مع زحام الحياة وتحول حياتنا من حياة عادية إلى حياة رقمية تبحر في فضاء التواصل الاجتماعي فقد الكثيرون هوياتهم أمام هذه الغيوم وعوالم التواصل الاجتماعي، فهوس البحث عن الاهتمام و»الاتنشن» أصبح شغلاً شاغلاً لشريحة كبيرة من الشعوب، وأصبحت هي حياتهم الحقيقية بدلاً عن كونها عوالم افتراضية، فهي من يقرر مزاجيته وهي من يقرر مسار يومه وربما كل حياته.
إن تغيب الجيل الناشئ عن الواقع وغرقه في زحام العوالم الافتراضية أدى إلى وجود نوع جديد من الإدمان وهو إدمان الاهتمام «الاتنشن» لدرجة أن بعضهم يبحث عن المديح أو التعاطف وتفاعل المتابعين ومرتادي هذه الشبكات بأي طريقة ممكنة ولو كانت على حساب نفسه، فالبعض يثير السخرية على نفسه ويجعل من نفسه أضحوكة لينشر مقطع فيديو يتم تداوله بين الشبكات وتكثر التعليقات عليه، وهناك أخرى تبحث عن الاهتمام فتتصنع خبر موتها أو إصابتها بمرض السرطان «عافانا الله وإياكم وشفى كل مبتلى به» لمجرد كسب التعاطف وزيادة في عدد المتابعين، إذ يشعر من يعانون من حالات النقص الداخلي أن قيمتهم تزداد وثقتهم بأنفسهم تنفجر مع زيادة عدد المتابعين.
كما أن هناك نوعاً آخر من الباحثين عن «الأتنشن» وهو نوع صعب جداً ومثابر جداً، فهو تارة صانع قوالب كوميدية في الإنستغرام، ولكن لا تمشي ضحكات المتابعين بما يهواه وكما توقع، فيتحول بين ليلة وضحاها لباحث عن الإيجابية ومقدم لنصائح لا يدرك معنى معظمها، وصدمة أخرى تقابله حيث إن ذوق الجمهور قد ولى عن هذا النوع من المقاطع وأصبح يميل للدين بحكم اقتراب أي موسم ديني، فيتحول إلى داعية ويتحدث عن الدين وينقل الفتاوى ويمطر حسابه بالقرآن عل وعسى أن «تلقح» معه ويتفاعل معه رواد الشبكات ولكن للأسف لم يحصل على أي شيء من أحلامه، وأصبح الكثير من الأشياء حتى نسي من هو.
ومن الأنواع المنتشرة بكثرة هذه الأيام هو استغلال الشكل للحصول على المتابعين، وتأتي هذه الفكرة في الأغلب لدى البنات فتجدها قد بدأت حسابها كبلوغر ولكنها لم توفق في الطرح أو لم يتقبلها الجمهور لأي سبب من الأسباب، فتبدأ بالتنازل عن بعض مبادئها التي سبقت وتحدثت عنها وعن أهميتها في أحد «سناباتها» فتبدأ مثلاً بإثارة الجدل، وعرض صورها بشكل أكبر للحصول على شريحة جديدة من المتابعين، وتخبرني أحد «الفاشنستات» خلال إحدى الندوات التي شاركت فيها معها أنها كلما شعرت بخمول بين متابعيها قامت بإنزال صورة فيها شيء من الجرأة ليتنشط الحساب ومن ثم تزيلها أو لربما تبقيها إذا أعجبها هذا التفاعل.
إن الخسارة الكبرى هي أن يخسر الإنسان نفسه في محاولة انتحال شخصيات أخرى لا تناسبه أو يكون شخصيته حسب ما يطلبه المشاهدون أو من أجل إرضاء شخص معين حتى يبدأ في الغرق في هذه الشخصيات التي تترك ترسباتها دائماً في خوافقنا وينتهي به الوضع في فقدان نفسه القديمة.
{{ article.visit_count }}
إن تغيب الجيل الناشئ عن الواقع وغرقه في زحام العوالم الافتراضية أدى إلى وجود نوع جديد من الإدمان وهو إدمان الاهتمام «الاتنشن» لدرجة أن بعضهم يبحث عن المديح أو التعاطف وتفاعل المتابعين ومرتادي هذه الشبكات بأي طريقة ممكنة ولو كانت على حساب نفسه، فالبعض يثير السخرية على نفسه ويجعل من نفسه أضحوكة لينشر مقطع فيديو يتم تداوله بين الشبكات وتكثر التعليقات عليه، وهناك أخرى تبحث عن الاهتمام فتتصنع خبر موتها أو إصابتها بمرض السرطان «عافانا الله وإياكم وشفى كل مبتلى به» لمجرد كسب التعاطف وزيادة في عدد المتابعين، إذ يشعر من يعانون من حالات النقص الداخلي أن قيمتهم تزداد وثقتهم بأنفسهم تنفجر مع زيادة عدد المتابعين.
كما أن هناك نوعاً آخر من الباحثين عن «الأتنشن» وهو نوع صعب جداً ومثابر جداً، فهو تارة صانع قوالب كوميدية في الإنستغرام، ولكن لا تمشي ضحكات المتابعين بما يهواه وكما توقع، فيتحول بين ليلة وضحاها لباحث عن الإيجابية ومقدم لنصائح لا يدرك معنى معظمها، وصدمة أخرى تقابله حيث إن ذوق الجمهور قد ولى عن هذا النوع من المقاطع وأصبح يميل للدين بحكم اقتراب أي موسم ديني، فيتحول إلى داعية ويتحدث عن الدين وينقل الفتاوى ويمطر حسابه بالقرآن عل وعسى أن «تلقح» معه ويتفاعل معه رواد الشبكات ولكن للأسف لم يحصل على أي شيء من أحلامه، وأصبح الكثير من الأشياء حتى نسي من هو.
ومن الأنواع المنتشرة بكثرة هذه الأيام هو استغلال الشكل للحصول على المتابعين، وتأتي هذه الفكرة في الأغلب لدى البنات فتجدها قد بدأت حسابها كبلوغر ولكنها لم توفق في الطرح أو لم يتقبلها الجمهور لأي سبب من الأسباب، فتبدأ بالتنازل عن بعض مبادئها التي سبقت وتحدثت عنها وعن أهميتها في أحد «سناباتها» فتبدأ مثلاً بإثارة الجدل، وعرض صورها بشكل أكبر للحصول على شريحة جديدة من المتابعين، وتخبرني أحد «الفاشنستات» خلال إحدى الندوات التي شاركت فيها معها أنها كلما شعرت بخمول بين متابعيها قامت بإنزال صورة فيها شيء من الجرأة ليتنشط الحساب ومن ثم تزيلها أو لربما تبقيها إذا أعجبها هذا التفاعل.
إن الخسارة الكبرى هي أن يخسر الإنسان نفسه في محاولة انتحال شخصيات أخرى لا تناسبه أو يكون شخصيته حسب ما يطلبه المشاهدون أو من أجل إرضاء شخص معين حتى يبدأ في الغرق في هذه الشخصيات التي تترك ترسباتها دائماً في خوافقنا وينتهي به الوضع في فقدان نفسه القديمة.