جميل جداً أن يوثق الأفراد مراحل حياتهم المختلفة عبر التصوير، فكم هو جميل أن تلتقط لك ولأصدقائك ولعائلتك صوراً في مختلف المناسبات السعيدة كنوع من أنواع التوثيق. وأعتقد بأنه مع ظهور الهواتف الذكية وتطبيقات التواصل الاجتماعي بات موضوع توثيق اللحظات أسهل بكثير، لدرجة أن بعظهم صار يصور أي شيء أمامه، ولو كان فنجاناً من القهوة!!
لن أتحدث في مقالي عن الأشخاص الذين يصورون خصوصياتهم ويعرضونها أمام الملأ، لن أتحدث عن من يصور أبسط تفاصيل حياته وينشرها للكل، لإيماني بأن لكل شخص قناعاته في هذا الموضوع. ولكني سأتحدث عن أشخاص فقدوا «الذوق» في توثيق لحظات مؤلمة..
شخص تعرض لحادث مروري أدى إلى وفاته أو إصابته، مريض يشكو ويئن من الألم، أرملة تنحب زوجها، أم تنعى أبنها، شخص يضرب ويهان.. كل هذا وأكثر أصبح تصويره مباحاً من قبل أشخاص يفتقدون إلى «الإحساس»..
فهل فكر هؤلاء في شعور أم أو زوجة أو أبناء يرون إصابة ابنهم، وحيثيات ومجريات وفاته عبر برامج التواصل الاجتماعي؟؟ هل فكر هؤلاء في شعور أب يسمع أنين ابنه أو ابنته وهي تتألم؟؟ هل فكر هؤلاء بشعور الأرملة وأبنائها وهم يشاهدون جثمان والدهم ممدداً على شاشات أجهزتهم الذكية ويتناقلها الجميع متناسين حرمة الميت؟
انشغل البعض في تصوير الأحداث ونشرها وتفاخر بأن لديه «سبق إعلامي» في نشر المواضيع دون أن يزن ما يقوم به من فعل على ميزان الذوق والإحساس.
نرى الهواتف مرتفعة تصور كل شيء حولنا، نرى الهواتف مرتفعة حتى الحرم الشريف، وفي بيوت الله.. فهل هذا منطقي وهل هذا توثيق للحظات!! وهل هذا يدخل في خانة «الحرية الشخصية»!!
أصبح التصوير هو ردة الفعل الأولى في أي حدث يجري حولنا!! فحين وقوع شجار على سبيل المثال، نرى الناس تتجمهر للتصوير، ولا أبالغ أن في أحد حوادث الحريق التي انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي لأحد الشخصيات، كانت «الشخصية» تصور ردة فعلها وهلعها من الحريق!! فهل هذا الشيء منطقي!!
* في رأيي المتواضع:
رفعت الهواتف بدلاً من الكفوف لطلب المغفرة والرحمة في أطهر بقاع الأرض، رفعت الهواتف بدلاً من الأيادي لطلب الدعاء في بيوت الرحمن، رفعت الهواتف بدلاً من الأيادي في الجنازات، رفعت الهواتف قبل الأيادي من أجل إنقاذ أرواح البشر، رفعت الهواتف بدلاً من الأيادي لتطبطب على الأرملة واليتيم والمريض والمصاب.. هواتفهم الذكية المرتفعة مزعجة، لا سيما إذا ما ارتفعت لتوثيق لحظات حزن وفراق ومرض أو عوز، غير مبالين بالأثر السيء الذي سيوثقونه بأجهزتهم هذه. فلتتفكروا قبل أن ترفعوا هواتفكم لتصوروا أي حدث أو مشهد، وتضعوا أنفسكم مكان الأشخاص الذين يعانون.
لن أتحدث في مقالي عن الأشخاص الذين يصورون خصوصياتهم ويعرضونها أمام الملأ، لن أتحدث عن من يصور أبسط تفاصيل حياته وينشرها للكل، لإيماني بأن لكل شخص قناعاته في هذا الموضوع. ولكني سأتحدث عن أشخاص فقدوا «الذوق» في توثيق لحظات مؤلمة..
شخص تعرض لحادث مروري أدى إلى وفاته أو إصابته، مريض يشكو ويئن من الألم، أرملة تنحب زوجها، أم تنعى أبنها، شخص يضرب ويهان.. كل هذا وأكثر أصبح تصويره مباحاً من قبل أشخاص يفتقدون إلى «الإحساس»..
فهل فكر هؤلاء في شعور أم أو زوجة أو أبناء يرون إصابة ابنهم، وحيثيات ومجريات وفاته عبر برامج التواصل الاجتماعي؟؟ هل فكر هؤلاء في شعور أب يسمع أنين ابنه أو ابنته وهي تتألم؟؟ هل فكر هؤلاء بشعور الأرملة وأبنائها وهم يشاهدون جثمان والدهم ممدداً على شاشات أجهزتهم الذكية ويتناقلها الجميع متناسين حرمة الميت؟
انشغل البعض في تصوير الأحداث ونشرها وتفاخر بأن لديه «سبق إعلامي» في نشر المواضيع دون أن يزن ما يقوم به من فعل على ميزان الذوق والإحساس.
نرى الهواتف مرتفعة تصور كل شيء حولنا، نرى الهواتف مرتفعة حتى الحرم الشريف، وفي بيوت الله.. فهل هذا منطقي وهل هذا توثيق للحظات!! وهل هذا يدخل في خانة «الحرية الشخصية»!!
أصبح التصوير هو ردة الفعل الأولى في أي حدث يجري حولنا!! فحين وقوع شجار على سبيل المثال، نرى الناس تتجمهر للتصوير، ولا أبالغ أن في أحد حوادث الحريق التي انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي لأحد الشخصيات، كانت «الشخصية» تصور ردة فعلها وهلعها من الحريق!! فهل هذا الشيء منطقي!!
* في رأيي المتواضع:
رفعت الهواتف بدلاً من الكفوف لطلب المغفرة والرحمة في أطهر بقاع الأرض، رفعت الهواتف بدلاً من الأيادي لطلب الدعاء في بيوت الرحمن، رفعت الهواتف بدلاً من الأيادي في الجنازات، رفعت الهواتف قبل الأيادي من أجل إنقاذ أرواح البشر، رفعت الهواتف بدلاً من الأيادي لتطبطب على الأرملة واليتيم والمريض والمصاب.. هواتفهم الذكية المرتفعة مزعجة، لا سيما إذا ما ارتفعت لتوثيق لحظات حزن وفراق ومرض أو عوز، غير مبالين بالأثر السيء الذي سيوثقونه بأجهزتهم هذه. فلتتفكروا قبل أن ترفعوا هواتفكم لتصوروا أي حدث أو مشهد، وتضعوا أنفسكم مكان الأشخاص الذين يعانون.