين حيث امتد أيضاً إلى الإعلام، وتمثل في توجيه صحيفة «نداء الوطن» اللبنانية، انتقاداً حاداً، لخطاب وتصريحات نصرالله، في تقرير بليغ، نشرته الصحيفة اللبنانية في صدر صفحتها الأولى، الخميس الماضي، وحمل «المانشيت» القوي، عنواناً جريئاً هو «سفراء جدد في بعبدا... أهلاً بكم في جمهورية خامنئي»، وكتبت في التقرير «من «دويلة داخل الدولة» إلى «دولة داخل الدويلة»... هكذا أضحت الصورة باختصار في لبنان، بعدما أسقطه الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله بالضربة القاضية في قبضة الوليّ الفقيه، مطوّباً إياه ولياً آمراً ناهياً على جمهورية الأرز ومنصّباً إياه قائداً أعلى على حرب اللبنانيين وسلمهم، حيث لا طاعة ولا إمرة لـ»فخامة الرئيس» إنما لـ»سماحة آية الله العظمى إمامنا وقائدنا وسيّدنا السيّد علي الحسيني الخامنئي». فأهلاً وسهلاً بكم سعادة السفراء السبعة الجدد الذين قدمتم أوراق اعتمادكم بالأمس في قصر بعبدا، لتكونوا سفراء بلادكم في «جمهورية الخامنئي» الحاكمة بقوة الأمر الواقع، سيما وأنّ نصرالله قدّم أوراق اعتماد البلد برمّته إلى المرشد الإيراني، بينما «صمت القبور» يكاد يضجّ من صمت أركان الدولة، ولم يُسمع في أرجائها، أقلّه، أي حسّ مسؤول رافض للدخول في كنف المرشد... اللهم إلا من تصريحين اثنين للتاريخ، الأول وضع من خلاله رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع هذا الكلام بحرفيته برسم رئيس الجمهورية، والثاني حذر بموجبه النائب نهاد المشنوق من مغبة «تعريض الشرعية الدولية للبنان لمخاطر كبيرة سياسياً واقتصادياً»، جراء كلام نصرالله.
وبطبيعة الحال، وكما يحدث في لبنان، لم يصدر أي بيان من قصر بعبدا، أو من الحكومة، أو من مجلس النواب، ليدين ويشجب ويستنكر على الأقل ما فضح به نصرالله ولاءه وانتماءه إلى إيران وليس إلى لبنان.
لكن في المقابل، فتحت «نداء الوطن» على نفسها «أبواب جهنم» أنصار إيران، و»حزب الله»، و»ولاية الفقيه»، حيث وجّهت النيابة العامة لدى محكمة التمييز في بيروت كتاباً إلى رئيس قسم المباحث الجنائية المركزية طلبت فيه استدعاء رئيس تحرير صحيفة «نداء الوطن» بشارة شربل والمدير المسؤول عن الصحيفة جورج برباري للحضور إلى جلسة تعقد في قصر عدل بيروت الساعة 9:30 من يوم الأربعاء 18 سبتمبر الحالي، على خلفية العنوان الذي نشرته الصحيفة على صفحتها الأولى الخميس الماضي، وكأن العدالة في لبنان تطبق «قانون ساكسونيا» حرفياً، وبدلاً من اتخاذ موقف حاسم وحازم ضد الأمين العام لـ»حزب الله»، سارع القضاء إلى التحقيق مع الصحافة الوطنية التي استنكرت تصريحات نصرالله، بانقلابه على عروبة لبنان وكيان الدولة. وقد قوبل القرار القضائي باستياء من قبل سياسيين سابقين ونواب في البرلمان وإعلاميين، حيث اعتبر قرار الاستدعاء، مساساً بحرية التعبير، وانتهاكاً صارخاً لحرية الصحافة والإعلام في لبنان، وكان أبرز المنتقدين للقرار، رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة، ووزير العدل السابق أشرف ريفي، والنائبة بولا يعقوبيان، والنائب السابق جواد بولس، والإعلامية ديانا مقلد وغيرهم.
وردت الصحيفة على قرار النيابة العامة في لبنان بافتتاحية الجمعة الماضي، حملت عنوان «العهد أساس الملك»، قالت فيها، «لا يجرؤون على مجرد التعليق على إعلان نصرالله أن لبنان بلد يأتمر بحربه وسلمه بأوامر مرشد إيران، ويشربون «حليب السباع» في مواجهة الصحافة»، فيما وصفت الاستدعاء بأنه «انتقاص فاضح من سيادة الدولة»، محذرة من «تحويل مطرقة القضاء إلى أداة ترويض للصحافة وتطويع لأقلامها».
* وقفة:
أليس من حق «نداء الوطن» أن تستغرب مواقف الذين شربوا حليب السباع ليحققوا مع الصحافة والسلطة الرابعة في انتهاك فاضح للحريات بدلاً من أن يوجهوا سهام نقدهم لمن انقلب على العروبة والدولة اللبنانية لصالح «إمامه وقائده ومرشده خامنئي»؟!