عطفاً على المقال السابق والخاص بمتاهات انتقاد بعضهم للعاملين على محاربة كورونا وبشراسة، ووقوعهم في المحذور الوطني والإنساني، وتوظيفهم وسائل التواصل الاجتماعي لأجل ذلك، فإننا هنا يمكن أن نظيف بعض النقاط المهمة لوضعها على الحروف الوطنية، لنؤكد وقوفنا التام مع الدولة في مواجهة هذا المرض، وأن الوقت اليوم لا يكفي للتراشق ورمي القائمين على محاربة كورونا بأبشع الألفاظ والتهم والأوصاف.
نقول هنا. يمكن أن ننتقد القصور والتقصير الحاصل في محاربة المرض لكن بلطف وبروح مسؤولة، وفي ذات الوقت، لا يمكن ضرب كل الجهود الوطنية المبذولة والصادقة من تحت الحزام، وإعمال الدعايات وترويج الشائعات للتقليل من شأنها ومن شأن العاملين في القطاع الطبي والصحي وغيرها من القطاعات الأخرى التي تساهم بشكل مباشر في محاربة المرض.
إن الانتقاد في زمن كورونا سهل للغاية، خاصة إذا كان المنتقِد يجلس في غرفة نومه وبين أهله معافى من كل سوء، لكن الأمر الصعب جداً، هو النزول للميدان ومواجهة المرض والمرضى وجهاً لوجه، وتعريض أنفسنا للخطر من أجل إيقافه. هنا تسجل المواقف، في الميدان وليس في غرف النوم أو عبر «الكيبورد».
فهل صمت المتفرجون قليلاً من أجل إعطاء الفرصة الكافية للعاملين في الميدان لأداء دورهم الوطني والإنساني؟ أم سيظل هؤلاء لا يتوقفون عن الثرثرة؟ نحن لا نطلب منهم أن ينزلوا للميدان في حال وضعوا أنفسهم حكماً على أداء العاملين في الساحة الطبية، بل كل ما في الأمر أننا نريد منهم أن «يكرمونا» بسكوتهم فقط. وإذا كانت هناك ثمة انتقادات سليمة ووطنية، فلتوجه في طريق محاربة المرض وليس لمحاربة القائمين على محاربته، وأن يكون النقد موجهاً بشكل مسؤول ومؤثر وصادق للجهات المعنية وليس للشارع، أما غير ذلك من الكلام، فلا طائل من ورائه سوى تشويش طريق العاملين على مواجهة هذا المرض الفتاك وأخطاره.
إن انحراف بوصلتنا الوطنية تحت ذريعة «من حقنا النقد»، وتوجيه خطاباتنا الشرسة للطواقم الصحية وغيرها من أجهزة الدولة، لا يخدمنا في هذه المرحلة، وإنما يجب أن نتعاون ونتضافر كلّنا مع الجهات المختصة، والامتثال لأوامرها وتتبع إرشاداتها، والعمل بنصائحها. هذا الأمر يكفينا عن كل أشكال النقد الهدام في هذه المرحلة الحساسة والظرف الاستثنائي التي تمر بها البلاد. ولهذا يجب أن نميز بين النقد الهادف والنقد الهادم، والأهم من كل ذلك هو أن يكون التوقيت مناسباً لطرح النقد في مكانه وزمانه الصحيحين، وإلَّا فإننا سوف «نخرب» ونبعثر كل الجهود الصادقة للعاملين في حقل معركة هذا المرض الذي لو أفلت من أيدينا، فإننا سنندم على إضاعة وقتنا في انتقادات كانت لأجل الانتقادات فقط، وإضاعة عمرنا ومستقبل أجيالنا القادم حين يتمكن المرض منا لا قدر الله. فدعوا العاملين يعملون، ولنتعاون جميعنا على محاربة كورونا. هذه رسالتنا للجميع «والله يحفظ الجميع».
نقول هنا. يمكن أن ننتقد القصور والتقصير الحاصل في محاربة المرض لكن بلطف وبروح مسؤولة، وفي ذات الوقت، لا يمكن ضرب كل الجهود الوطنية المبذولة والصادقة من تحت الحزام، وإعمال الدعايات وترويج الشائعات للتقليل من شأنها ومن شأن العاملين في القطاع الطبي والصحي وغيرها من القطاعات الأخرى التي تساهم بشكل مباشر في محاربة المرض.
إن الانتقاد في زمن كورونا سهل للغاية، خاصة إذا كان المنتقِد يجلس في غرفة نومه وبين أهله معافى من كل سوء، لكن الأمر الصعب جداً، هو النزول للميدان ومواجهة المرض والمرضى وجهاً لوجه، وتعريض أنفسنا للخطر من أجل إيقافه. هنا تسجل المواقف، في الميدان وليس في غرف النوم أو عبر «الكيبورد».
فهل صمت المتفرجون قليلاً من أجل إعطاء الفرصة الكافية للعاملين في الميدان لأداء دورهم الوطني والإنساني؟ أم سيظل هؤلاء لا يتوقفون عن الثرثرة؟ نحن لا نطلب منهم أن ينزلوا للميدان في حال وضعوا أنفسهم حكماً على أداء العاملين في الساحة الطبية، بل كل ما في الأمر أننا نريد منهم أن «يكرمونا» بسكوتهم فقط. وإذا كانت هناك ثمة انتقادات سليمة ووطنية، فلتوجه في طريق محاربة المرض وليس لمحاربة القائمين على محاربته، وأن يكون النقد موجهاً بشكل مسؤول ومؤثر وصادق للجهات المعنية وليس للشارع، أما غير ذلك من الكلام، فلا طائل من ورائه سوى تشويش طريق العاملين على مواجهة هذا المرض الفتاك وأخطاره.
إن انحراف بوصلتنا الوطنية تحت ذريعة «من حقنا النقد»، وتوجيه خطاباتنا الشرسة للطواقم الصحية وغيرها من أجهزة الدولة، لا يخدمنا في هذه المرحلة، وإنما يجب أن نتعاون ونتضافر كلّنا مع الجهات المختصة، والامتثال لأوامرها وتتبع إرشاداتها، والعمل بنصائحها. هذا الأمر يكفينا عن كل أشكال النقد الهدام في هذه المرحلة الحساسة والظرف الاستثنائي التي تمر بها البلاد. ولهذا يجب أن نميز بين النقد الهادف والنقد الهادم، والأهم من كل ذلك هو أن يكون التوقيت مناسباً لطرح النقد في مكانه وزمانه الصحيحين، وإلَّا فإننا سوف «نخرب» ونبعثر كل الجهود الصادقة للعاملين في حقل معركة هذا المرض الذي لو أفلت من أيدينا، فإننا سنندم على إضاعة وقتنا في انتقادات كانت لأجل الانتقادات فقط، وإضاعة عمرنا ومستقبل أجيالنا القادم حين يتمكن المرض منا لا قدر الله. فدعوا العاملين يعملون، ولنتعاون جميعنا على محاربة كورونا. هذه رسالتنا للجميع «والله يحفظ الجميع».