كنا في ليلة رأس السنة معاً، فسألتها ونحن عالقات في الازدحام الشديد داخل السيارة: لو طلبت منك عنونة عام 2019 بكل لحظاته وتفاصيله فما أهم عنوان ستختارين له؟ فقالت لي بسرعة: عام سقوط الأقنعة!
استفسرت: اشرحي لي؟ فقالت: كان عاماً تساقطت فيه الكثير من الأقنعة التي لم تستطع الاستمرار أمامي بتمثيلها، عام لم أستطع بعدها تقبل العديد بعدما تساقطت أقنعتهم أمامي لدرجة أنني اضطررت لدفع صديقة جاءت محاولة السلام علي عندما رأتني، وأنا أقول لها: إياك أن تسلمي علي.. لا أريد سلامك!! وعندما قمت بهذا التصرف وجدتها قد انحرجت وتأثرت، لكني لم أستطع تقبلها بعد الآن ولم أستطع تحمل قناعها وتمثيلها! إن الجروح التي بداخلي والصدمات المتتالية جعلتني أشعر بأنني لا أريد المزيد من الأقنعة في حياتي بعد الآن، كفاني إيذائاً من ناس تعيش بأكثر من وجه.. أريد أعواماً قادمة بلا صدمات وبلا أقنعة ولا مزيد من الناس المؤذية، والمتعبة والتي أرهقتني كثيراً!!
وجدتني أتأمل في كلامها وأستعيد السنة التي مرت بي سريعاً، وأوافقها الرأي أنها فعلاً سنة سقوط الأقنعة! إن المطبات والمحطات الفواصل التي كانت بمثابة المراحل الانتقالية التي مررنا بها ووجدنا البعض يستغلها في مضرتنا بل ورمي الملح على جراحنا فيها كانت محكاً لإدراك حقيقة من حولنا ومطالعة ما وراء أقنعتهم التي تساقطت، واكتشاف الكم الكبير من حقدهم وسوءهم وسعيهم لاغتنام الفرص لإيذائنا!! بل قد تكون هذه المواقف مكرمة من الله حتى لا نهدر المزيد من سنينا معهم.
ووجدتني أصارحها بأنني من خمس سنوات مضت، وأنا أعاني من هذه الظاهرة لدرجة أنني في أحد الأعوام انقطعت عن العالم بأكمله فلا صداقات ولا علاقات اجتماعية، وأغلقت الأبواب كافة لأي علاقة إنسانية فيما عدا الحفاظ على من هم حولي من أقرب المقربين، وبالمناسبة عددهم لا يزيد عن الاثنتين، ووجدتني أحيط نفسي بالكثير من الحواجز والغموض، ورغم ذلك لا أسلم من حركات «كيد النساء»!!
مصاصو أيامنا الجميلة وأعوامنا التي لن تعود لابد أن نلغي معهم قاموس التسامح المشروط بعودتهم إلى محيطنا، وندفعهم إلى خارج أبواب حياتنا فعلاً فلسنا مستعدين لاستنزاف طاقتنا معهم، و»الباب اللي يجيك منه الريح سده واستريح». والحياة تعلمك أن تقسى وتدفع من آذاك من أمامك وتمنحه «بلوك»! وتتجاوزه وتتخطاه بلا ندم حتى يكون القادم أجمل!
اعترفت لها: لا ألومك أبداً فيما فعلته مع صديقتك التي دفعتيها بل مع أي شخص مثلها، فيستاهل هذه الإهانة حتى يعرف حدوده ويستيقظ من غفلة شره!! قبل عدة سنوات كان من الممكن أن أسيء الحكم عليك وأخبرك أن ما قمتي به من تصرف لا يليق بشخصك ووو... الكثير من الكلام الفلسفي الذي اكتشفت هذا العام وأمام تساقط عدد من الأقنعة من حولي بالمناسبة أنه لا يفيد! هناك أشخاص عليهم أن يلمحوا الجانب القوي والقاسي فيك وأنت توصدين الباب في وجوههم حتى يحترموا حدودهم، ولا يتجاوزوا عليك فهم مرضى وفوضويون، ويستمتعون بإيذاء الآخرين وإرباك حياتهم، إنهم مثل من يجلس على مقربة منك ويرمي باستمرار عليك أحجار الإساءة، وحتى إن قمتي بالرحيل والابتعاد سيتبعك لاستكمال الرمي ولا حل لديك إلا إيقافهم بحزم!
