إن من أخطر الأدوات المتاحة في أيدينا اليوم، هي تلكم الأجهزة الذكية، وقد تزداد خطورتها قسوة حين تقع في أيدي الأغبياء. فأجهزتنا لم تعد أجهزة جامدة لا حياة فيها وحسب، فمحتوياتها عبارة عن مجموعة من الأفكار والقيم والمبادئ والأيديولوجيات والكثير من الرؤى والانتماءات، وبحسب ما تحتويه موادها من محتويات ضارة أو مفيدة، يمكن لنا بعدها أن نقيِّم حرية وطريقة استعمالها بما لا يضرُّ سلامة وأمن الإنسان والمجتمع.
إننا وبكل الأحوال ضد الأصوات التي تنادي بقمع الصوت المختلف والرأي المختلف والفكر المختلف تحت ذرائع متعددة، ولسنا مع الأصوات التي تلغي الآخر أو تمنع أصوات أخرى أن تشاركنا في توجهاتها على كافة الصعد، فكل حجة مطروحة لتقليص مساحات الحريات الفكرية والدينية والفلسفية والسياسية لا يمكن قبولها على الإطلاق. ومن هنا يمكن للبعض أن يطرح السؤال التالي، هل تعني الحرية أن نعبر عن آرائنا فقط؟ أم أنها تعبر كذلك عن نقدنا للفكر الآخر بالطريقة التي نرتئيها؟
بما أن أجهزتنا الذكية وما تحتوي عليه من مضامين متعددة، ستكون في حلقة هذا السياق بمستوى الصحيفة الخاصة بكل فرد من أفراد المجتمع. فحساباتنا الخاصة في مواقع مهمة كتويتر وأنستغرام وغيرها من المواقع الإلكترونية الكبرى في العالم، هي بمثابة الصحيفة الخاصة بنا، فمن خلالها نعبر عن ذواتنا وأفكارنا وحتى ممارساتنا، وبها نعلن عن أنفسنا في فضاءاتها العامة لعامة الناس بأننا نشكل جزءاً مهماً من وعينا ومحتويات أفكارنا أيضاً، ونحن المسؤولون عنها وعن كل ما يرد فيها.
هذا الكلام الذي يبدو في جوهره إنشائياً للوهلة الأولى، إلا أنه يعبِّر عن سلوك الفرد والمجتمع والدولة، وبما أن هذه السياقات الثلاث هي من يشكل وجودنا في العصر الراهن، سيكون من المهم وجود تشريعات تحمينا من انفلاتاتها وانفعالاتها وتداعياتها كذلك. فحين نتحدث عن حرية التعبير والرأي، فإننا نتحدث عنها في حدود المسؤولية وفي الشكل والمضمون الذي لا يتعارض مع حريات وسلامة وجود الآخر إن جاز التعبير.
لا يجوز أن يحتمي الفرد أو الجماعة خلف ستار الحرية الفكرية وحرية التعبير، ليهين الآخر ويمارس معه شتى أنواع القمع، لأن حرية التعبير مكفولة للجميع، أي، أنها مكفولة لك بالقدر الذي تكفله لي على حدٍّ سواء، وبهذه القاعدة الناضجة يمكن أن نرسم حدود الحرية في نطاقها المسؤول لا المقموع، وأن تكون التشريعات العالمية المتقدمة التي أقرتها المعاهدات والأنظمة والقوانين الدولية في مجال احترام قواعد التعبير عن الرأي هي مسطرتنا الواضحة لضمان حقوقنا جميعاً، وهذا ما ينبغي أن يفهمه كل فرد يملك أحد هذه المواقع المرصودة في جهازه الذكي، والذي يعتبر اليوم بمثابة الشخص الناطق لنا في كل مناسبة يظهرنا على حقيقتنا دون رتوش أو خوف من مقص رقيب. ولهذا يجب أن نستخدم أدوات التعبير بشكل حضاري حتى ولو كان مداه أرفع من السقف وأرحب من المدى.
إننا وبكل الأحوال ضد الأصوات التي تنادي بقمع الصوت المختلف والرأي المختلف والفكر المختلف تحت ذرائع متعددة، ولسنا مع الأصوات التي تلغي الآخر أو تمنع أصوات أخرى أن تشاركنا في توجهاتها على كافة الصعد، فكل حجة مطروحة لتقليص مساحات الحريات الفكرية والدينية والفلسفية والسياسية لا يمكن قبولها على الإطلاق. ومن هنا يمكن للبعض أن يطرح السؤال التالي، هل تعني الحرية أن نعبر عن آرائنا فقط؟ أم أنها تعبر كذلك عن نقدنا للفكر الآخر بالطريقة التي نرتئيها؟
بما أن أجهزتنا الذكية وما تحتوي عليه من مضامين متعددة، ستكون في حلقة هذا السياق بمستوى الصحيفة الخاصة بكل فرد من أفراد المجتمع. فحساباتنا الخاصة في مواقع مهمة كتويتر وأنستغرام وغيرها من المواقع الإلكترونية الكبرى في العالم، هي بمثابة الصحيفة الخاصة بنا، فمن خلالها نعبر عن ذواتنا وأفكارنا وحتى ممارساتنا، وبها نعلن عن أنفسنا في فضاءاتها العامة لعامة الناس بأننا نشكل جزءاً مهماً من وعينا ومحتويات أفكارنا أيضاً، ونحن المسؤولون عنها وعن كل ما يرد فيها.
هذا الكلام الذي يبدو في جوهره إنشائياً للوهلة الأولى، إلا أنه يعبِّر عن سلوك الفرد والمجتمع والدولة، وبما أن هذه السياقات الثلاث هي من يشكل وجودنا في العصر الراهن، سيكون من المهم وجود تشريعات تحمينا من انفلاتاتها وانفعالاتها وتداعياتها كذلك. فحين نتحدث عن حرية التعبير والرأي، فإننا نتحدث عنها في حدود المسؤولية وفي الشكل والمضمون الذي لا يتعارض مع حريات وسلامة وجود الآخر إن جاز التعبير.
لا يجوز أن يحتمي الفرد أو الجماعة خلف ستار الحرية الفكرية وحرية التعبير، ليهين الآخر ويمارس معه شتى أنواع القمع، لأن حرية التعبير مكفولة للجميع، أي، أنها مكفولة لك بالقدر الذي تكفله لي على حدٍّ سواء، وبهذه القاعدة الناضجة يمكن أن نرسم حدود الحرية في نطاقها المسؤول لا المقموع، وأن تكون التشريعات العالمية المتقدمة التي أقرتها المعاهدات والأنظمة والقوانين الدولية في مجال احترام قواعد التعبير عن الرأي هي مسطرتنا الواضحة لضمان حقوقنا جميعاً، وهذا ما ينبغي أن يفهمه كل فرد يملك أحد هذه المواقع المرصودة في جهازه الذكي، والذي يعتبر اليوم بمثابة الشخص الناطق لنا في كل مناسبة يظهرنا على حقيقتنا دون رتوش أو خوف من مقص رقيب. ولهذا يجب أن نستخدم أدوات التعبير بشكل حضاري حتى ولو كان مداه أرفع من السقف وأرحب من المدى.