هناك حلم وهناك واقع وبينهما لا للمستحيل ورؤية لرجل له نظرة ثاقبة جعل من البساطة كل شيء في حياته بعيداً عن التعقيد جاء بفكرة قبل أكثر من أربعة عقود ونيف من الزمن، كان ذلك في عام 1976م بداية حلم الوصول إلى المريخ عندما زار وفد من وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا»، المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، حيث أثنى على أكبر إنجاز حققه الإنسان حين وصوله إلى سطح القمر، وظلت هذه الفكرة تراود أصحاب القرار وأصحاب العلم والعلماء حتى دخلت موضع التنفيذ قبل 6 أعوام تقريباً، ولو نظرت إلى ذلك العمل لشاهدت البعد والنظرة الإستراتيجية والخطة البعيدة المدى للمشروع، هكذا يأتي الزمان برجال لديها عمق في الحياة بالرغم من شح الموارد والعلوم آنذاك، فإن الحلم المراود للمسبار وضع له خط زمني حتى أصبح واقعاً ملموساً بعدما تم تنفيذه على الأرض حتى دخوله الغلاف الجوي وهو الآن يصول ويجول في عالم الكوكب الأحمر.

رحمك الله يا أبا خليفة رجل سابق عصره قالها هو ونفذها أبناؤه الذين هم في سباق مع الزمن في زمن متغيراته سريعة جداً، هذه هي دولة الإمارات العربية المتحدة وهذا إنجازها التاريخي الجديد الذي يضاف إلى قائمة الإنجازات التي حققتها، بوصول مسبار الأمل إلى مداره حول كوكب المريخ. والذي جعلها في مصافّ العالم المتقدم باعتبارها أول دولة عربية وخامس دولة عالمية تصل إلى المريخ، وهذا في حد ذاته إنجاز عربي وعالمي غير مسبوق.

ومن هذه الانطلاقة يتحقق حلم قائد المسيرة الأول الفارس الملهم والمؤسس المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله وأسكنه فسيح جناته وبعد مرور سنين بحلوها ومرها من العمل والتجارب والدراسات في ذلك المشروع الخير الكبير مشروع مسبار الأمل، الذي يقوده فريق عمل إماراتي من مختلف التخصصات للقيام برحلة استطلاعية علمية تحقق حلم العرب ورفع اسمهم في محافل الغرب والعالم، هكذا التخطيط وبعده الإستراتيجي.

إن للتخطيط قلماً يخط الحروف بخطوط من ذهب في الرؤية والرسالة والهدف لإظهار قصص النجاح ولو طال بها الزمان، مسبار الأمل قصة نجاح جديدة خرجت من الظلمات إلى النور هي فكرة الشيخ زايد رحمه الله وجعلها في ميزان حسناته إن شاء الله ونفذها المحمدان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم إمارة دبي صاحب المقولة الشهيرة «من الصحراء بدأنا وإلى الفضاء وصلنا»، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.. هذا وإن دل على شيء فإنه يدل على تعاقب الفكر ولا يوجد مستحيل عند أبناء زايد فالعلم نور والحلم حقيقة. وبهذا العمل النير نبارك لدولة الإمارات العربية المتحدة قيادة وشعباً هذا الإنجاز الكبير ونتمنى لهم التوفيق والنجاح في المشاريع المستقبلية مع خالص التحية والتقدير.