كل ما تقوم به سواء خير أو شر، سيعود عليك بذات الطريقة التي قمت بها، وهو ما أطلق عليه لفظاً واصطلاحاً بـ «الكارما»، وهي بكل تأكيد لا تستثني أحداً.

اجتمع القادة في العُلا، واستبشرت الشعوب خيراً، وما نص عليه الاتفاق كانت خطوات سريعة لحلحلة الملفات العالقة والمختلف عليها، ولكن هنا مجدداً عادت حليمة لعادتها القديمة.

ودون أن أخوض في التفاصيل، فإن كل ما تقوم به قطر سيعود عليها وعلى قادتها مستقبلاً، فكما نقضت العهود، ستواجه ذلك، وكما رفعت سكينة الغدر، سترفع عليها مجدداً.

محاربة الناس والشعوب في أرزاقهم لن تمر أيضاً دون أن تذوق الدوحة من مرارة محاربة شعبها في رزقهم، ومن قبل أقرب المقربين أيضاً.

الأمر ذاته ينطبق على دعم الإرهاب، ونقل المرتزقة والمقاتلين لتخريب البلدان، وزعزعة الأمن والاستقرار في الدول، سيعود على قطر أيضاً، وسيحصل فيها «رغم أننا لا نتمنى ذلك»، يوماً ما.

الأمر لا يقتصر على ذلك، بل يشمل كافة الممارسات خارج نطاق الأعراف الدبلوماسية والإنسانية والعسكرية والبروتوكولية بين الدول، والتي وللأسف الشديد تمارسها الدوحة يومياً تجاه عدة دول في الكرة الأرضية.

الأموال والموارد ستنضب يوماً ما، والنفوذ سيتقلص وربما يختفي لا محالة، وعلى قادة الدوحة الاستعداد لمثل هذا اليوم، فما يقومون به سيجدونه يستقبلهم لاحقاً وفي وقت لا يتوقعونه.

صفحات التاريخ مليئة بذكر دول كانت ذات شأن، ودول أخرى بطشت في الأرض، وجميعها الآن لا وجود لها، وليست ذات قيمة في المجتمع الدولي، في حين أن دولاً أخرى لم تطلق سهامها تجاه الآخرين، لازالت صامدة رغم متقلبات الزمن.

ولتكون النصيحة كاملة، فإن على قادة قطر الإدراك بأن عمر الدول والشعوب، أطول من عمر الأفراد، وأن 50 أو 100 عام، لن تكون طويلة في الزمن.

* آخر لمحة:

لو وفرت قطر مواردها على تنمية شعبها ودولتها فقط، لأصبح دخل المواطن القطري 5 أضعاف دخله الحالي، ولوفرت لمواطنيها البنية التحتية الأكثر تطوراً، ولكن يبدو بأن «مالهم في الطيب نصيب».