كل الحالات المصابة بفيروس كورونا في مملكة البحرين أو دول الخليج العربي الأخرى، جاءت من الخارج وتحديداً من إيران التي أخفت الحقائق ولم تكترث لشعبها أمام انتشار الفيروس هناك، وتلاعبت بأرقام الحالات التي أصيبت به، ومنذ متى هو منتشر بداخلها وهذا الكلام ليس كلام طائفيين، إنما هو واقع لا يمكن تغييره بالأصل ومن الممكن اختصار الموقف بعبارة واحدة لا أكثر «متعووودة» بصوت عادل أمام، فنحن تعودنا على أن كل الشرور والكوارث والمصائب التي تدخل علينا في مجتمعنا بالأخص المخدرات والأسلحة والخلايا الإرهابية تكون في الغالب من إيران!

فيروس كورونا أمام ما قام به النظام الإيراني من استهتار بحقيقة عدد الإصابات في إيران، ورفضه للطواقم الطبية التي أرسلت لفحص المسافرين المتواجدين فيها قبل دخولهم الكويت ودول الخليج العربي، فهذا الموقف وإن بدا عدم اكتراث بصحة وسلامة المقيمين والمواطنين الإيرانيين، إلا أنه أيضاً قرار لا يخدم المنطقة ولا حتى دول العالم، وكما كان الإرهاب الإيراني يستهدف السلام العالمي وتجاوز إيران للأعراف والمواثيق الدولية محل قلق يهدد السلم والأمن الدولي، كذلك اليوم ما يقوم به نظام إيران من استهتار يهدد سلامة وصحة شعوب العالم أجمع والطائفية امام هذا الكلام ليس لها علاقة، فالمرض لا يعرف مذهب ولا دولة وكان من المفترض أن تتخذ إيران خطوات جادة أمام تفشي الفيروس بين الإيرانيين، وتخرج بتصريحات فور تأكد وجود إصابات به لضمان السيطرة عليه وعدم انتقاله إلى دول المنطقة.

ما نود الإشادة به أمام هذا المحك الطارئ الذي أوجد حالة قلق دولية فن إدارة الأزمة لدينا في مملكة البحرين، من خلال اتخاذ إجراءات وقائية وخطوات استباقية لضمان عدم انتشار الفيروس إلى داخل المجتمع البحريني، فمعظم الحالات التي تم ضبطها – فيما عدا حالة سائق الحافلة المدرسية والذي أيضاً تم وضعه في الحجر مع من خالطهم – تم ذلك في المطار وأدرج المشتبه بهم في الحجر الصحي، ومن الواضح للمتابع أن هناك فرقاً ذات همم عالية تعمل ليل نهار لأجل احتواء فيروس كورونا، كما هناك خطوات تمت لأجل تدارك أن لا يدخل إلى المجتمع البحريني براً أي من خلال المواطنين أو الزائرين القادمين لنا عن طريق الرحلات البرية، وهذا الحرص اليوم جعل المواطن البحريني يستشعر ولله الحمد معنى منهجية «البحرين فريق واحد» وأن مملكة البحرين من الدول الحريصة جداً على سلامة مواطنيها والمقيمين فيها.

على المواطن والمقيم اليوم مسؤولية وطنية مضاعفة في عدم إعادة تداول الشائعات الصادرة من قبل الذباب الإلكتروني الذي نشط هذه الفترة مع نشاط فيروس كورونا، وهناك محاولات لإيجاد حالة استياء وسخط لدى الرأي العام وإثارة القلق والهلع لديه إلى جانب تمرير بعض الأجندة الخفية لضرب اقتصادات الدول بشكل أكبر وتزوير المواقع الإخبارية للصحف، وبث الأكاذيب من خلالها فهناك ضرورة لاستسقاء المعلومات الحقيقية من مصادرها الرسمية، وحساب وزارة الصحة على مواقع التواصل الاجتماعي للأمانة نشط جداً في بث أول الأخبار والتعليمات والإرشادات، وعلى البعض أن يستوعب ويدرك بعض القرارات الصادرة بتعليق الدراسة وما شابه جاءت كإجراءات وقائية احترازية لا كما يروج باحتمالية وجود انتشار له في المدارس «بعيد الشر».

ورغم كل ما قامت به الدولة من جهود مشكورة نرى البعض يستصعب نطق كلمة شكر واحدة، أو الإشادة بأي شيء يخص إجراءات وطنه البحرين فهي «صعبة الظاهر دام السالفة فيها إيران!» ولا شيء يشغلهم غير ابتداع موضوع الطائفية فهذا دأب الحاقد أصلاً يعتبر السلام شتيمة!

الفيروس الأشد خطورة من كورونا أن ينتشر فيروس الجهل في آلية التعامل معه، وهذا التحدي الأكبر الذي نرى ولله الحمد أن الدولة قامت مشكورة بتغطيته مسبقاً من خلال التوعية بشأن الخطوات الواجب اتباعها في حال الاشتباه بالإصابة بالفيروس، فالمواطن يجب أن يكون شريكاً أساسياً اليوم وأن يراعي أهمية الاتصال بالخط الساخن 444، وعدم التردد أبداً حتى لا يحجز كل الشعب معه والبحرين بلد السلام وواحة الأمن، وستكون آمنة بإذن الله تعالى، ثم تكاتف الجميع وتقديم المصلحة الوطنية قبل المصلحة الفردية وتصدير ثقافة الوقاية خير من العلاج، وعدم إثارة الناس وزيادة مخاوفهم بل نشر الحقائق والمعلومات الصحيحة عن هذا المرض من باب التثقيف، وحسب تقرير لجامعة جون هوبكنز الأمريكية هناك 81 ألف مصاب به شفي منهم 30 ألف، وتوفى 2700 شخص والحالات في مملكة البحرين في مرحلة التشافي وتلقي العلاج اللازم وستكون هذه المرحلة أزمة وتعدي بإذن الله حفظ الله بلادنا وشعوبنا عن كل سوء ومكروه.