الجمعية البحرينية لتنمية المرأة ليست مجرد جمعية نسوية ذات طابع تقليدي في رؤيتها وأهدافها، وإنما هي علامة بارزة للعمل المؤسسي المحترف، تعمل بمنهجية وفق استراتيجيات واضحة، من أجل تحقيق رؤيتها لخدمة المرأة والأسرة والمجتمع.

الجمعية البحرينية لتنمية المرأة تأسست عام 2002 لتأخذ على عاتقها منذ ذلك الحين إلى الآن تنمية المرأة والنهوض بها وتقدمها في جميع المجالات إيماناً بأن المرأة شريك فاعل للتنمية الشاملة لأسرتها ومجتمعها.

الجمعية البحرينية لتنمية المرأة تكرم المشاركين في برنامج جليس – الفوج الثاني – برعاية كريمة من سمو الشيخة زين بنت خالد بن عبدالله آل خليفة الرئيس الفخري للجمعية، فمشروع «جليس المسن» هو أحد مشاريع الجمعية، وأحد دلالات العمل المؤسسي الناجح، فالمشروع حاز على منحة مالية من وزارة العمل والتنمية الاجتماعية لمنظمات المجتمع المدني في عام 2006، ويهدف إلى إعداد كوادر وطنية من جنسيْ النساء والرجال، لرعاية كبار السن من المواطنين في دور رعاية المسنين أو رعايتهم في بيوتهم، بحيث يتم تدريب المنتسبين وفق برنامج معد خصيصاً من كلية العلوم الصحية لمدة لا تقل عن ستة شهور، وذلك بحسب قوانين وأنظمة وزارتي الصحة والعمل والتنمية الاجتماعية، حيث تكمن رعاية جليس المسن من خلال نظافة المسن وتقديم الخدمات والاحتياجات الأساسية من استحمام وتنظيف وإعطاء المسن أدويته المرخصة من طبيبه الخاص، بالإضافة إلى أخذ الفحوص الأساسية، من قياس ضغط الدم، ومعدل مستوى السكري في الدم، ومتابعة المواعيد الخاصة لزيارة الطبيب في العيادات والمراكز الصحية، وغيرها من خدمات متعددة يقدمها عند رعايته للمسن، وذلك وفقاً لما تم تدريبه في البرنامج المخصص. فهذا المشروع الوطني يحقق الكثير من الأهداف للمجتمع البحريني منها أهداف اجتماعية واقتصادية فتوفير فرص عمل للجنسين من خلال المشروع يعد هدفاً في غاية الأهمية للتنوع الوظيفي وإشراك مؤسسات المجتمع المدني في المسؤولية المجتمعية كأحد دعائم التنمية الشاملة للنهوض بالمجتمع.

مشروع «جليس المسن» حقق أهدافه في النسخة الأولى، لذا أخذت الجمعية على عاتقها أن تستمر في هذا المشروع الفريد في المنطقة ليتم تخريج دفعة أخرى - 13 جليساً للمسن من الجنسين - بعد تدريب مكثف من قبل مدربين مختصين من كلية العلوم الصحية في جامعة البحرين، حيث تمت تهيئتهم لرعاية كبار السن من الموطنين بأسلوب آمن للرعاية السليمة، مما يجعل أهل كبار السن من المواطنين في حالة اطمئنان على ذويهم وعلى ما يقدمه «جليس المسن» لهم.

الإحساس بالمسؤولية تجاه كبار السن من المواطنين واعتبارهم أحد أفراد الأسرة هي أحد الأسباب التي جعلت الملتحقين بالمشروع يؤمنون بهذه الخدمة الإنسانية في رعايتهم ومجالستهم والاهتمام بهم. فالمجتمع يسمو بالتكامل وتحقيق التوازن وهذا ما تسعى إليه الجمعية البحرينية لتنمية المرأة على الدوام من خلال مشاريعها المتنوعة والفريدة، فاليد اليمنى بحاجة لليسرى لتصفق، والجناح الأيسر بحاجة إلى الجناح الأيمن ليعلو، والوطن بحاجة لهذا التميز الذي تعمل به الجمعية البحرينية لتنمية المرأة من أجل الجميع.