مشهد يتكرر حول ملاحظات ديوان الرقابة المالية والإدارية، هذا التقرير الشفاف الذي يوثق كل شاردة وواردة حول أداء المؤسسات الحكومية، ويضعها بين يدي المواطن دون تزييف أو بهرجة.
كما يتشارك الإعلام بمسؤولية نقل ما ورد في هذا التقرير، ويتكفل الإعلام كذلك بنقل رد الوزارة حول الملاحظة التي وردت في التقرير من باب الحق في الرد.
لا أعرف لماذا يغضب المسؤولون عندما ننبههم من خلال مقالاتنا لبعض الثغرات؟! لا أعرف سبباً لغضب المسؤولين عندما يقوم كتاب الرأي بتوجيه ملاحظة لأداء مؤسساتهم.. ولا أدري إذا كان المسؤولون يغضبون كذلك من ملاحظات ديوان الرقابة المالية والإدارية عندما يدون الملاحظات السلبية في أداء المؤسسة أم لا؟ ولا أعرف إحساس المسؤول بعد أن يذكر ديوان الرقابة ملاحظة «من العيار الثقيل»؟ ولا أعرف كيف هي ردة فعلهم عندما يقابلون سمو ولي العهد رئيس الوزراء بعد صدور التقرير..؟
لن أتحدث عن المخالفات التي يشيب لها الرأس، والتي أعتقد أنها يجب أن تأخذ مساحة كافية من جلسة مجلس الوزراء، وتكون هذه الجلسة «مغلقة» يتم مناقشة أبرز الملاحظات بشكل جدي وعملي، بل سأتحدث عن ردود الوزارات التي لا تمتاز بالمهنية مطلقاً.
إن من يقرأ ردود المؤسسات الحكومية على الملاحظات، يشعر بأنه «عتاب بين أحبة»، خالٍ من الأرقام ومؤشرات القياس، كأن أماً تعاتب ولدها وتقول له، حبيبي لماذا لم تؤدِّ الأمانة إلى أهلها؟! فيرد قائلاً: ماما اتصلت فيهم طلع رقمهم مغلق...!!
وكمثال فقط، لنأخذ رد وزارة العدل على ما ورد حول وجود 2631 تركة بلغ جميع ورثتها سن الرشد دون أن تقوم الإدارة باتخاذ الإجراءات الكافية لتسليمها لأصحابها، وقد مضى على 74% منها أكثر من 5 سنوات منذ بلوغ جميع الورثة سن الرشد. جاء رد الوزارة «إن إدارة شؤون وأموال القاصرين تقوم بشكل دوري بمتابعة التركات التي بلغ جميع ورثتها سن الرشد وإعداد الكشوف والتواصل معهم هاتفياً وإرسال رسائل نصية لهم بضرورة استلام مستحقاتهم، بيد أنه لا يتجاوب البعض منهم، بالإضافة إلى عدم كفاية بيانات التواصل الخاصة ببعض هذه الحالات».
2631 لم يتجاوبوا، خلال 5 سنوات!! ولم يحضروا لاستلام تركاتهم!!! هل عذر عدم وجود أرقام اتصال سبب أم نتيجة..؟! ولا أريد أن أكثر اللغط وأن أذكر بأنها أموال أيتام وغيرها من العبارات التي تعبنا ونحن نتحدث بشأنها في كتاباتنا التي لا تلقى تفاعلاً من المسؤولين.
ومثال آخر هو رد وزارة الأشغال حول إدارة وتطوير مدفن عسكر، حيث إن الطاقة الاستيعابية المتبقية لمدفن عسكر تكفي لدفن المخلفات لمدة 3 سنوات، مما يستدعي التخطيط لإيجاد موقع جديد لدفن المخلفات وتجهيزه وفقاً للاشتراطات البيئية، ردت الوزارة «بأنها قطعت شوطاً كبيراً في إعداد المخطط العام للموقع الجديد لإدارة المخلفات وإعادة تدويرها في منطقة حفيرة، في حين يجري العمل حالياً على استكمال تحصيل جميع الموافقات اللازمة لتخصيص الأراضي».
هل يعقل أن يكون الرد إنشائياً على موضوع إداري!! «قطعت شوطاً كبيراً»، ما هو طول هذا الشوط «طال عمرك»!!
سأترك للقارئ التعليق، وأتمنى من جميع المواطنين قراءة الردود المصاحبة للملاحظات، من باب «الثقافة العامة» ليس إلا..
رأيي المتواضع
من أهم مبادئ الإدارة طريقة كتابة الهدف باستخدام منهجية SMART، هذه المنهجية التي تُعلم لأبنائي في المدرسة وهم لم يتجاوزوا المرحلة الابتدائية، لكي يتحول اللغط والكلام إلى Action. فهل تمت دراسة الردود التي تقوم بها الوزارات وتحويلها إلى ردود عملية غير أدبية.
