* عندما تتصالح مع نفسك وتجدد الصلح مع أحاسيسك ومشاعرك، فإنك حينها على مقدرة تامة بأن تجدد صلحك مع كل الناس ومع كل أحوال الحياة، لأنك آمنت أن الصلح الداخلي هو القدرة على النجاح مع الحياة، وهو الدافع الرئيس للمحافظة على مبادئك وقناعاتك الراسخة تجاه مختلف القضايا. إن التمسك بالثوابت التي تؤمن بها ونشأت تحت ظلالها والمقرونة بمبادئ الشرع الحنيف، يقودك إلى النجاح الحياتي والعيش بسلام تجاه مختلف الظروف المحيطة بك، والتي قد تكون في بعض الأحيان منحدراً خطيراً في حياتك وحياة كل من يمر بها. نستطيع أن نتصالح مع نفوسنا بشرط ألا نلقي باللائمة على الظروف وعلى البشر.. لأنهم لن يتوقفوا عن عبورهم فوق جسور مشاعرك. فقط تصالح مع نفسك وعد إلى واحة الإيمان التي تساعدك على التصالح والصعود مجدداً إلى قمة النجاح.
* هل بالفعل هناك مبالغة في التعامل مع «فيروس كورونا» الذي قلب الحياة وأوقف فيها أبسط مشاعر التواصل مع الآخرين؟ لا أبالغ إذا قلت نعم.. على الأقل في المحيط الذي أتعامل معه وأعايشه كل يوم، فالبعض لم يعد يتكلم بأسلوب «ضعف الإنسان وافتقاره إلى الله» ضعف الإنسان الذي أوصله بأن يرتجف تجاه فيروس صغير يصيب المرء بإذن الله وقدرته، فكل شيء إنما هو بمشيئة المولى عز وجل.. البعض تناسى أنه لا حول له ولا قوة إلا ببارئه.. فهو ركز فقط على الأسباب في كل حياته، وتناسى رب الأسباب الذي بيده مفاتيح الأمر كله.. هذا هو التصالح الحقيقي مع النفس.. أن تكون مع الله في كل لحظات حياتك.. فلا تبالغ في الأخذ بالأسباب وتبتعد عن ثوابت الحياة والعيش المطمئن.. فإنما مكامن الخطورة تنتشر في كل مساحة من مساحات حياتك.. ليس كورونا فقط.. خذ بالأسباب وعش حياة طبيعية تستطيع من خلالها أن تمارس دورك في خلافة الله في الأرض.. فإن مثل هذه الأزمات قد تتكرر في الحياة، ومعها لا بد أن يعود المرء إلى رشده.. ففي كل أزمة عظات ودروس ووقفات.. وهي تبصير للمرء بدوره في هذه الحياة، وأنه يعيش برحمة الله عز وجل وحفظه ورعايته.. هي دروس غير مباشرة لكل مسلم مازال يعيش في غفلة من أمره.. وتناسى أمر الآخرة.. «والآخرة خير وأبقى».
* قد تراه يتردد في التصالح مع الغير، ولربما يكابر من أجل العودة إلى كتابة رسائل الحب التي اعتاد أن يرسلها إليك بين الفينة والأخرى!! البعض لا يسمح لنفسه أن يبقى طويلاً في دوامة لا تنتهي وقد تتعب نفسه كثيراً.. لأن نفسه التي تحب لا تستطيع أن تبتعد قيد أنملة عن أناس بسطاء تكسوهم الطيبة والشهامة والوفاء.. فهم وعلى الرغم من كل شيء يعودون بسرعة إلى واحة محبتك.. أما البعض الآخر فنفسه غير المتصالحة تصر ألا تتصالح مع الغير بحجج واهية ولأسباب حياتية تافهة.. لعجز في نفسه أن تكون النفس الخيرة التي تحب أن تتصالح.. أو على الأقل تقول: أنا آسف.. سامحني فقط أخطأت. إنه تكابر يخدش المشاعر ويمزق عرى المصالحة الداخلية.. نحتاج إلى نجدد المصالحة الداخلية حتى لا نخسر علاقاتنا مع الآخرين.. المصالحة التي تثمر أزهاراً متفتحة يكون أثرها باقياً لسنوات طويلة.
