مائة عام من الولاء لحكامنا.. مائة عام من الوفاء للشعب.. مائة عام من العطاء والفداء للأرض.

مائة عام من البطولات والتضحية والإخلاص والإنجازات لهذه الأرض الحبيبة.. طيلة مائة عام، البحرين كانت السور الحصين، والدرع الواقي، من كل ما يهدد أمنها واستقرارها.. قلعة أمنية حصينة حفظها الله ومن ثم رجال أمن ذوي شجاعة وكفاءة متميزة وهمة قتالية عالية بقيادة حكامها آل خليفة الكرام.. لقد كانت شرطة البحرين سوراً صامداً تتكسر عليه كل مؤامرات الأعداء.. هذا ما سيدور بخلد كل من تابع مشاهد احتفالية مئوية الشرطة الذي أقامته وزارة الداخلية على استاد البحرين الوطني بمناسبة مرور مائة عام على تأسيس شرطة البحرين تحت رعاية سامية من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه.

الاحتفال كان من أروع الاحتفالات الوطنية التي شهدناها حيث استخدمت فيه تقنيات فنية وتكنولوجية متطورة عالية المستوى وهي سابقة في تاريخ احتفالاتنا الوطنية والأمنية أن نشهد احتفالاً ضخماً يتم خلاله استخدام أنظمة تكنولوجية مع الاستعراضات واللوحات الفنية الوطنية، لقد كان بمثابة فيلم تاريخي متسلسل ومشوق للغاية لدرجة أننا لم نشعر بالوقت وهو يمر وجاء بشكل مبتكر ترى فيه من يؤدون هذا الفيلم أمامك وبشكل مباشر وتكون جزءاً منهم وأنت لا تدري!

من بعض الكلمات اللافتة التي تضمنتها كلمة جلالة الملك حفظه الله ورعاه «من حق الوطن أن يفتخر بأبنائه ويستذكر مواقفهم فالمواطنون المخلصون تفخر بهم الأجيال ويخلدهم التاريخ بأحرف من نور»، «تعبيراً عن اعتزازنا وتقديرنا للدور الفاعل للشرطة فقد أمرنا باستحداث الوسام الملكي للشرطة ويمنح للذين قدموا أعمالاً أمنية استثنائية أظهروا فيها الشجاعة والبسالة وكذلك وسام الخدمة الأمنية المميزة لمن لهم سجل حافل بالعطاء والإنجاز ويتحلون بأخلاقيات العمل الأمني»، وهذه التوجيهات السامية بالتأكيد تغرس وتنمي وتحفز على العطاء أكثر وخلق الروح الوطنية الإيجابية وتستكمل ما بدأه صاحب العظمة الشيخ عيسى بن علي آل خليفة من جهود كبيرة لأجل المنظومة الأمنية في البحرين.

كما من الكلمات اللافتة ما تفضل به الفريق أول ركن معالي الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية حينما قال: «هذه الاحتفالية تعيدنا إلى صفحات مشرقة من مسيرة البحرين في عهد مؤسس أركان الدولة الحديثة صاحب العظمة المغفور له بإذنه الشيخ عيسى بن علي آل خليفة فأمر بتأسيس الشرطة لحفظ الأمن الداخلي للبحرين وأهلها.. ذكرى مرور مائة عام على تأسيس شرطة البحرين هي استنهاض لذاكرة الوطن وعزائم الرجال وهمم المخلصين الأوائل الذين حملوا رسالة الحق ورسالة العمل الأمني بكل تفانٍ وإخلاص».

