احتفل العالم في تاريخ 5 يونيو بيوم البيئة العالمي، وذلك حول موضوع «التنوع البيولوجي» لهذا العام. لستُ هنا بصدد استعراض مفهوم التنوع البيولوجي ولا أهميته، ولا الاتفاقيات الدولية المعنية بهذا الموضوع. ولكني أود أن أقف لحظة تأمل في حال البيئة في العالم في يومها هذا، فما هو حال البيئة في 2020؟
يبدو أن البيئة قد شهدت أفضل حالاتها في الأشهر الأولى من هذا العام، إذ انخفضت معدلات التلوث وتحديداً الهواء، وإن كان لفترة محدودة، وذلك لانخفاض أنشطة المصانع واستخدام وسائل النقل، وما ترتب على ذلك من انخفاضٍ في استهلاك الوقود الأحفوري. وانتشرت العديد من مقاطع الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي والتي توضح كيف شعرت الحيوانات والطيور بالأمان، وصارت تُرى في الشوارع والطرقات التي هجرها البشر بسبب جائحة «كورونا». غير أن هذا الحال لم يستمر طويلاً، إذ ما لبث أن عاد البشر إلى مزاولة أنشطتهم المعتادة، واستأنفت المصانع عملها بطاقة إنتاجية ربما تفوق ما اعتادت عليه، وذلك لتعوض الخسائر التي مُنيت بها، كما بدأت الطرق، وقريباً السماء، تزدحم بوسائل المواصلات.
إنّ وضع البيئة اليوم يمثل المعادلة الصعبة التي يحاول الباحثون حلها بإيجاد التوازن ما بين البيئة والاقتصاد والمجتمع. فكيف يتم تحقيق التنمية المستدامة، والاستمرار في ذلك، دون المساس بأي من هذه الجوانب بشكل سلبي؟
لقد فعّلت التدابير المتخذة في بداية الجائحة ما نادى به الباحثون منذ سنوات. فما الذي يمنع مثلاً أن يكون العمل من المنزل إذا ما كان يمكن إنجازه؟ وما الذي يدعو إلى السفر بالسيارة أو الطائرة، إذا كان الاجتماع أو المؤتمر يمكن حضوره «أون لاين»؟، وما الذي يحول دون الاعتماد على التعليم الإلكتروني في مختلف المراحل الدراسية، إلى جانب الحضور الشخصي لمدة يوم أو يومين في الأسبوع مثلاً؟
لا أدعو هنا إلى الانغلاق التام وتمديد أجل هذه الإجراءات حتى تختفي جميع الأوبئة والأمراض من العالم، فالتطرف في كلا الوضعين مقيت، ولكن ما الذي يمنع من المزاوجة بين العهدين، عهد ما قبل «كورونا» وعهد التعايش وما بعد «كورونا»؟ لم لا يتم توسيع نطاق استخدام التقنيات الحديثة والابتكار في توظيفها؟ وكيف يمكن الوصول إلى حالة التوازن بين البيئة والاقتصاد والمجتمع دون ضرر أو ضرار؟ وأعني هنا أن يستمر النمو الاقتصادي مع الحفاظ على البيئة وعدم المساس برفاهية الإنسان ولا صحته.
* فائدة:
يهدف يوم البيئة العالمي إلى توعية الجمهور بقضايا بيئية معينة وحثهم على اتخاذ الإجراءات المناسبة حيالها، فما الذي سيقوم به الجميع خاصة بعد أن اتضح جلياً حجم الأثر الذي تسببه الأنشطة البشرية على البيئة؟
* أستاذ سياسات الطاقة وتغير المناخ المساعد – جامعة الخليج العربي
يبدو أن البيئة قد شهدت أفضل حالاتها في الأشهر الأولى من هذا العام، إذ انخفضت معدلات التلوث وتحديداً الهواء، وإن كان لفترة محدودة، وذلك لانخفاض أنشطة المصانع واستخدام وسائل النقل، وما ترتب على ذلك من انخفاضٍ في استهلاك الوقود الأحفوري. وانتشرت العديد من مقاطع الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي والتي توضح كيف شعرت الحيوانات والطيور بالأمان، وصارت تُرى في الشوارع والطرقات التي هجرها البشر بسبب جائحة «كورونا». غير أن هذا الحال لم يستمر طويلاً، إذ ما لبث أن عاد البشر إلى مزاولة أنشطتهم المعتادة، واستأنفت المصانع عملها بطاقة إنتاجية ربما تفوق ما اعتادت عليه، وذلك لتعوض الخسائر التي مُنيت بها، كما بدأت الطرق، وقريباً السماء، تزدحم بوسائل المواصلات.
إنّ وضع البيئة اليوم يمثل المعادلة الصعبة التي يحاول الباحثون حلها بإيجاد التوازن ما بين البيئة والاقتصاد والمجتمع. فكيف يتم تحقيق التنمية المستدامة، والاستمرار في ذلك، دون المساس بأي من هذه الجوانب بشكل سلبي؟
لقد فعّلت التدابير المتخذة في بداية الجائحة ما نادى به الباحثون منذ سنوات. فما الذي يمنع مثلاً أن يكون العمل من المنزل إذا ما كان يمكن إنجازه؟ وما الذي يدعو إلى السفر بالسيارة أو الطائرة، إذا كان الاجتماع أو المؤتمر يمكن حضوره «أون لاين»؟، وما الذي يحول دون الاعتماد على التعليم الإلكتروني في مختلف المراحل الدراسية، إلى جانب الحضور الشخصي لمدة يوم أو يومين في الأسبوع مثلاً؟
لا أدعو هنا إلى الانغلاق التام وتمديد أجل هذه الإجراءات حتى تختفي جميع الأوبئة والأمراض من العالم، فالتطرف في كلا الوضعين مقيت، ولكن ما الذي يمنع من المزاوجة بين العهدين، عهد ما قبل «كورونا» وعهد التعايش وما بعد «كورونا»؟ لم لا يتم توسيع نطاق استخدام التقنيات الحديثة والابتكار في توظيفها؟ وكيف يمكن الوصول إلى حالة التوازن بين البيئة والاقتصاد والمجتمع دون ضرر أو ضرار؟ وأعني هنا أن يستمر النمو الاقتصادي مع الحفاظ على البيئة وعدم المساس برفاهية الإنسان ولا صحته.
* فائدة:
يهدف يوم البيئة العالمي إلى توعية الجمهور بقضايا بيئية معينة وحثهم على اتخاذ الإجراءات المناسبة حيالها، فما الذي سيقوم به الجميع خاصة بعد أن اتضح جلياً حجم الأثر الذي تسببه الأنشطة البشرية على البيئة؟
* أستاذ سياسات الطاقة وتغير المناخ المساعد – جامعة الخليج العربي