لماذا تسعى الدول الكبرى للسيطرة على مصادر الطاقة في الخليج العربي؟ وهل هذه السيطرة ترتقي لتكون استعماراً بصورته الحديثة؟ وكيف قاومت دول الخليج ذلك عبر دبلوماسياتها التي مارستها في السنوات الأخيرة؟
لعبت الدول الكبرى دوراً محورياً في التحكم بالأحداث في الشرق الأوسط، ونلاحظ أن النزعة الاستعمارية التي كانت لدى البرتغاليين ثم البريطانيين والفرنسيين وصولاً إلى الأمريكان، هي نزعة متوارثة لدى الدول الغربية، فالنظرة هي نفسها لم تتغير، أن دول الخليج العربي يعتبرونها ضمن دول العالم الثالث، ومهما حدث أي تطورات أو تقدم على مستويات عدة تبقى دولاً هامشية.
فالقرار الدولي في مجلس الأمن مثلاً حكراً على تلك الدول الكبرى، وهي من الأساس والمفترض لا تملك أن تقول كلماتها كونها ليست جزءاً من القضايا في الشرق الأوسط، فمن يجب أن يقرر هم أصحاب المشكلة وليس من خارجها، وللأسف أن بعض الدول العربية سلمت أنفسها للدول الغربية والبعض الآخر سلم نفسه إلى دول فاسدة ومارقة، وجعلت مشاكلنا تتضاعف لأنها دخلت في نطاق تبادل المصالح دون النظر إلى الجانب الوطني والعربي والقومي.
هكذا قاومت دول الخليج العربي كل نظريات الاستعمار التي رسمتها الدول الكبرى من خلال استراتيجيات واضحة وتبادل أدوار، فالعملية لا تقتصر أن تظهر بأنك مقاوم لتلك الدول، بل بأنك متعاون معهم وفي نفس الوقت تمارس السياسة التي تفرض فيها السيادة، وذلك وفق القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة والبروتوكولات والمعاهدات التي تضمن حق الدول في الحفاظ على أمنها واستقرارها من دون تدخل أي دولة في شؤونها.
فدول الخليج العربي في سياستها الخارجية وضعت سيناريو عمليات الاستعمار في القرون الماضية والتي تتوارثها هذه الدول، وتظن أن الزمن لم يكن كفيلاً لتستوعب دول الخليج بأنها مستعمرة، والواقع أن القادة جداً أذكياء في التعامل مع الملفات الدولية والعربية، فالرؤية الحقيقية هي أن التماسك والتعاون والتنسيق هو الضمان الوحيد للاستمرار في الخارطة العالمية، لأن المرحلة المقبلة ستكون مصيرية بما تحمله الكلمة من معنى، فإيران الفاسدة تعمل ليل نهار على هز أركان دول الخليج لإقحام نفسها في الشؤون الداخلية لها، وأن تكون الدول الكبرى لها نصيب الأسد من هذه الخيرات، فهذه حقيقة وليست من نسج الخيال، ومن يدعي غير ذلك، فهو لا يفقه في السياسات الخارجية للدول الكبرى، فالتاريخ والتصريحات والدراسات والتسريبات الإعلامية التي تظهر في وسائل إعلامهم تقول ذلك.
وللإجابة على لماذا تسعى الدول الكبرى إلى السيطرة على مصادر الطاقة في الخليج العربي؟ بكل بساطة لأن دول الخليج تحمل خيرات لا تعد ولا تحصى من مصادر الطاقة، وأن الادعاء بأن الطاقة البديلة هي الحل الأمثل في المرحلة المقبلة وأن الذهب الأسود هو مسألة وقت وينتهي عصره، فهذا الكلام مجرد حبر على ورق والواقع يقول إن الذهب الأسود لاعب أساس ومهم في التحكم بالأحداث بالعالم، وأن من يملكه ويسيطر عليه هو من يملك القرار، وبالتالي حققت دول الخليج العربي استقلالا واضحا بقراراتها المصيرية بفضل السيطرة على مصدر الطاقة الأساسي في العالم، وبتماسك تلك الدول وتعاضدهم، الأمر الذي جعل الدول الكبرى تتآمر بشتى الطرق لتفريق هذا النسيج وقد فشلوا.
أما السؤال الثاني، هل هذه السيطرة ترتقي لتكون استعماراً بصورته الحديثة؟، والإجابة واضحة أن لكل زمن طريقة للاستعمار، وأن الدول الكبرى تسعى من خلال استخدام التكنولوجيات الحديثة ووسائل الاتصال إلى السيطرة على العقول وجرها إلى خارج النسيج الخليجي العربي من خلال استبدال ثقافة الشعوب بثقافة الدول التي تسعى للاستعمار، وهذا ما انتبهت إليه دول الخليج، وعملت ليل نهار على تأصيل التاريخ والعمل على توارثه من خلال مناهج ومهرجانات وطنية ليتم نقل هذا التاريخ والثقافة إلى الأجيال القادمة وأن يحملوا الراية في الحفاظ على هذه الأرض.
فيما الإجابة على السؤال، كيف قاومت دول الخليج مطامع الدول الكبرى عبر دبلوماسياتها التي مارستها في السنوات الأخيرة؟، فالأمر بسيط جداً ولا يتعدى الإجابة عليه سوى كلمة واحدة هي «الدم»، فالخليج العربي قبل أن تكون هناك أي حدود فالرابط أكبر من اتفاقيات وبروتوكولات، وهو الارتباط العائلي الذي يجمعهم على قلب واحد، ولكل شخص له دور في حماية مصالح المنطقة، وهذا الأمر جعل الدول الكبرى تقف عاجزة عن هز كيان دول الخليج.
