لم يعجبني التحامل الذي ظهر في تغريدات بعض المغردين المحليين رداً على تغريدة كتبها أحد الأخوة من دولة شقيقة كان يمدح فيها بطريقة غير مباشرة نجاح البحرين في خفض عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا وكما ذكر على الرغم من إمكانياتنا (المتواضعة). وأعتقد أنه كان عليهم التريث في الرد والنظر إلى تغريدته بشكل إيجابي.

والسبب أن الرجل من المقربين للبحرين وعلاقته جيدة مع قيادتها وأهلها منذ زمن طويل بالإضافة إلى إقامة عدد من أفراد عائلته في البحرين إقامة دائمة وانخراطهم في العمل التجاري فيها. لذلك لا يمكن أن يقصد هذا الرجل التقليل من شأن بلد أحبها واستثمر فيها تجارياً واستقرت فيه عائلته. وقد كان مضمون التغريدة واضحاً وهو تذكير المعنيين في بلده بنجاح البحرين في الحد من انتشار الوباء والتي لا تقارن إمكانياتها المالية (أي البحرين) بالإمكانيات المالية المتوفرة لدى بلده ملمحاً أن مكافحة الجائحة ليس مرتبطاً بالمال فقط بل بالتنظيم والتخطيط والتنفيذ المحكم.

ومما لاشك فيه أننا في البحرين لدينا القدرة على التنظيم والتنفيذ بمستويات عالية وجودة ممتازة في كثير من المجالات. فنحن بلد سباق الفورمولا (1) مثلاً، السباق العالمي الذي يحتاج إلى قدرة فائقة على التنظيم ونحن من ينظم مؤتمراً عالمياً سنوياً بنجاح تام يعرف باسم (حوار المنامة) ويستضيف أهم السياسيين والعسكريين أيضاً. باختصار، نحن أصحاب إنجازات كبيرة أخرى قياساً بحجم الإمكانيات.

ولا أرى الأمر مزعجاً عندما نوصف بأن إمكانياتنا المالية (متواضعة) مقارنة ببعض الجيران فهذا هو الواقع والحقيقة. والواقع أيضاً يقول إننا كثيراً ما نتخطى حاجز الإمكانيات وننجح بفضل وجود رؤية ثاقبة تتمتع بها الجهات التنفيذية وبفضل حسن التخطيط والإدارة. ببساطة نحن ومنذ عقود نتعامل مع واقعنا بثقة وبدون خجل وننجح في تحقيق بعض الأمور التي لا يستطيع تحقيقها من يملك المال الوفير. ومازلت أذكر حديثاً مصوراً لولي عهدنا رئيس وزرائنا الأمير سلمان أطال الله في عمره يذكر فيه باللغة الإنجليزية أننا أحياناً كبلد Punching above our weight

أي أننا في البحرين نقوم بأدوار أكبر من حجمنا نظراً لوجود طموح كبير وعزيمة وإصرار.

ولذلك أتمنى من المغردين المحليين الكرام الابتعاد عن (الحساسية) المفرطة في النظر للأمور والانتباه إلى مصدر التغريدات في كل وقت. فإن جاءت من مصدر خبيث فالحق لكل مغرد أن يرد بما أؤتي من حجج وقدرات وإن جاءت من مصدر نعرفه ويعرفنا، فعدم الرد هو الأفضل حفاظاً على علاقتنا الطيبة مع الجميع.

عموماً، نبارك للفريق الوطني البحريني النجاح في خفض حالات الإصابة بسبب فعالية الإجراءات التي طبقها مؤخراً ونبارك لهم كذلك الإقبال الكبير على التطعيم وبإذن الله يأتي اليوم الذي نهنىء فيه أنفسنا جميعاً على السيطرة التامة على الوباء الفتاك. المشوار مازال يحتاج إلى وقت وصبر والتزام.