* هناك العديد من الفرص قد تفوتك في الحياة، بحجة أن الموعد لم يحن بعد، أو أنه لا داعي لذلك الآن، أو لعناد في نفسك من أن تكون وسط هذه الفرصة الثمينة. العديد من الفرص السانحة تمر أمامنا في الحياة سواء في علاقاتنا الاجتماعية أو في الأعمال، وهي تعد بمثابة التغيير الشامل لمنظومة الحياة، أو فرصة من فرص الأجور الخالدة. والفطن هو من استطاع أن يقتنص هذه الفرص ويكون فيها العنصر الفاعل حتى يستفيد منها تمام الاستفادة من أجل أن يعيد ترتيب بيته الداخلي، ويزداد تصالح من نفسه. الفرصة هي من المولى تعالى فلا تغفل عنها، ففيها الخير الكثير بإذن الله تعالى.
* يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم» رواه مسلم. وقال صلى الله عليه وسلم: «حق المسلم على المسلم ست». قيل ما هن يا رسول الله؟ قال: «إذا لقيته فسلم عليه، وإذا دعاك فأجبه، وإذا استنصحك فانصح له، وإذا عطس فحمد الله فشمته، وإذا مرض فعده، وإذا مات فاتبعه» رواه البخاري ومسلم. فإنما حث النبي صلى الله عليه وسلم على السلام لما له من ثمرات كثيرة مرجوة، أهمها الأجر الكبير عند الله عز وجل، ثم تطهير القلب من الحقد وسلامة الصدر، ومن ثم يزداد تصالح المرء نفسه.. السلام يزيل ما في النفوس من عثرات.. ويريحها من الهموم والأحزان، ومن خلالها تتصافى وتزول الحواجز.. كما وجه النبي عليه الصلاة والسلام رسالة سلام للمتخاصمين حتى يتصالحوا مع نفوسهم ومع الآخرين: «لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام»، رواه البخاري.
* من أجل أن تخلد إلى سريرك وأنت متصالح مع نفسك مرتاح الضمير، وتحس معها بالسكينة والطمأنينة والراحة مع كل من تحب.. وتبتسم ابتسامة مشرقة تزيل العثرات عن كل مهموم ومكلوم.. إن أردت أن تكون بطلاً لهذه الصورة الجميلة.. عليك أن تترك أثراً جميلاً في يومك، وتحرص ألا تؤثر في حياتك بعض الإطلالات المزعجة، فأنت من يقود نفسك بأن تكون مثل الفارس الفائز في السباق في كل يوم.. فهو يحرص أن يصل إلى نقطة النهاية ويرفع يديه فرحاً مسروراً.. لا تستصغر أي أثر تتركه.. فأنت بحاجة ماسة إليه قبل أن تخلد إلى النوم.. وتختم هذا الأثر بركعتين ودعاء إلى المولى الكريم.. ثم تتصالح مع نفسك وتدعو فلعلها تكون آخر أنفاس حياتك تختمها بخير: «اللهم أسلمت نفسي إليك ووجهت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبنبيك الذي أرسلت».
* ومضة أمل:
من معاني الفوز أن تحافظ على ابتسامتك الحقيقية كما هي لا تتغير.
* هل بالفعل هناك مبالغة في التعامل مع «فيروس كورونا» الذي قلب الحياة وأوقف فيها أبسط مشاعر التواصل مع الآخرين؟ لا أبالغ إذا قلت نعم.. على الأقل في المحيط الذي أتعامل معه وأعايشه كل يوم، فالبعض لم يعد يتكلم بأسلوب «ضعف الإنسان وافتقاره إلى الله» ضعف الإنسان الذي أوصله بأن يرتجف تجاه فيروس صغير يصيب المرء بإذن الله وقدرته، فكل شيء إنما هو بمشيئة المولى عز وجل.. البعض تناسى أنه لا حول له ولا قوة إلا ببارئه.. فهو ركز فقط على الأسباب في كل حياته، وتناسى رب الأسباب الذي بيده مفاتيح الأمر كله.. هذا هو التصالح الحقيقي مع النفس.. أن تكون مع الله في كل لحظات حياتك.. فلا تبالغ في الأخذ بالأسباب وتبتعد عن ثوابت الحياة والعيش المطمئن.. فإنما مكامن الخطورة تنتشر في كل مساحة من مساحات حياتك.. ليس كورونا فقط.. خذ بالأسباب وعش حياة طبيعية تستطيع من خلالها أن تمارس دورك في خلافة الله في الأرض.. فإن مثل هذه الأزمات قد تتكرر في الحياة، ومعها لا بد أن يعود المرء إلى رشده.. ففي كل أزمة عظات ودروس ووقفات.. وهي تبصير للمرء بدوره في هذه الحياة، وأنه يعيش برحمة الله عز وجل وحفظه ورعايته.. هي دروس غير مباشرة لكل مسلم مازال يعيش في غفلة من أمره.. وتناسى أمر الآخرة.. «والآخرة خير وأبقى».
