* رحم الله السلطان قابوس بن سعيد، الرجل الذي تولى مقاليد حكم الشقيقة عمان وهو في سن الشباب وأبى الله أن لا يتركها إلا وهي منارة مضيئة حديثة ومتطورة. رحل قائد لم نعرف غيره لعمان في زمننا المعاصر وارتبط اسمه بكل ما هو عماني. ولا يختلف اثنان على أن السلطان قابوس أخلص في عمله واجتهد في عطائه تجاه وطنه وشعبه وهو صاحب الفضل بعد الله سبحانه وتعالى في لحاق السلطنة بركب الحداثة والتقدم. تعازينا الحارة لأحبائنا في عمان ولكل حكام وشعوب الخليج العربي على رحيل رمز من رموز هذا الإقليم العزيز وآخر القادة المؤسسين لمنظومة مجلس التعاون الخليجي. إنا لله وإنا إليه راجعون.

* عام 2020 على ما يبدو عاماً حافلاً بالتطورات فيكاد لا يمر يوم من أيام هذا العام إلا ويحمل معه أخباراً مفاجئة! وللتذكير فإن الفرق في المعنى بين كلمة «عام»، وكلمة «سنة»، فرق شاسع. يقول عز وجل «تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا»، «يوسف: 47»، ويقول كذلك «ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ»، «يوسف: 49»، وهنا يتضح أن كلمة «سنة» استخدمت في حالة الشدة والقحط وكلمة «عام» استخدمت في حالة الرخاء والخير.

وحتى الآن شهدنا أحداثاً كبيرة بعضها إقليمي وبعضها عالمي منها الظهور المطمئن لصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء للملأ بعد الفحوصات الطبية، ومقتل الإرهابي المجرم قاسم سليماني وشريكه أبومهدي المهندس لتهتز الميليشيات المخربة وتنال صفعة لم تتوقعها، والتصويت بأغلبية برلمانية ساحقة على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، بعد ثلاث سنوات وأكثر من التردد، وتخلي الأمير هاري وزوجته عن مهامهما الملكية ليعود سيناريو الملك إدوارد الثامن وزوجته الأمريكية إلى الأذهان، ورحيل السلطان قابوس غفر الله له. الله وحده جل جلاله يعلم القادم، لكن كل الدعوات أن يكون عاماً وليس سنة.

* لا أعلم لماذا لا تحتوي أغلب مناطقنا الجديدة على عدد كافٍ من مواقف السيارات، «الدبلوماسية» مثال مشهور لهذه المشكلة العويصة والمزعجة. وكان البعض يظن أنه سيتم تلافي المشكلة في ضاحية السيف لأنها أنشئت بعد المنطقة الدبلوماسية بسنوات لكن الأمر تكرر. ونشهد نفس الأزمة في منطقة السنابس المقابلة لضاحية السيف حيث توجد مبانٍ لمؤسسات مهمة مثل هيئة سوق العمل وبيت التجار والسجل العقاري لكن بدون مواقف كافية للمراجعين.

ويقول أحد المهندسين المخضرمين إن الموضوع يتعلق بصغر حجم الأراضي في البحرين مما يجعل ترك مساحة للمواقف أمراً غير مجدٍ استثمارياً وكذلك عدم توفر الميزانية عادة لدى صاحب المشروع «حكومي أو خاص» لبناء مبنى متعدد الطوابق للسيارات بالإضافة إلى مرونة الجهات المختصة في إعطاء الضوء الأخضر للبناء دون التشديد على توفر العدد الكافي للمواقف.

وأياً كانت الأسباب، فمن الضروري التدخل السريع في تطبيق اشتراطات صارمة لتوفير مواقف للسيارات كافية لأي مشروع جديد ودون تهاون. فمن غير المعقول أن تستمر المشكلة لعقود خاصة مع الازدياد المضطرد لعدد السيارات.

كما أتمنى أن يحتوي مركز المعارض الجديد في الصخير والذي تم وضع حجر الأساس له الأسبوع الماضي على عدد مواقف سيارات يعكس حجم المشروع الكبير. ولا أظن أن الرقم المعلن لعدد المواقف وهو 1600 كافٍ، خاصة أن المركز سيتسع لما يقارب 4000 شخص، لأنه ببساطة يتنقل الناس هناك بسياراتهم لوحدهم وأحياناً قليلة مع عدد بسيط من المرافقين ومن النادر أن يستخدم الناس الباصات ولا أعتقد أن المترو القادم سيفي بالغرض.