لطالما آمنت بالعبارة القائلة «دع أفعالك تتحدث»، ولكن ماذا لو كان الفعل كبيراً ولكن التسويق والترويج له لم يكن بذات القدر!! وأن أفعالنا باتت دون صوت وقد لا يلاحظها الكثيرون بالرغم من عظمتها؟؟!!

في حوار دار بيني وبين أحد الأشخاص بخصوص حزمة دعم المواطنين في القطاع الخاص، أخبرته بأن البحرين تدعم العاملين في القطاع الخاص بدفع نصف الراتب لعدد محدود من السنوات. كما تقدم الدولة دورات احترافية عالية المستوى بالمجان لأي مواطن بحريني عن طريق صندوق العمل «تمكين». كما وأنه في حال فصل العامل البحريني من القطاع الخاص فصلاً تعسفياً تقوم الدولة بدفع راتبه وتحاول جاهدة أن تبحث له عن عمل بديل في أقرب وقت ممكن. كان هذا الشخص لا يعلم بهذه الأمور!! وللأمانة لم أتفاجأ كثيراً، فمن خلال عملي في مختلف المؤسسات لاحظت أن الكثيرين يجهلون العديد من الخدمات المقدمة لهم، بل إن نفراً منهم يجهل حقوقه أيضاً!! وهذا ما يترتب عليه مزيد من التذمر وعدم الرضا. فأين يكمن الخلل؟؟

في رأيي المتواضع إن الخلل يكمن في أننا لا نروج لمنجزاتنا بطريقة صحيحة، وأننا نروج عن منجزاتنا العظيمة بتواضع جم يجعلها تبدو باهتة للمتلقي، وأننا لا نحسن استخدام الرسالة المؤثرة، وما زلنا نتعامل مع الترويج كأنه شيء ثانوي لا داعي له مادام المنجز قد تحقق.

هناك بعض الدول تتفنن في الترويج لمنجزاتها، وتعرضها بأساليب مشوقة، وتجعل العالم أجمع يتفاعل معها لا مواطنوها فقط. مما يعزز لديهم الشعور بالفخر والاعتزاز بقرار دولهم ويؤدي إلى مزيد من الولاء.

وهناك آخرون يجعلون من «الحبة، قبة»، ويستطيعون أن يلفتوا أنظار العالم أجمع لما يقومون به، على الرغم من تواضع منجزاتهم إلا أن صوتهم العالي يجبرك على الاستماع إليهم.

* رأيي المتواضع:

لدينا من المنجزات الكثير، ولكن للأسف تعلمنا على أن نخفض صوتنا ونحن نتحدث عنها، متخذين من شعار «دع أفعالك تتكلم»، قاعدة لم تعد تؤتي أكلها، أفلا نغير هذه الفلسفة ونرفع صوتنا من أجل أن يسمعنا من في الداخل والخارج، وأن نبدأ بتوظيف فريق تسويق محنك يقوم بالترويج للمنجزات والمشاريع الحكومية كباقة متكاملة، بدلاً من الاعتماد على التسويق الذاتي لكل وزارة على حدة، فنفقد لذة التكامل ونفقد رؤية الصورة كاملة؟!