مع اقتراب العودة إلى المدارس، وبداية فصل دراسي جديد للطلبة بعد عامين من الدراسة المنقطعة وتخبطات بداية الجائحة التي أجهدت النظام التعليمي في مختلف دول العالم فماذا نحن فاعلون لهذه السنة، وما هي التجارب التي مررنا بها خلال العامين المنصرمين وهل ستتغير خلال العام القادم؟

لدينا مساران خلال الرحلة القادمة، المسار الأول هو تكرار ما حدث في العام الماضي واستمرار الوضع التعليمي على ما هو عليه، من حضور خلال أوقات الأمان وإغلاق خلال اكتشاف الحالات، وبعض المدارس الخاصة استجابت بشكل جميل وخصصت أوقاتاً وأياماً للحضور وأخرى للدراسة عن بعد وينطبق ذلك على الموظفين كذلك.

أما المسار الثاني فهو الاستفادة من العقبات التي مررنا بها بداية من البوابة الإلكترونية وتلافي الأخطاء التي حدثت فيها، والعمل بنظام حضور وانصراف ذكي يحد من التجمعات وفي ذات الوقت يكون هناك توزيع للطلبة بين الحضور والدراسة عن بعد لضمان سير اللبنة الأساسية في نمو المجتمعات وهي التعليم.

لا ينطبق هذان المساران على النظام التعليمي فقط، بل ينطبقان على كل الأمور التي صادفتنا خلال هذه الجائحة؛ فالبعض استفاد منها والآخر مرت عليه وكأنه لم يحدث أي شيء في العالم؛ فالجائحة التي عطلت العالم بأكمله وغيرت من مسير قطاعات وطريقة عمل دول ومؤسسات إن لم تكن قادرة على إحداث تغيير في داخلك فهناك خلل فعلي عليك معالجته أو زيارة طبيب نفسي أو مستشار حياتي ليدلك على طريقة تعيش بها حياتك.

فمن كان يبذر ويصرف ولم يستفد من الحجر المنزلي والتنازل عن الكماليات التي ليس من شأنها زيادة قيمتك وإنما هي حاجة نفسية لإرضاء نفسي فقط، والذي كان يهمل صحته ولا يهتم بعافيته ولا يمارس أي نوع من الرياضة، ومازال يصر على ذلك بعد أن رأى أن الرياضيين والمحافظين على نمط حياة صحي هم الأقل عرضة لمضاعفات فيروس كورونا، وذلك بسبب مناعتهم الجيدة التي اكتسبتها أجسادهم بسبب نمط معيشتهم الصحي.

إن التغيير يأتي من الداخل، وإن لم تستطع جائحة كورونا أن تغير منك في مختلف مجالات الحياة التي لا يتسع المقال لتفصيلها فعليك التوقف برهة ومراجعة ومحاسبة نفسك، وتذكر دائماً "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم".