صادفت قبل أيام، مناسبة مهمة جداً على قلوبنا، ألا وهي مناسبة «يوم المرأة العربية»، وهو اليوم الذي يمكن لنا في البحرين أن نرفع رؤوسنا في شموخ وثبات لما نالته المرأة عندنا من مكانة عالية بين كل نساء العالم وليس بين النساء العربيات فقط. فكل يوم تصعد المرأة البحرينية مرتبة من مراتب التقدم والتطور والنهوض بشكل لا ريب فيه.

بمناسبة يوم المرأة العربية، من حقنا نفخر بالمرأة البحرينية وما وصلت إليه من مستويات عالية وعالمية في شتى المجالات، ولو أردنا إحصاء ما حققته وما نالته البحرينية من مراتب متقدمة في شتى المجالات والعلوم والمناصب والمهام الكبيرة خلال العام الماضي لما استطعنا حصرها لكثرتها، فالمرأة البحرينية وفي مجالات مختلفة ربما فاقت الرجل في كثير منها لما تملكه من مقومات وتشجيع ورؤية ثاقبة للمستقبل، ولهذا يكون من الصعب إن لم يك من المستحيل التفريق بين دور المرأة والرجل في البحرين.

إن التحركات الواضحة والداعمة والمشجعة والمُحفِّزة من طرف «المجلس الأعلى للمرأة» للمرأة البحرينية، مكَّنها من السير في طريق الثبات والنهوض والارتقاء والتمكين التام، حيث استطاعت البحرينية أن تثبت نفسها وجدارتها في دائرة الضوء والبناء، كما استطاعت من خلال وعيها أن يكون لها صمام الأمان في كل مناحي الحياة، وإن جزءاً كبيراً من هذا الحراك النسوي الناجح في البحرين لم يتحقق لولا دعم «المجلس الأعلى للمرأة».

إن اختيار شعار «قائدة وقدوة» من طرف منظمة المرأة العربية لأجل الاحتفاء بيوم المرأة العربية لهذا العام، لهو من أروع الشعارات وأقواها، وحين نتحدث عن البحرين، فإن هذا الشعار بات متمثلاً بشكل صلب وشامل في شخصية المرأة البحرينية، فهي اليوم قائدة في كل المجالات، سواء على مستوى المناصب والمراكز الحساسة في الدولة، وهي قدوة لنا في تقدمها وتطورها ورقيها وتحضرها وأسبقيتها في كل الساحات.

لم تعد المرأة البحرينية حبيسة المطبخ أو المنزل، أو ألا تتجاوز في تطلعاتها واهتماماتها سوى تربية أطفالها فقط، بل استطاعت أن تربي وتعلِّم وتؤسس وتعمل وترأس وتقود الأسرة والمجتمع لمناطق متقدمة ومتطورة، ولهذا فإن الحديث عن انتصار المرأة في كل الفتوحات الحضارية والعلمية لهو حديث عن المرأة البحرينية القدوة والقائدة والمربية وصانعة الأجيال.

هذه القيم النسوية لم تعد مجرد شعارات فضفاضة في البحرين، فنحن نشاهدها متمثلة في أمهاتنا وزوجاتنا وأخواتنا وبناتنا ومن حولنا من نساء الوطن، وذلك حين استطعن بناء أسوار النهضة بكفاحهن المستميت، ومن خلال طلبهن العلوم كلها، في رغبة جامحة للوصول للقمة وها هي قد وصلت. فتحية صادقة من قلوبنا لكل امرأة بحرينية في ذكرى يوم المرأة العربية.