طيلة الحفل لفت انتباهنا ما كان يقوم به الجمهور الحاضر خلال كلمة جلالة الملك ومعالي وزير الداخلية حفظهما الله بل الجميل أن الحضور كان خلال النقل المباشر على الشاشات الموجودة بموقع الاحتفال الذي يعرض كل فترة موكب جلالة الملك وهو قادم إلى موقع الاحتفال يقوم بالتصفيق والهتاف قبل وصول جلالته! وازداد التصفيق والتحيات فور دخوله وتوجهه إلى المنصة ومن الأمور الجميلة التي تؤكد اعتزاز الشعب البحريني بالتضحيات النفيسة والجهود الثمينة التي قدمها رجال الأمن البواسل قيامه بالتصفيق بشكل متكرر خلال كلمة وزير الداخلية وتوجيهه لتحية إلى مصابي الأمن المخلصين وشهداء الواجب ومنتسبي وزارة الداخلية من ضباط وضباط صف وأفراد والكوادر المدنية وازداد التصفيق أكثر مع تحية وزير الداخلية لعائلات الشرطة وذويهم وتلك مفخرة على العالم أجمع أن يستوعبها أن شعب مملكة البحرين الوفي مع رجال أمنه دائماً وأبداً ويقدر جهودهم الأمنية وهذه هي الحقيقة التي يجب أن تصل لكل من تحرف أمامه الحقائق خارجياً وعاد التصفيق رغم إنهاء وزير الداخلية لكلمته عندما كان يسير مغادراً متجهاً نحو المنصة وكأنها رسالة شكر من شعب البحرين إلى مهندس الأمن الداخلي وقائد الشرطة.

شرطة البحرين كانت أول من تصدى للإرهاب الإيراني في الداخل البحريني وضحى الكثير منهم بحياته لأجل الحفاظ على البحرين والاحتفالية أكدت للجميع أن شرطة البحرين شرطة عصرية متطورة تستخدم أحدث التقنيات والأجهزة التكنولوجية المتطورة في التعامل الأمني بل هناك أسود خلف الكواليس لا يظهرون إلا وقت الحاجة كما ظهروا خلال الاحتفال وانبهر بادائهم ومهاراتهم الحضور فشرطة البحرين قصة ملهمة للدول المجاورة في كيفية التفاني والتضحية بالروح والعطاء بل المشاهد التي فيه نحسبها مهيبة لخصوم البحرين وهم يتابعونه ويجعلهم يعيدون حسابات مخططاتهم فشرطة البحرين قلعة شامخة لا تخترق!

أخبرتنا إحدى الإعلاميات الحاضرات: هذه الاحتفالية ستتعب كثيراً من سينظم مهرجان وطني أو احتفالية مماثلة.. اعتبر نفسي احتفلت باليوم الوطني البحريني وبدورنا نقول هذه الاحتفالية سابقة على مستوى احتفالاتنا الوطنية وسيؤرخها التاريخ الحاضر الى ما بعد مائة عام من الآن بل وسيستحضر لأجيال ما بعد مائة عام تفاصيل ما تم وجرى وتفاصيل هذا الوفاء والولاء من شعب محب لقائد عظيم فهذا تاريخ يروى وكما يروى لنا الآن وروي خلال الاحتفال تاريخ الشيخ أحمد الفاتح حاكم البحرين وتوابعها والذي أعاد البحرين إلى عمقها العربي بعد الاحتلال الفارسي سيروى تاريخ ملك القلوب الملك حمد حفظه الله ورعاه الذي كان قبطان السفينة وقاد البحرين إلى مرساها العربي بحنكة قائد ماهر مع رجال امنه المخلصين وشعبه الأوفياء الذين ثبتوا لأجل صون البحرين والحفاظ على شرعيتها وعمقها الخليجي والعربي حتى لا يصدر الإرهاب منها إلى دول الخليج العربي ليقول له الشعب «دام عزك يا حمد»، وكما قال رجال الأمن في ختام الاحتفالية، «يعيش جلالة الملك حمد»، هكذا سيرددها الشعب البحريني ورجال الأمن المخلصين لجلالته دائماً.

وكما قال جلالته «من حق الوطن ان يفتخر بأبنائه»، نقول من حق الشعب أن يفرح برجال أمنه ويحتفي بعطاءاتهم طيلة مائة عام فشكراً وزارة الداخلية على هذا الاحتفالية التاريخية.