تتميز مملكة البحرين بأنها دولة القانون والمؤسسات وهي رائدة التنظيم الإداري في مختلف المجالات على مستوى المنطقة، وقد كان ولا يزال نظام المرور المطبق وفق قانون عصري من أفضل الأنظمة وهو مثالٌ يحتذى به في الدول المجاورة. ورجال المرور في البحرين عرفوا بانضباطتيهم وحرصهم على تنفيذ قانون المرور من أجل تنظيم الحركة المرورية والحفاظ على الأرواح في شوارع المملكة.
إلا أنه وللأسف الشديد في الآونة الأخيرة بدأت تنتشر ظواهر سلبية في الشوارع تتطلب مواجهتها بحزم من خلال حملات مرورية مكثفة كما عودتنا الإدارة العامة للمرور، حيث بدء الاستهتار واضحاً بالمربع الأصفر من خلال البعض. وخير مثال، شارع الفاتح المنعطف اتجاه شارع المعارض وشارع الشيخ دعيج، إذ أن المربع الأصفر لا وجود له لدى المستهترين وخصوصاً خلال الفترة المسائية ولا يعيرون له أي انتباه، الأمر الذي يتسبب في عرقلة الحركة المرورية في شارع الفاتح وكذلك شارع الشيخ دعيج مع تقاطع شارع المعارض، وهذا الاستهتار يتسبب كثيراً في توقف الحركة المرورية للقادمين من جهة الشمال في اتجاه الجنوب على شارع الفاتح وغيرها من التقاطعات.
هذا بطبعه سيسبب الكثير من اللغط والمشاكل بين السائقين إضافة لبعض الحوادث المرورية، ولا يمكننا التجاهل في أنّ البعض لا يحترم الوقوف في المسار الصحيح على الشارع بل يتخطى طابور السيارات دون احترام لمشاعر الآخرين الذي ينتظرون.
أدرك جيداً بأن الإدارة العامة للمرور لا يمكنها مراقبة كل صغيرة وكبيرة في الشوارع ولكنها قادرة بكل تأكيد على مراقبة بعض الشوارع الرئيسة التي يكون في الاستهتار بالمربع الأصفر بشكل يومي من قبل أناس يعتقدون بأنهم فوق القانون، ولاشك بأن هذه الفئة من المستهترين لا تمثل طبيعة الإنسان البحريني الذي يتميز باحترام القوانين والأنظمة والقرارات.
الجهود المتميزة التي تقوم بها الإدارة العامة للمرور بوزارة الداخلية لا يقلل من شأنها مثل هذه التجاوزات ولكن لابد وضع حد لها وتحديداً على شارع الفاتح من خلال وجود دورية مرورية ثابتة يكون وجودها رادع للمستهترين، حيث أذكرهم بأن قيادة السيارات فن وذوق وأخلاق.