* قد تراه يتردد في التصالح مع الغير، ولربما يكابر من أجل العودة إلى كتابة رسائل الحب التي اعتاد أن يرسلها إليك بين الفينة والأخرى!! البعض لا يسمح لنفسه أن يبقى طويلاً في دوامة لا تنتهي وقد تتعب نفسه كثيراً.. لأن نفسه التي تحب لا تستطيع أن تبتعد قيد أنملة عن أناس بسطاء تكسوهم الطيبة والشهامة والوفاء.. فهم وعلى الرغم من كل شيء يعودون بسرعة إلى واحة محبتك.. أما البعض الآخر فنفسه غير المتصالحة تصر ألا تتصالح مع الغير بحجج واهية ولأسباب حياتية تافهة.. لعجز في نفسه أن تكون النفس الخيرة التي تحب أن تتصالح.. أو على الأقل تقول: أنا آسف.. سامحني فقط أخطأت. إنه تكابر يخدش المشاعر ويمزق عرى المصالحة الداخلية.. نحتاج إلى نجدد المصالحة الداخلية حتى لا نخسر علاقاتنا مع الآخرين.. المصالحة التي تثمر أزهاراً متفتحة يكون أثرها باقياً لسنوات طويلة.
* هناك العديد من الفرص قد تفوتك في الحياة، بحجة أن الموعد لم يحن بعد، أو أنه لا داعي لذلك الآن، أو لعناد في نفسك من أن تكون وسط هذه الفرصة الثمينة. العديد من الفرص السانحة تمر أمامنا في الحياة سواء في علاقاتنا الاجتماعية أو في الأعمال، وهي تعد بمثابة التغيير الشامل لمنظومة الحياة، أو فرصة من فرص الأجور الخالدة. والفطن هو من استطاع أن يقتنص هذه الفرص ويكون فيها العنصر الفاعل حتى يستفيد منها تمام الاستفادة من أجل أن يعيد ترتيب بيته الداخلي، ويزداد تصالح من نفسه. الفرصة هي من المولى تعالى فلا تغفل عنها، ففيها الخير الكثير بإذن الله تعالى.
* يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم» رواه مسلم. وقال صلى الله عليه وسلم: «حق المسلم على المسلم ست». قيل ما هن يا رسول الله؟ قال: «إذا لقيته فسلم عليه، وإذا دعاك فأجبه، وإذا استنصحك فانصح له، وإذا عطس فحمد الله فشمته، وإذا مرض فعده، وإذا مات فاتبعه» رواه البخاري ومسلم. فإنما حث النبي صلى الله عليه وسلم على السلام لما له من ثمرات كثيرة مرجوة، أهمها الأجر الكبير عند الله عز وجل، ثم تطهير القلب من الحقد وسلامة الصدر، ومن ثم يزداد تصالح المرء نفسه.. السلام يزيل ما في النفوس من عثرات.. ويريحها من الهموم والأحزان، ومن خلالها تتصافى وتزول الحواجز.. كما وجه النبي عليه الصلاة والسلام رسالة سلام للمتخاصمين حتى يتصالحوا مع نفوسهم ومع الآخرين: «لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام»، رواه البخاري.
* من أجل أن تخلد إلى سريرك وأنت متصالح مع نفسك مرتاح الضمير، وتحس معها بالسكينة والطمأنينة والراحة مع كل من تحب.. وتبتسم ابتسامة مشرقة تزيل العثرات عن كل مهموم ومكلوم.. إن أردت أن تكون بطلاً لهذه الصورة الجميلة.. عليك أن تترك أثراً جميلاً في يومك، وتحرص ألا تؤثر في حياتك بعض الإطلالات المزعجة، فأنت من يقود نفسك بأن تكون مثل الفارس الفائز في السباق في كل يوم.. فهو يحرص أن يصل إلى نقطة النهاية ويرفع يديه فرحاً مسروراً.. لا تستصغر أي أثر تتركه.. فأنت بحاجة ماسة إليه قبل أن تخلد إلى النوم.. وتختم هذا الأثر بركعتين ودعاء إلى المولى الكريم.. ثم تتصالح مع نفسك وتدعو فلعلها تكون آخر أنفاس حياتك تختمها بخير: «اللهم أسلمت نفسي إليك ووجهت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبنبيك الذي أرسلت».
* ومضة أمل:
من معاني الفوز أن تحافظ على ابتسامتك الحقيقية كما هي لا تتغير.