خمسون عاماً مرت، وحلم الفوز بالكأس يراودنا، خمسون عاما، وبطولة كأس الخليج أمل بالنسبة إلى الجمهور البحريني، فمنذ انطلاقة كأس الخليج لبطولة كرة القدم عام 1970 من أرض البحرين، وهم يعلقون الأمل على أقدام اللاعبين التي تراقص الكرة علها تودعها في الشباك فينال المنتخب الفوز ويظفر بالكأس، وقد طال هذا الصبر حتى شعر البعض أن حلمهم بات سراباً، وغدا الأمل في قائمة المستحيلات عند البعض، إلا أن هذا الحلم والأمل أصبحا واقعاً في عصر الذهب، فها هو المنتخب البحريني يحصد الفوز ويظفر بلقب «خليجي 24»، فيدخل التاريخ من أوسع أبوابه، ها هو المنتخب البحريني يحقق حلم الجمهور بعد طول انتظار.
لقد خاضوا منافسات هذه البطولة بجداره واجتهدوا، وأبدعوا في التخطيط في الملعب حتى وصلوا لغايتهم وحققوا هذه النتيجة المشرفة فأصبح الكأس بحرينياً في الدورة الرابعة والعشرين عام 2019، فتألقوا وتسلموا الكأس من أرض الدوحة ليتلألأ في سماء البحرين، ورفعوا علم البحرين عالياً وحققوا حلم الجماهير البحرينية التي طالما انتظرت هذا اليوم وعلقت الآمال على شباب المنتخب البحريني لكرة القدم.
وعند إعلان فوز المنتخب البحريني خرجت الجماهير البحرينية للشوارع لتعبر عن مشاعر الفرح فتحتفل وتعلي أصواتها بأغنيات وطنية وتردد أناشيد الفوز في المباريات، فترى شوارع البحرين تضم جميع المواطنين والمقيمين بأطيافهم المختلفة جمعتهم فرحة الفوز والاعتزاز بالتميز، ليرفعوا جميعا العلم الأحمر شامخاً، ومما يثلج الصدر أن ترى شوارع البحرين تعج بالجمهور السعودي الذي خاض منتخبه المنافسة النهائية على الكأس ضد منتخب البحرين، ومع أنه خسر المنافسة إلا أننا وجدنا الجمهور السعودي يشارك الجمهور البحريني فرحته بالفوز بالكأس، فهم يحملون علم البحرين بيد وعلم السعودية في اليد الأخرى، وكذلك فعل جمهور باقي دول الخليج، حتى شعرنا أن الكأس قسمة بيننا، ليس هذا فحسب بل تابعنا جميعا مظاهر الفرح التي عمت شوارع دول الخليج بفوز منتخب البحرين بالكأس وعبروا عن فرحتهم بطرق مختلفة، لعمري إنهم قدموا درساً راقياً في الأخلاق الرياضية.
كثيراً ما شاهدنا على شاشات التلفاز في مباريات بدول مختلفة شجارات تدب بين المشجعين على المدرجات فأحياناً يقوم مشجعو الفريق الخاسر بتكسير المدرجات غضباً، وأحياناً نشاهد العراك والضرب بين مشجعي الفريق الفائز والفريق الخاسر، والبعض يضرب الحكم احتجاجاً على نتيجة المباراة ويتجاوز هذا العراك إلى حد تدخل الشرطة والقبض على المخربين، وقد يعاقب الفريق نتيجة سوء تصرفات الجمهور بالحرمان من المشاركة في بعض المباريات، كل هذه المشاهد غابت عن مباريات كأس الخليج، ففي كأس الخليج «خليجي 24»، كانت الروح الرياضية عالية لدى الجمهور، فبمجرد أن صفر الحكم صفارة ختام الدوري تجاوز جمهور ولاعبو الفرق الخاسرة مشاعر الهزيمة واستبدلوها بمشاعر الفرح لإخوتهم البحرينيين فطموحهم لنيل الكأس لم ينسيهم روابط الأخوة والمحبة بينهم، لم ينسوا أن أبناء الخليج شعب واحد مترابط، فكأنما أرادوا أن يشهد العالم بأسره بأن خليجنا واحد وشعبنا واحد.
