ثقافة العطاء هي تلك الثقافة التي لن تجدها في المدارس ولا في المقررات الدراسية، هي ثقافة تحصدها في نفسك بعد أن بذر فيك والداك هذه البذرة لتشعر بحس المسؤولية الاجتماعية والشعور بالآخر، هي الابتعاد عن التفكير بالنفس وبدء التفكير في العيش من أجل الآخرين بعيداً عن حب الأنا ومشاركة الآخرين همومهم وأحزانهم والشعور بما ينقصهم.
أحد أبرز تجسدات ثقافة العطاء تتجسد في حملة نور بوبيان 4، فللسنة الرابعة على التوالي ينطلق بنك بوبيان لعمليات إعادة البصر في أفريقيا بالتعاون مع الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية وبتنظيم فريق الدينارين مع وفد من الأطباء وجراحي العيون والمتطوعين الذين انطلقت معهم إلى النيجر، تلك الدولة الفقيرة جداً والتي تفتقر لأبسط مقومات العيش الكريم.
ومع حديثي مع ممثل الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية بالنيجر عن حالات المياه البيضاء في النيجر، وجدت أن الحاجة كبيرة جداً ولن يستطيع فرد أو مؤسسة واحدة علاج كل الحالات، فبحسب الإحصائيات الأخيرة أن عدد المصابين بالمياه البيضاء يتجاوز مليوني حالة في مختلف مناطق وقرى النيجر!!
إن عملية المياه البيضاء هي عملية جراحية بسيطة وخالية من التعقيد تتم خلال ربع ساعة فقط بمبلغ 100 دولار، يستعيد من خلالها الشخص حاسة البصر التي هي عبارة عن حياة جديدة تهديها لهذا الشخص ليتحول من إنسان عاجز إلى إنسان منتج في المجتمع، باختصار، هذه العملية تعطيه النور في بصره وحياة جديدة، فالعاطل يذهب للعمل والطالب يعود لدراسته ويبحث عن مستقبله، وكل هذا بأياديكم الكريمة وبمبلغ 100 دولار، والذي نصرفه نحن بشكل لا شعوري على «طلعة ويكند» أو كماليات ولكنها هنا تعني حياة جديدة لمن هم تحت خط الفقر.
وبجانب العمليات الجراحية التي يقوم بها الطاقم الطبي الكويتي وانطلاقاً من المسؤولية الاجتماعية، ولأن الاستثمار في بناء الإنسان هو استثمار في بناء المستقبل يقوم بنك بوبيان هذه السنة بتقديم 15 منحة دراسية للماجستير والدكتوراه في تخصص جراحة العيون، وذلك لزيادة عدد الأطباء القادرين على إجراء العمليات الجراحية من داخل البلد ليقوم أهله بخدمته ويكون تواجدهم دائماً.
إن رحلات التطوع والإغاثة تصقل النفس البشرية وتعلمها أن كل تلك الرفاهية التي نعيشها ما هي إلا من فضل الله علينا، فتجد نفسك تحتقر كل ما كنت ترجو امتلاكه من كماليات وتحول كل تلك المبالغ التي كنت تنوي وضعها في رفاهيتك إلى تغيير حياة فرد في جانب آخر من العالم.
* نقطة حبر:
أكملت أمس أربع عشرة سنة في بيتي الثاني صحيفة «الوطن» التي نشأت بين كواليسها من عمر مبكرة تعلمت فيها أصول العمل الإعلامي وكل ذلك بفضل من الله ثم بفضل العم هشام الريس الذي فتح كل الأبواب لي منذ مرحلة عمرية مبكرة لأكون شخصية محبة للكتابة والصحافة.
ولا أنسى معلمي الأول في عالم الصحافة والكتابة والأدب أستاذي الغالي وأول رئيس تحرير لصحيفة «الوطن» محمد البنكي، رحمه الله، الذي قال لي يوماً «عندما رأيتك للمرة لم أتوقع أن يكون كل هذا الإبداع والتألق منخوراً فيك وأنا على ثقة بأن القادم أجمل» هي كلمات أتمنى لو أنك هنا لتفخر بما يفعل تلميذك الذي لم يحد يوماً عن تلك القواعد التي رسمتها لي يا بوجاسم.
