في ليلة من ليالي الشتاء الماضية، وبينما كنت متجهاً باتجاه مدينة البديع في وقت متأخر من الليل، رأيت ازدحاماً غير مألوف على شارع البديع العام، وعند مروري هناك، رأيت شاباً ممدداً وسط الشارع، وهو في مقتبل العمر، والدماء تنزف من رأسه بشكل غزير. رأيت محاولات بائسة لإنعاشه، لكن دون جدوى، فالشاب فارق الحياة. كان ضحية دراجة نارية.
رجعت إلى المنزل. في تلك الليلة لم أستطع النوم لهول ما رأيت من بشاعة المنظر. وأول من جال في مخيلتي، «والدة» هذا الشاب. بكل تأكيد، لا يمكن وصف تلقي الأم صدمة خبر وفاة صغيرها بهذه الطريقة القاسية.
ما يمكن قراءته من أخبار متكررة في ذات السياق لا يمكن أن تبعث على الاطمئنان، فحوادث السير المميتة لم تتوقف، نعم، ربما انخفضت، لكنها مازالت مستمرة، وكأن بعض شبابنا يصر على كسر قلب أمهاتهم بشكل بشع، والأهم من ذلك فقدان أرواح يجب أن تشاركنا هذه الحياة.
بالفعل، فهناك مجموعة من شبابنا يصرون على الاستعراضات البهلوانية الخطيرة في الشوارع العامة، وبعضهم يعتقدون في حال خالفوا أنظمة السير بأنهم انتصروا على كاميرات المراقبة ورجال المرور. خاصة في الشوارع والأحياء والقرى التي تفتقر للمراقبة الأمنية والمرورية، بينما في الحقيقة هُمْ يعرضون أنفسهم للتهلكة، وأهاليهم للوجع الأبدي.
نحن نهمس في أذن هؤلاء الشباب الذين مهما فعلوا فإننا نحبهم ونخاف عليهم، فنقول لهم، تجنبوا مثل هذه الممارسات الخاطئة والمخالفات الجسيمة في عالم السياقة وسط شوارعنا المزدحمة أصلاً، وأن لا تصدروا للأجيال القادمة ولعيالكم في المستقبل هذه الثقافة الهوجاء، ثقافة المخالفة، وكسر هيبة القانون، والإصرار على السرعة الفائقة جداً، وتحدي رجال المرور وقوانين السير.
كما نهمس في أذانهم أيضاً، بأنهم مجرد ضحايا تجييش وتحريض من أصدقاء الطيش، وأن ما يفعلوه من مخالفات ليست سوى نزوة عابرة تكلفهم أرواحهم، كما تكلف أسرهم متاعب نفسية تمتد معهم طوال العمر، خاصة حين يستقر ألم الفقد في قلوب الأمهات. ولهذا عليكم أيها الشباب أن تحترموا مشاعر أمهات ينتظرون رجوعكم بالسلامة في كل يوم.
وفي الختام، نوجه رسالة واضحة وصريحة لأولياء الأمور. بأن عليهم مراقبة صغارهم، وعدم تمكينهم من استخدام مركباتهم الخاصة إلا بعد وصولهم لمرحلة النضج في السياقة، والإصرار على مرافقتهم لهم في فترة حصولهم على رخصة السواقة، وذلك لأجل تدريبهم ونقل خبراتهم إليهم بالشكل الكافي. فالأسرة ليست بريئة دائماً في هذا الملف، فبعض الأسر تتحمل جزءاً مهماً من مسؤولية الحفاظ على أرواح شبابها أثناء السياقة. خاصة تلكم الأسر التي تعلم علم اليقين بسلوك أبنائها أثناء السواقة، وتعلم بأنهم يسوقون مركباتهم الخاصة، حتى من دون حصولهم على رخصة قيادة، ومع ذلك يصمتون عنهم. هؤلاء شركاء في الجريمة. نعم إنها جريمة. يجب أن يحاسبوا عليها في حال تم الكشف عن تسترهم على أبنائهم وهم يعلمون ما يقومون به من مخالفات جسيمة وخطيرة.
{{ article.visit_count }}
رجعت إلى المنزل. في تلك الليلة لم أستطع النوم لهول ما رأيت من بشاعة المنظر. وأول من جال في مخيلتي، «والدة» هذا الشاب. بكل تأكيد، لا يمكن وصف تلقي الأم صدمة خبر وفاة صغيرها بهذه الطريقة القاسية.
ما يمكن قراءته من أخبار متكررة في ذات السياق لا يمكن أن تبعث على الاطمئنان، فحوادث السير المميتة لم تتوقف، نعم، ربما انخفضت، لكنها مازالت مستمرة، وكأن بعض شبابنا يصر على كسر قلب أمهاتهم بشكل بشع، والأهم من ذلك فقدان أرواح يجب أن تشاركنا هذه الحياة.
بالفعل، فهناك مجموعة من شبابنا يصرون على الاستعراضات البهلوانية الخطيرة في الشوارع العامة، وبعضهم يعتقدون في حال خالفوا أنظمة السير بأنهم انتصروا على كاميرات المراقبة ورجال المرور. خاصة في الشوارع والأحياء والقرى التي تفتقر للمراقبة الأمنية والمرورية، بينما في الحقيقة هُمْ يعرضون أنفسهم للتهلكة، وأهاليهم للوجع الأبدي.
نحن نهمس في أذن هؤلاء الشباب الذين مهما فعلوا فإننا نحبهم ونخاف عليهم، فنقول لهم، تجنبوا مثل هذه الممارسات الخاطئة والمخالفات الجسيمة في عالم السياقة وسط شوارعنا المزدحمة أصلاً، وأن لا تصدروا للأجيال القادمة ولعيالكم في المستقبل هذه الثقافة الهوجاء، ثقافة المخالفة، وكسر هيبة القانون، والإصرار على السرعة الفائقة جداً، وتحدي رجال المرور وقوانين السير.
كما نهمس في أذانهم أيضاً، بأنهم مجرد ضحايا تجييش وتحريض من أصدقاء الطيش، وأن ما يفعلوه من مخالفات ليست سوى نزوة عابرة تكلفهم أرواحهم، كما تكلف أسرهم متاعب نفسية تمتد معهم طوال العمر، خاصة حين يستقر ألم الفقد في قلوب الأمهات. ولهذا عليكم أيها الشباب أن تحترموا مشاعر أمهات ينتظرون رجوعكم بالسلامة في كل يوم.
وفي الختام، نوجه رسالة واضحة وصريحة لأولياء الأمور. بأن عليهم مراقبة صغارهم، وعدم تمكينهم من استخدام مركباتهم الخاصة إلا بعد وصولهم لمرحلة النضج في السياقة، والإصرار على مرافقتهم لهم في فترة حصولهم على رخصة السواقة، وذلك لأجل تدريبهم ونقل خبراتهم إليهم بالشكل الكافي. فالأسرة ليست بريئة دائماً في هذا الملف، فبعض الأسر تتحمل جزءاً مهماً من مسؤولية الحفاظ على أرواح شبابها أثناء السياقة. خاصة تلكم الأسر التي تعلم علم اليقين بسلوك أبنائها أثناء السواقة، وتعلم بأنهم يسوقون مركباتهم الخاصة، حتى من دون حصولهم على رخصة قيادة، ومع ذلك يصمتون عنهم. هؤلاء شركاء في الجريمة. نعم إنها جريمة. يجب أن يحاسبوا عليها في حال تم الكشف عن تسترهم على أبنائهم وهم يعلمون ما يقومون به من مخالفات جسيمة وخطيرة.