هم جسدوا للعالم معنى الروح الرياضية العالية، وأعطوا درساً في الأخلاق الرياضية الراقية، هم قدموا نموذجاً فريداً لفرق تتنافس على الفوز ثم تنهي المنافسة بمشاركة الفائز فرحته، فهم أنموذج يحتذى به في الرقي وفي الأخلاق الرياضية، فلهم منا ألف تحية ولهم منا كل التقدير. وقد أردت أن أسطر في مقالي هذا موقفهم الرائع لتقرأه الأجيال القادمة فتقتدي وتحتذي بهم... ودمتم أبناء خليجنا سالمين.
{{ article.visit_count }}
لقد خاضوا منافسات هذه البطولة بجداره واجتهدوا، وأبدعوا في التخطيط في الملعب حتى وصلوا لغايتهم وحققوا هذه النتيجة المشرفة فأصبح الكأس بحرينياً في الدورة الرابعة والعشرين عام 2019، فتألقوا وتسلموا الكأس من أرض الدوحة ليتلألأ في سماء البحرين، ورفعوا علم البحرين عالياً وحققوا حلم الجماهير البحرينية التي طالما انتظرت هذا اليوم وعلقت الآمال على شباب المنتخب البحريني لكرة القدم.
وعند إعلان فوز المنتخب البحريني خرجت الجماهير البحرينية للشوارع لتعبر عن مشاعر الفرح فتحتفل وتعلي أصواتها بأغنيات وطنية وتردد أناشيد الفوز في المباريات، فترى شوارع البحرين تضم جميع المواطنين والمقيمين بأطيافهم المختلفة جمعتهم فرحة الفوز والاعتزاز بالتميز، ليرفعوا جميعا العلم الأحمر شامخاً، ومما يثلج الصدر أن ترى شوارع البحرين تعج بالجمهور السعودي الذي خاض منتخبه المنافسة النهائية على الكأس ضد منتخب البحرين، ومع أنه خسر المنافسة إلا أننا وجدنا الجمهور السعودي يشارك الجمهور البحريني فرحته بالفوز بالكأس، فهم يحملون علم البحرين بيد وعلم السعودية في اليد الأخرى، وكذلك فعل جمهور باقي دول الخليج، حتى شعرنا أن الكأس قسمة بيننا، ليس هذا فحسب بل تابعنا جميعا مظاهر الفرح التي عمت شوارع دول الخليج بفوز منتخب البحرين بالكأس وعبروا عن فرحتهم بطرق مختلفة، لعمري إنهم قدموا درساً راقياً في الأخلاق الرياضية.
كثيراً ما شاهدنا على شاشات التلفاز في مباريات بدول مختلفة شجارات تدب بين المشجعين على المدرجات فأحياناً يقوم مشجعو الفريق الخاسر بتكسير المدرجات غضباً، وأحياناً نشاهد العراك والضرب بين مشجعي الفريق الفائز والفريق الخاسر، والبعض يضرب الحكم احتجاجاً على نتيجة المباراة ويتجاوز هذا العراك إلى حد تدخل الشرطة والقبض على المخربين، وقد يعاقب الفريق نتيجة سوء تصرفات الجمهور بالحرمان من المشاركة في بعض المباريات، كل هذه المشاهد غابت عن مباريات كأس الخليج، ففي كأس الخليج «خليجي 24»، كانت الروح الرياضية عالية لدى الجمهور، فبمجرد أن صفر الحكم صفارة ختام الدوري تجاوز جمهور ولاعبو الفرق الخاسرة مشاعر الهزيمة واستبدلوها بمشاعر الفرح لإخوتهم البحرينيين فطموحهم لنيل الكأس لم ينسيهم روابط الأخوة والمحبة بينهم، لم ينسوا أن أبناء الخليج شعب واحد مترابط، فكأنما أرادوا أن يشهد العالم بأسره بأن خليجنا واحد وشعبنا واحد.
هم جسدوا للعالم معنى الروح الرياضية العالية، وأعطوا درساً في الأخلاق الرياضية الراقية، هم قدموا نموذجاً فريداً لفرق تتنافس على الفوز ثم تنهي المنافسة بمشاركة الفائز فرحته، فهم أنموذج يحتذى به في الرقي وفي الأخلاق الرياضية، فلهم منا ألف تحية ولهم منا كل التقدير. وقد أردت أن أسطر في مقالي هذا موقفهم الرائع لتقرأه الأجيال القادمة فتقتدي وتحتذي بهم... ودمتم أبناء خليجنا سالمين.