هناك أشخاص يفسرون طيبتك وأدبك وحسن خلقك معهم وصبرك وطاقة تحملك إياهم إنها ضعف فيستغلونها ضدك في إلحاق المزيد من الضرر إليك، وتحويل من هم حولك إلى أعداء لك ثم يقولون «مسكينة حساسة وايد!!»، وهناك مرضى يستغلون عدم قيامك بأي ردة فعل في تفريغ أمراضهم النفسية فيك، وجعلك ضحية لطاقات سلبية بداخلهم، فهم مفطورون على الإيذاء، حتى يرتاحوا ويشعروا بأنهم ليسوا وحدهم غير المرتاحين في حياتهم، والناس لا تعلم ولا تعي حجم الإيذاء الذي تحصدينه وكرة الثلج التي تأتيك باستمرار منهم وتضررتي منها، بل يتابعون فقط ردة فعلك ويطالبونك بأن تكوني كما الجماد و»الصنم» و»تطنشين» رغم أننا بشر بالنهاية ولنا طاقة تحمل وصبر، ولسنا مضطرين لتحمل كل هذه الأقنعة، بالأخص في حياتنا الاجتماعية والخاصة، فحتى الأنبياء كانوا يتأثرون بما يتعرضون له من إيذاء على يد البشر، بل هناك من دعا الله عليهم، فمن حقوق نفسك عليك أن تكون لك يومياً مساحة هادئة خاصة بك تعيشين فيها لحظات جميلة، بعيداً عمن يكيدون دائماً لتدميرها وتخريبها!!
الوقت الذي نقضيه خارج مكاتب العمل يجب أن يكون وقتاً جميلاً ومثمراً، ويحيط بنا فيه أشخاص نبلاء أنقياء وبهم رقي ونستلهم معهم معاني رائعة وعميقة للحياة، ويضيفون لنا لا يأخذون منا، ولسنا مضطرين لتحمل أشخاص يعانون من سوء التربية وقلة الأدب ويرتدون أكثر من قناع، وعليك أن تكون في كامل انتباهك ويقظتك، وأنت أمامهم وحذرة لأي إيذاء قد تحصدينه من ورائهم وطيلة الوقت أنت في صراع معهم وصد لحركاتهم و»نغزاتهم الكلامية»، ومحاولتهم لإهانتك أمام الآخرين والتقليل من شأنك، وكل كلمة منك محسوبة عليك وتخضع لسوء التفسير، والمطلوب منك أن تتجاهلين وتصمدين وتكونين أقوى وأكثر دهاءً وووو.... لماذا كل هذا؟؟ نحن لسنا في ساحة حرب حتى نستحملهم وهم عالة على المجتمع والناس.
الحياة أقصر من محاولة كسب أصحاب الأقنعة وإصلاح أمراضهم النفسية، وبها أمور أكثر أهمية وفائدة من هذا الجو المشحون والمتوتر الذي يستنزفك والإنسان النقي والنظيف صعب أن يختلط بهؤلاء الذين نسميهم مصاصي الطاقات الإيجابية والملوثين والشديدين الخبث والمكر والمليئين بالأمراض النفسية، والواجب تجنبهم وقطعهم من الجذور من حياتك فلا يستوي الخبيث بالطيب.
عندما نكبر ندرك أننا لسنا ملزمين بتضييع المزيد من الوقت والجهد مع المرضى والحمقى والخبثاء.
كثير من الوجوه التي مرت بنا كانت ترتدي قناع المحبة والصداقة والطيبة وعلينا عند اكتشافها إلغاءها لا تحملها وتجاوزها للتركيز على الجوانب الإيجابية والجميلة والمثمرة، فلم نأت لهذه الحياة لكي نتحمل كل هذا التلوث البشري والخبث ولسنا مضطرين لإصلاح هذا الكون وكل الناس فكما القانون لا يحمي المغفلين فالحياة لا تحمي الطيبين.