أحد أبرز تجسدات ثقافة العطاء تتجسد في حملة نور بوبيان 4، فللسنة الرابعة على التوالي ينطلق بنك بوبيان لعمليات إعادة البصر في أفريقيا بالتعاون مع الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية وبتنظيم فريق الدينارين مع وفد من الأطباء وجراحي العيون والمتطوعين الذين انطلقت معهم إلى النيجر، تلك الدولة الفقيرة جداً والتي تفتقر لأبسط مقومات العيش الكريم.
ومع حديثي مع ممثل الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية بالنيجر عن حالات المياه البيضاء في النيجر، وجدت أن الحاجة كبيرة جداً ولن يستطيع فرد أو مؤسسة واحدة علاج كل الحالات، فبحسب الإحصائيات الأخيرة أن عدد المصابين بالمياه البيضاء يتجاوز مليوني حالة في مختلف مناطق وقرى النيجر!!
إن عملية المياه البيضاء هي عملية جراحية بسيطة وخالية من التعقيد تتم خلال ربع ساعة فقط بمبلغ 100 دولار، يستعيد من خلالها الشخص حاسة البصر التي هي عبارة عن حياة جديدة تهديها لهذا الشخص ليتحول من إنسان عاجز إلى إنسان منتج في المجتمع، باختصار، هذه العملية تعطيه النور في بصره وحياة جديدة، فالعاطل يذهب للعمل والطالب يعود لدراسته ويبحث عن مستقبله، وكل هذا بأياديكم الكريمة وبمبلغ 100 دولار، والذي نصرفه نحن بشكل لا شعوري على «طلعة ويكند» أو كماليات ولكنها هنا تعني حياة جديدة لمن هم تحت خط الفقر.
وبجانب العمليات الجراحية التي يقوم بها الطاقم الطبي الكويتي وانطلاقاً من المسؤولية الاجتماعية، ولأن الاستثمار في بناء الإنسان هو استثمار في بناء المستقبل يقوم بنك بوبيان هذه السنة بتقديم 15 منحة دراسية للماجستير والدكتوراه في تخصص جراحة العيون، وذلك لزيادة عدد الأطباء القادرين على إجراء العمليات الجراحية من داخل البلد ليقوم أهله بخدمته ويكون تواجدهم دائماً.
إن رحلات التطوع والإغاثة تصقل النفس البشرية وتعلمها أن كل تلك الرفاهية التي نعيشها ما هي إلا من فضل الله علينا، فتجد نفسك تحتقر كل ما كنت ترجو امتلاكه من كماليات وتحول كل تلك المبالغ التي كنت تنوي وضعها في رفاهيتك إلى تغيير حياة فرد في جانب آخر من العالم.
* نقطة حبر:
أكملت أمس أربع عشرة سنة في بيتي الثاني صحيفة «الوطن» التي نشأت بين كواليسها من عمر مبكرة تعلمت فيها أصول العمل الإعلامي وكل ذلك بفضل من الله ثم بفضل العم هشام الريس الذي فتح كل الأبواب لي منذ مرحلة عمرية مبكرة لأكون شخصية محبة للكتابة والصحافة.
ولا أنسى معلمي الأول في عالم الصحافة والكتابة والأدب أستاذي الغالي وأول رئيس تحرير لصحيفة «الوطن» محمد البنكي، رحمه الله، الذي قال لي يوماً «عندما رأيتك للمرة لم أتوقع أن يكون كل هذا الإبداع والتألق منخوراً فيك وأنا على ثقة بأن القادم أجمل» هي كلمات أتمنى لو أنك هنا لتفخر بما يفعل تلميذك الذي لم يحد يوماً عن تلك القواعد التي رسمتها لي يا بوجاسم.