{{ article.visit_count }}
لعبت الدول الكبرى دوراً محورياً في التحكم بالأحداث في الشرق الأوسط، ونلاحظ أن النزعة الاستعمارية التي كانت لدى البرتغاليين ثم البريطانيين والفرنسيين وصولاً إلى الأمريكان، هي نزعة متوارثة لدى الدول الغربية، فالنظرة هي نفسها لم تتغير، أن دول الخليج العربي يعتبرونها ضمن دول العالم الثالث، ومهما حدث أي تطورات أو تقدم على مستويات عدة تبقى دولاً هامشية.
فالقرار الدولي في مجلس الأمن مثلاً حكراً على تلك الدول الكبرى، وهي من الأساس والمفترض لا تملك أن تقول كلماتها كونها ليست جزءاً من القضايا في الشرق الأوسط، فمن يجب أن يقرر هم أصحاب المشكلة وليس من خارجها، وللأسف أن بعض الدول العربية سلمت أنفسها للدول الغربية والبعض الآخر سلم نفسه إلى دول فاسدة ومارقة، وجعلت مشاكلنا تتضاعف لأنها دخلت في نطاق تبادل المصالح دون النظر إلى الجانب الوطني والعربي والقومي.
هكذا قاومت دول الخليج العربي كل نظريات الاستعمار التي رسمتها الدول الكبرى من خلال استراتيجيات واضحة وتبادل أدوار، فالعملية لا تقتصر أن تظهر بأنك مقاوم لتلك الدول، بل بأنك متعاون معهم وفي نفس الوقت تمارس السياسة التي تفرض فيها السيادة، وذلك وفق القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة والبروتوكولات والمعاهدات التي تضمن حق الدول في الحفاظ على أمنها واستقرارها من دون تدخل أي دولة في شؤونها.
فدول الخليج العربي في سياستها الخارجية وضعت سيناريو عمليات الاستعمار في القرون الماضية والتي تتوارثها هذه الدول، وتظن أن الزمن لم يكن كفيلاً لتستوعب دول الخليج بأنها مستعمرة، والواقع أن القادة جداً أذكياء في التعامل مع الملفات الدولية والعربية، فالرؤية الحقيقية هي أن التماسك والتعاون والتنسيق هو الضمان الوحيد للاستمرار في الخارطة العالمية، لأن المرحلة المقبلة ستكون مصيرية بما تحمله الكلمة من معنى، فإيران الفاسدة تعمل ليل نهار على هز أركان دول الخليج لإقحام نفسها في الشؤون الداخلية لها، وأن تكون الدول الكبرى لها نصيب الأسد من هذه الخيرات، فهذه حقيقة وليست من نسج الخيال، ومن يدعي غير ذلك، فهو لا يفقه في السياسات الخارجية للدول الكبرى، فالتاريخ والتصريحات والدراسات والتسريبات الإعلامية التي تظهر في وسائل إعلامهم تقول ذلك.
وللإجابة على لماذا تسعى الدول الكبرى إلى السيطرة على مصادر الطاقة في الخليج العربي؟ بكل بساطة لأن دول الخليج تحمل خيرات لا تعد ولا تحصى من مصادر الطاقة، وأن الادعاء بأن الطاقة البديلة هي الحل الأمثل في المرحلة المقبلة وأن الذهب الأسود هو مسألة وقت وينتهي عصره، فهذا الكلام مجرد حبر على ورق والواقع يقول إن الذهب الأسود لاعب أساس ومهم في التحكم بالأحداث بالعالم، وأن من يملكه ويسيطر عليه هو من يملك القرار، وبالتالي حققت دول الخليج العربي استقلالا واضحا بقراراتها المصيرية بفضل السيطرة على مصدر الطاقة الأساسي في العالم، وبتماسك تلك الدول وتعاضدهم، الأمر الذي جعل الدول الكبرى تتآمر بشتى الطرق لتفريق هذا النسيج وقد فشلوا.
أما السؤال الثاني، هل هذه السيطرة ترتقي لتكون استعماراً بصورته الحديثة؟، والإجابة واضحة أن لكل زمن طريقة للاستعمار، وأن الدول الكبرى تسعى من خلال استخدام التكنولوجيات الحديثة ووسائل الاتصال إلى السيطرة على العقول وجرها إلى خارج النسيج الخليجي العربي من خلال استبدال ثقافة الشعوب بثقافة الدول التي تسعى للاستعمار، وهذا ما انتبهت إليه دول الخليج، وعملت ليل نهار على تأصيل التاريخ والعمل على توارثه من خلال مناهج ومهرجانات وطنية ليتم نقل هذا التاريخ والثقافة إلى الأجيال القادمة وأن يحملوا الراية في الحفاظ على هذه الأرض.
فيما الإجابة على السؤال، كيف قاومت دول الخليج مطامع الدول الكبرى عبر دبلوماسياتها التي مارستها في السنوات الأخيرة؟، فالأمر بسيط جداً ولا يتعدى الإجابة عليه سوى كلمة واحدة هي «الدم»، فالخليج العربي قبل أن تكون هناك أي حدود فالرابط أكبر من اتفاقيات وبروتوكولات، وهو الارتباط العائلي الذي يجمعهم على قلب واحد، ولكل شخص له دور في حماية مصالح المنطقة، وهذا الأمر جعل الدول الكبرى تقف عاجزة عن هز كيان دول الخليج.