استفسرت: اشرحي لي؟ فقالت: كان عاماً تساقطت فيه الكثير من الأقنعة التي لم تستطع الاستمرار أمامي بتمثيلها، عام لم أستطع بعدها تقبل العديد بعدما تساقطت أقنعتهم أمامي لدرجة أنني اضطررت لدفع صديقة جاءت محاولة السلام علي عندما رأتني، وأنا أقول لها: إياك أن تسلمي علي.. لا أريد سلامك!! وعندما قمت بهذا التصرف وجدتها قد انحرجت وتأثرت، لكني لم أستطع تقبلها بعد الآن ولم أستطع تحمل قناعها وتمثيلها! إن الجروح التي بداخلي والصدمات المتتالية جعلتني أشعر بأنني لا أريد المزيد من الأقنعة في حياتي بعد الآن، كفاني إيذائاً من ناس تعيش بأكثر من وجه.. أريد أعواماً قادمة بلا صدمات وبلا أقنعة ولا مزيد من الناس المؤذية، والمتعبة والتي أرهقتني كثيراً!!
وجدتني أتأمل في كلامها وأستعيد السنة التي مرت بي سريعاً، وأوافقها الرأي أنها فعلاً سنة سقوط الأقنعة! إن المطبات والمحطات الفواصل التي كانت بمثابة المراحل الانتقالية التي مررنا بها ووجدنا البعض يستغلها في مضرتنا بل ورمي الملح على جراحنا فيها كانت محكاً لإدراك حقيقة من حولنا ومطالعة ما وراء أقنعتهم التي تساقطت، واكتشاف الكم الكبير من حقدهم وسوءهم وسعيهم لاغتنام الفرص لإيذائنا!! بل قد تكون هذه المواقف مكرمة من الله حتى لا نهدر المزيد من سنينا معهم.
ووجدتني أصارحها بأنني من خمس سنوات مضت، وأنا أعاني من هذه الظاهرة لدرجة أنني في أحد الأعوام انقطعت عن العالم بأكمله فلا صداقات ولا علاقات اجتماعية، وأغلقت الأبواب كافة لأي علاقة إنسانية فيما عدا الحفاظ على من هم حولي من أقرب المقربين، وبالمناسبة عددهم لا يزيد عن الاثنتين، ووجدتني أحيط نفسي بالكثير من الحواجز والغموض، ورغم ذلك لا أسلم من حركات «كيد النساء»!!
مصاصو أيامنا الجميلة وأعوامنا التي لن تعود لابد أن نلغي معهم قاموس التسامح المشروط بعودتهم إلى محيطنا، وندفعهم إلى خارج أبواب حياتنا فعلاً فلسنا مستعدين لاستنزاف طاقتنا معهم، و»الباب اللي يجيك منه الريح سده واستريح». والحياة تعلمك أن تقسى وتدفع من آذاك من أمامك وتمنحه «بلوك»! وتتجاوزه وتتخطاه بلا ندم حتى يكون القادم أجمل!
اعترفت لها: لا ألومك أبداً فيما فعلته مع صديقتك التي دفعتيها بل مع أي شخص مثلها، فيستاهل هذه الإهانة حتى يعرف حدوده ويستيقظ من غفلة شره!! قبل عدة سنوات كان من الممكن أن أسيء الحكم عليك وأخبرك أن ما قمتي به من تصرف لا يليق بشخصك ووو... الكثير من الكلام الفلسفي الذي اكتشفت هذا العام وأمام تساقط عدد من الأقنعة من حولي بالمناسبة أنه لا يفيد! هناك أشخاص عليهم أن يلمحوا الجانب القوي والقاسي فيك وأنت توصدين الباب في وجوههم حتى يحترموا حدودهم، ولا يتجاوزوا عليك فهم مرضى وفوضويون، ويستمتعون بإيذاء الآخرين وإرباك حياتهم، إنهم مثل من يجلس على مقربة منك ويرمي باستمرار عليك أحجار الإساءة، وحتى إن قمتي بالرحيل والابتعاد سيتبعك لاستكمال الرمي ولا حل لديك إلا إيقافهم بحزم!
