جزيرة صغيرة في حجمها، بسيطة في مواردها لكنها كبيرة بإنجازاتها، ثرية بمواردها البشرية، فهي قادرة على صناعة الأحداث التاريخية، ليشهد العالم بتميزها، إنها جزيرة البحرين، تلك الجزيرة تحكي قصة فريدة من نوعها، أبهرت القاصي والداني، إنها قصة تكاتف شعب مع القيادة لتحقيق الإنجازات وبناء الحضارة، وتشييد الصروح، فبتكاتف الشعب والقيادة وتعاونهم يستتب الأمن والأمان ويكون شغلهم الشاغل هو التطوير والبناء، نعم هذا ما يميز مملكتنا الحبيبة الصغيرة في حجمها والكبيرة في مواقفها وإنجازاتها.ومن يستعرض تاريخ مملكة البحرين يجد العديد من الشواهد التي تدل على تكاتف القيادة والشعب، ليصنعوا معاً تاريخاً مشرفاً، ولعل أحد هذه الشواهد، قصة إطلاق ميثاق العمل الوطني. والذي يشكل تدشيناً لمرحلة تاريخية جديدة من مراحل تاريخ البحرين يقودها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى، إنها المرحلة الديمقراطية في عهد المشروع الإصلاحي الذي طرحه جلالته. فقد تكاتف الشعب والقيادة يداً بيد ليطلقوا هذا الميثاق مسطري بذلك قصة جديدة من قصص التلاحم بين القيادة والشعب.وقد مضى عشرون عاماً على انطلاق ميثاق العمل الوطني، ففي الرابع عشر من فبراير من عام 2001 أقبل المواطنون ممن بلغت أعمارهم 21 سنة، إقبالاً شديداً على مراكز التصويت، ليقولوا نعم للميثاق، كان ذلك حدثاً تاريخياً حيث وافق البحرينيون على ميثاق العمل الوطني بنسبة 98.4%، وهي نسبة عالياً فاقت التوقعات، وأبهرت العالم. وتعتبر تجربة إطلاق الميثاق تجربة ديمقراطية جريئة ورائدة، فالميثاق وضع بإرادة القيادة والشعب معاً، فتعاونوا وتلاحموا لصناعته، حيث شارك في إعداده جميع أطياف الشعب من مفكرين ووجهاء وخبراء بحرينيين، من جميع الشرائح والتيارات الفكرية، كان تجمعاً فريداً رغم أن المجتمع البحريني مجتمعاً متنوع الأطياف متعدد الأديان والطوائف. ثم صدق عليه المواطنون بعد أن عُرض عليهم من خلال وسائل الإعلام، وقد طبع ونشر ليتداوله جميع المواطنين بل وحتى المقيمين، فقرأه الجميع وتفكروا فيه وناقشوه وأبدوا فيه آراءهم، ثم صوتوا وصدقوا عليه، إنها تجربة ديمقراطية فريدة أطلقها جلالة الملك المفدى حفظه الله، لتصبح حدثاً تاريخياً مهماً في صفحات تاريخ البحرين، وشاهداً جديداً على تلاحم القيادة والشعب في بناء الحضارة وصناعة الإنجازات.. ودمتم أبناء قومي سالمين.