هل إذا ما سألكم سمو ولي العهد رئيس الوزراء الموقر حول مشروع، سيكون ردكم بهذا الشكل، هل ستقولون «قطعنا شوطاً كبيراً»؟!!
كما يتشارك الإعلام بمسؤولية نقل ما ورد في هذا التقرير، ويتكفل الإعلام كذلك بنقل رد الوزارة حول الملاحظة التي وردت في التقرير من باب الحق في الرد.
لا أعرف لماذا يغضب المسؤولون عندما ننبههم من خلال مقالاتنا لبعض الثغرات؟! لا أعرف سبباً لغضب المسؤولين عندما يقوم كتاب الرأي بتوجيه ملاحظة لأداء مؤسساتهم.. ولا أدري إذا كان المسؤولون يغضبون كذلك من ملاحظات ديوان الرقابة المالية والإدارية عندما يدون الملاحظات السلبية في أداء المؤسسة أم لا؟ ولا أعرف إحساس المسؤول بعد أن يذكر ديوان الرقابة ملاحظة «من العيار الثقيل»؟ ولا أعرف كيف هي ردة فعلهم عندما يقابلون سمو ولي العهد رئيس الوزراء بعد صدور التقرير..؟
لن أتحدث عن المخالفات التي يشيب لها الرأس، والتي أعتقد أنها يجب أن تأخذ مساحة كافية من جلسة مجلس الوزراء، وتكون هذه الجلسة «مغلقة» يتم مناقشة أبرز الملاحظات بشكل جدي وعملي، بل سأتحدث عن ردود الوزارات التي لا تمتاز بالمهنية مطلقاً.
إن من يقرأ ردود المؤسسات الحكومية على الملاحظات، يشعر بأنه «عتاب بين أحبة»، خالٍ من الأرقام ومؤشرات القياس، كأن أماً تعاتب ولدها وتقول له، حبيبي لماذا لم تؤدِّ الأمانة إلى أهلها؟! فيرد قائلاً: ماما اتصلت فيهم طلع رقمهم مغلق...!!
وكمثال فقط، لنأخذ رد وزارة العدل على ما ورد حول وجود 2631 تركة بلغ جميع ورثتها سن الرشد دون أن تقوم الإدارة باتخاذ الإجراءات الكافية لتسليمها لأصحابها، وقد مضى على 74% منها أكثر من 5 سنوات منذ بلوغ جميع الورثة سن الرشد. جاء رد الوزارة «إن إدارة شؤون وأموال القاصرين تقوم بشكل دوري بمتابعة التركات التي بلغ جميع ورثتها سن الرشد وإعداد الكشوف والتواصل معهم هاتفياً وإرسال رسائل نصية لهم بضرورة استلام مستحقاتهم، بيد أنه لا يتجاوب البعض منهم، بالإضافة إلى عدم كفاية بيانات التواصل الخاصة ببعض هذه الحالات».
2631 لم يتجاوبوا، خلال 5 سنوات!! ولم يحضروا لاستلام تركاتهم!!! هل عذر عدم وجود أرقام اتصال سبب أم نتيجة..؟! ولا أريد أن أكثر اللغط وأن أذكر بأنها أموال أيتام وغيرها من العبارات التي تعبنا ونحن نتحدث بشأنها في كتاباتنا التي لا تلقى تفاعلاً من المسؤولين.
ومثال آخر هو رد وزارة الأشغال حول إدارة وتطوير مدفن عسكر، حيث إن الطاقة الاستيعابية المتبقية لمدفن عسكر تكفي لدفن المخلفات لمدة 3 سنوات، مما يستدعي التخطيط لإيجاد موقع جديد لدفن المخلفات وتجهيزه وفقاً للاشتراطات البيئية، ردت الوزارة «بأنها قطعت شوطاً كبيراً في إعداد المخطط العام للموقع الجديد لإدارة المخلفات وإعادة تدويرها في منطقة حفيرة، في حين يجري العمل حالياً على استكمال تحصيل جميع الموافقات اللازمة لتخصيص الأراضي».
هل يعقل أن يكون الرد إنشائياً على موضوع إداري!! «قطعت شوطاً كبيراً»، ما هو طول هذا الشوط «طال عمرك»!!
سأترك للقارئ التعليق، وأتمنى من جميع المواطنين قراءة الردود المصاحبة للملاحظات، من باب «الثقافة العامة» ليس إلا..
رأيي المتواضع
من أهم مبادئ الإدارة طريقة كتابة الهدف باستخدام منهجية SMART، هذه المنهجية التي تُعلم لأبنائي في المدرسة وهم لم يتجاوزوا المرحلة الابتدائية، لكي يتحول اللغط والكلام إلى Action. فهل تمت دراسة الردود التي تقوم بها الوزارات وتحويلها إلى ردود عملية غير أدبية.
هل إذا ما سألكم سمو ولي العهد رئيس الوزراء الموقر حول مشروع، سيكون ردكم بهذا الشكل، هل ستقولون «قطعنا شوطاً كبيراً»؟!!