هناك أشخاص يفسرون طيبتك وأدبك وحسن خلقك معهم وصبرك وطاقة تحملك إياهم إنها ضعف فيستغلونها ضدك في إلحاق المزيد من الضرر إليك، وتحويل من هم حولك إلى أعداء لك ثم يقولون «مسكينة حساسة وايد!!»، وهناك مرضى يستغلون عدم قيامك بأي ردة فعل في تفريغ أمراضهم النفسية فيك، وجعلك ضحية لطاقات سلبية بداخلهم، فهم مفطورون على الإيذاء، حتى يرتاحوا ويشعروا بأنهم ليسوا وحدهم غير المرتاحين في حياتهم، والناس لا تعلم ولا تعي حجم الإيذاء الذي تحصدينه وكرة الثلج التي تأتيك باستمرار منهم وتضررتي منها، بل يتابعون فقط ردة فعلك ويطالبونك بأن تكوني كما الجماد و»الصنم» و»تطنشين» رغم أننا بشر بالنهاية ولنا طاقة تحمل وصبر، ولسنا مضطرين لتحمل كل هذه الأقنعة، بالأخص في حياتنا الاجتماعية والخاصة، فحتى الأنبياء كانوا يتأثرون بما يتعرضون له من إيذاء على يد البشر، بل هناك من دعا الله عليهم، فمن حقوق نفسك عليك أن تكون لك يومياً مساحة هادئة خاصة بك تعيشين فيها لحظات جميلة، بعيداً عمن يكيدون دائماً لتدميرها وتخريبها!!
الوقت الذي نقضيه خارج مكاتب العمل يجب أن يكون وقتاً جميلاً ومثمراً، ويحيط بنا فيه أشخاص نبلاء أنقياء وبهم رقي ونستلهم معهم معاني رائعة وعميقة للحياة، ويضيفون لنا لا يأخذون منا، ولسنا مضطرين لتحمل أشخاص يعانون من سوء التربية وقلة الأدب ويرتدون أكثر من قناع، وعليك أن تكون في كامل انتباهك ويقظتك، وأنت أمامهم وحذرة لأي إيذاء قد تحصدينه من ورائهم وطيلة الوقت أنت في صراع معهم وصد لحركاتهم و»نغزاتهم الكلامية»، ومحاولتهم لإهانتك أمام الآخرين والتقليل من شأنك، وكل كلمة منك محسوبة عليك وتخضع لسوء التفسير، والمطلوب منك أن تتجاهلين وتصمدين وتكونين أقوى وأكثر دهاءً وووو.... لماذا كل هذا؟؟ نحن لسنا في ساحة حرب حتى نستحملهم وهم عالة على المجتمع والناس.
الحياة أقصر من محاولة كسب أصحاب الأقنعة وإصلاح أمراضهم النفسية، وبها أمور أكثر أهمية وفائدة من هذا الجو المشحون والمتوتر الذي يستنزفك والإنسان النقي والنظيف صعب أن يختلط بهؤلاء الذين نسميهم مصاصي الطاقات الإيجابية والملوثين والشديدين الخبث والمكر والمليئين بالأمراض النفسية، والواجب تجنبهم وقطعهم من الجذور من حياتك فلا يستوي الخبيث بالطيب.
عندما نكبر ندرك أننا لسنا ملزمين بتضييع المزيد من الوقت والجهد مع المرضى والحمقى والخبثاء.
كثير من الوجوه التي مرت بنا كانت ترتدي قناع المحبة والصداقة والطيبة وعلينا عند اكتشافها إلغاءها لا تحملها وتجاوزها للتركيز على الجوانب الإيجابية والجميلة والمثمرة، فلم نأت لهذه الحياة لكي نتحمل كل هذا التلوث البشري والخبث ولسنا مضطرين لإصلاح هذا الكون وكل الناس فكما القانون لا يحمي المغفلين فالحياة لا تحمي الطيبين.