المحاولات البائسة من قبل البعض للإخلال بالأمن وإثارة النعرات والسعي لجرنا إلى مرحلة طوينا صفحتها وتركناها للتاريخ أمر مرفوض خاصة وأن البحرين اليوم متكاتفة أشد تكاتف ونلحظ ذلك في كل موقع وموقف. وأسلوب تعطيل مصالح الناس والتعدي على الممتلكات العامة وكسر القوانين لم يعد مقبولاً لدى أحد فالوعي المجتمعي تحسن كثيراً والشعور بالولاء للأرض والقيادة في أفضل مستوياته. وهذا ليس تخميناً بل حالة نستشعرها جميعاً ونراها بأعيننا يومياً.
وأكاد أجزم أن من يحاول اليوم أن يحدث شرخاً جديداً في المجتمع من خلال اجترار الماضي أو إعادة تنفيذ نفس المخططات الشيطانية السابقة لن يفلح ولن يلقى تجاوباً مهما حاول. فالحالة الداخلية أكثر متانة وصلابة مما كانت عليه خاصة في ظل غياب رؤوس التحريض والفتنة وابتعادهم عن الساحة.
هذا على الصعيد الداخلي، أما على الصعيد الخارجي، فنلحظ وجود خطوات هدفها التقارب بين القوى الإقليمية والسعي لرأب الصدع والتخفيف من أجواء التوتر. فالعراق يستضيف اجتماعات «سرية» بين العرب وإيران حسب عدة مصادر موثوقة. وعلاقة مصر وتركيا في تحسن بعد أن قدم الأتراك تنازلات وتراجعوا عن مواقف أضرت بالعلاقة بين البلدين. ليس هذا فحسب، فتركيا تغازل السعودية والإمارات وتسعى إلى تهدئة التوتر معهما خاصة وأنها بحاجة اليوم أكثر من أي وقت مضى للاستثمارات الخليجية السخية. ولا ننسى أن إسرائيل أصبحت موجودة في المنطقة أيضاً رسمياً و من خلال اتفاقيات السلام ووجودها يغير المعادلات وقد يقلبها.
أما أمريكا، ذات النفوذ الكبير في المنطقة، فكما اتضح للجميع، لا تريد أن تنشغل أكثر بقضايا وتوترات الشرق الأوسط فأولويتها القصوى تحسين اقتصادها وتنميته حسب تصريحات الرئيس بايدن والتركيز دبلوماسياً واقتصادياً وعسكرياً على المنافس الأول لها وهي الصين. وسيكون من الأفضل لها أن تبدأ دول المنطقة بشكل عام في حل قضاياها البينية دون تدخل منها.
وهذا ما حدى بفريدريك كمبي الرئيس التنفيذي لمؤسسة الفكر الأمريكية «اتلانتك كاونسل» المتخصصة في الشؤون الدولية أن يتوقع حالة من الانتعاش الاقتصادي تعم المنطقة ككل وتكون مشابهة لحالة أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية. حيث يرى كمبي أن مساعي تخفيف التوتر بين عدة قوى في المنطقة ورغبة أغلب القادة على التركيز على النمو الاقتصادي سيجعل دول المنطقة تتعاون أكثر. ولا أستبعد ذلك، فمثلاً، صرح رئيس غرفة التجارة الإيرانية الإماراتية المشتركة، فرشيد فرزانكان، أن الإمارات ثاني أكبر شريك تجاري لإيران منذ حوالي سنتين، وأعرب عن أمله في أن تصل بلاده عبرها إلى سوق السعودية.
لذلك، وعودة إلى بداية المقال، فإن الفوضى التي أثارها البعض هنا والعبث الذي قاموا به، لن يجدي، فلا الحالة الداخلية أو الخارجية مهيأة لهكذا أفعال والمراهنة على عودة الأمور كما كانت عليه في السابق مراهنة خاسرة.
{{ article.visit_count }}
وأكاد أجزم أن من يحاول اليوم أن يحدث شرخاً جديداً في المجتمع من خلال اجترار الماضي أو إعادة تنفيذ نفس المخططات الشيطانية السابقة لن يفلح ولن يلقى تجاوباً مهما حاول. فالحالة الداخلية أكثر متانة وصلابة مما كانت عليه خاصة في ظل غياب رؤوس التحريض والفتنة وابتعادهم عن الساحة.
هذا على الصعيد الداخلي، أما على الصعيد الخارجي، فنلحظ وجود خطوات هدفها التقارب بين القوى الإقليمية والسعي لرأب الصدع والتخفيف من أجواء التوتر. فالعراق يستضيف اجتماعات «سرية» بين العرب وإيران حسب عدة مصادر موثوقة. وعلاقة مصر وتركيا في تحسن بعد أن قدم الأتراك تنازلات وتراجعوا عن مواقف أضرت بالعلاقة بين البلدين. ليس هذا فحسب، فتركيا تغازل السعودية والإمارات وتسعى إلى تهدئة التوتر معهما خاصة وأنها بحاجة اليوم أكثر من أي وقت مضى للاستثمارات الخليجية السخية. ولا ننسى أن إسرائيل أصبحت موجودة في المنطقة أيضاً رسمياً و من خلال اتفاقيات السلام ووجودها يغير المعادلات وقد يقلبها.
أما أمريكا، ذات النفوذ الكبير في المنطقة، فكما اتضح للجميع، لا تريد أن تنشغل أكثر بقضايا وتوترات الشرق الأوسط فأولويتها القصوى تحسين اقتصادها وتنميته حسب تصريحات الرئيس بايدن والتركيز دبلوماسياً واقتصادياً وعسكرياً على المنافس الأول لها وهي الصين. وسيكون من الأفضل لها أن تبدأ دول المنطقة بشكل عام في حل قضاياها البينية دون تدخل منها.
وهذا ما حدى بفريدريك كمبي الرئيس التنفيذي لمؤسسة الفكر الأمريكية «اتلانتك كاونسل» المتخصصة في الشؤون الدولية أن يتوقع حالة من الانتعاش الاقتصادي تعم المنطقة ككل وتكون مشابهة لحالة أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية. حيث يرى كمبي أن مساعي تخفيف التوتر بين عدة قوى في المنطقة ورغبة أغلب القادة على التركيز على النمو الاقتصادي سيجعل دول المنطقة تتعاون أكثر. ولا أستبعد ذلك، فمثلاً، صرح رئيس غرفة التجارة الإيرانية الإماراتية المشتركة، فرشيد فرزانكان، أن الإمارات ثاني أكبر شريك تجاري لإيران منذ حوالي سنتين، وأعرب عن أمله في أن تصل بلاده عبرها إلى سوق السعودية.
لذلك، وعودة إلى بداية المقال، فإن الفوضى التي أثارها البعض هنا والعبث الذي قاموا به، لن يجدي، فلا الحالة الداخلية أو الخارجية مهيأة لهكذا أفعال والمراهنة على عودة الأمور كما كانت عليه في السابق مراهنة خاسرة.